انقلاب شباط , تَجربة مُستمرَّة
سعد السعيد
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سعد السعيد

اليوم هو ذكرى انقلاب البعث الاوَّل و نَزوته على السُلطة في بغداد و هو مُستَهل تَنفيذ الجريمة الكُبرى التي تم التخطيط لها منذ وصولهم لَها في هذا اليوم ضِد الشيعة .
و البعثيون لم يتَمكَّنوا من اسقاط عبد الكريم قاسم الَّا بالاستعانة بالبريطانيين و الامريكان تحديداً مُقابل التزامات مُحدَّدة , كما اعترف احد قادتهم للتلفزيون اللبناني في وقتها , حيث قال لقد جئنا بقطار امريكي ...!
ذلك لم يكن ليحصل مالم تَتوفر عوامل مَحلية اضافية عديدة ساهمت باسقط التَجربة الجمهورية و بدونها لم يكن ليتَمكَّن البَعثيون , المُمثِّلون لقوى الطائفية الداعشية و اداتهم الاجرامية في ذلك الوقت من الانقضاض على السلطة .
من بين تلك العوامل , عَدا الاسباب المَوضوعية الاخرى التي تَتعلَّق بشخصية و تصرفات الزعيم و الفَوضى السياسية التي كانت تَعم العراق , عدم وضوح الرؤية السياسية و الفكرية لدى المجتمع الشيعي في ذلك الوقت و قُصر النَظر و اللا أباليَّة السياسية التي كانت سائدة لدى الناس , عَدا بعض الاحزاب التي دَخلت في الصراع المُمِل و الغَير مُنتج مع القوميين و البعثيين الى أخره ..... !
و انني ارى استناداً الى ماقرأته في بُطون الكتب عن تلك الفترة و عن عوامل سُقوط قاسم تشابهاً كبيراً في ظروف الصراع السياسي و طبيعة ادواته التنفيذية و الاهداف المقصودة من هذا الصراع منذ سقوط البعث و حتى الأن .
فالذين يحاولون الان اسقاط التجربة الديمقراطية هم انفسهم اولائك الذين لم يَهدأوا من اثارة المشاكل و حياكة المؤامرات ضد قاسم و لاسباب طائفية مَحضَة حتى تَمكَّنوا من فعل ذلك في 63 , و فعلوا مافعلوا من كوارث و مجازر دموية لاتَخفى.
فهؤلاء و منذ سقوط سَيِّدهم صدام يَخوضون الحرب ضدنا و باساليب اكثر قَذارة و خيانيَّة من تلك التي فعلوها ضد قاسم و هدفُهم هو نفس ذلك الهَدف , و هو اسقاط السلطة بايديهم و العودة الى استعبادنا مجدداً و بالتالي امتلاك وسائل اذلالنا تعبيراً عن طبيعتهم المُتوحشَة و الهَمجيَّة .... !!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat