صفحة الكاتب : حيدر حسين سويري

إدارات المدارس، معاناة لا تنتهي
حيدر حسين سويري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 يُعَدُ المنصب مسؤولية، سواءً كَبُر أو صَغُر، ويتشرف أغلبنا بنيلِ أو تسنمِ منصبٍ مميزٍ في مكان عمله، أو في أي مجالٍ من مجالات الحياة الواسعة، والمنصب تدرج وظيفي وجودي مشروع لكلٍ منا.
   هناك دائماً من يكونُ قادراً على تحمل المسؤولية وآداء واجباتها، وهناك من يتنصل عنها، فهو الأعرف بقدراتهِ وإمكانياته، ومن الأفضل لمن لا يجد الكفاءة في نفسه والقدرة، الإنسحاب بشرف، خيرٌ من الوقوع في حَرَفْ.
   يشاع أن أغلب المناصب في العراق(حتى منصب وزير) يتم بيعها وشرائها بـ(السرقفلية)، لكن منصب مدير مدرسة حتى وإن شمله البيع والشراء، فهي تجارةٌ خاسرة، بكافة أنواع المقاييس، فإن مشاكل الأدارة المدرسية لا تنتهي أبداً، وهي كثيرة جداً، سنتعرض لبعضٍ منها، لأننا إذا أردنا إصلاح العملية التربوية فيجب علينا البدء بإصلاح الادارة المدرسية، وتوفير ما يُمَكّنها من إنجاز مهامها وآداء عملها على أحسن وجه، حين ذاك يمكن محاسبتها، وإبعاد المقصرة والغير منتجة منها.
   تبدأ معاناة الأدارة المدرسية من طلبات وأوامر وزارة التربية التي لا تفرق بين مداس المدينة والريف، وكذلك هي لا تفرق بين مدارس المدينة نفسها، فنحن نعلم أن هناك فرق واسع بين مدارس منطقة الكرادة ومدارس منطقة النهروان والمعامل مثلاً، من حيث عدد التلاميذ والكادر التدريس والبنايات المدرسية، وهو كلام طويل يعرفه جميع الشعب، سواءً العامل منهم فيه أو الذي له أبناء يتعلمون فيه.
   ما أريد التطرق إليه اليوم مشكلتين رئيسيتين، الأولى مشكلة المصاريف التي تصرفها الأدارة المدرسية في نقل الكتب والقرطاسية من المخازن، وكذلك الأثاث، وما تحتاجه الأدارة من سجلات وملفات وحواسيب وطابعات، إن أغلب هذه المصاريف تقع على عاتق المدراء وهم من يتحمل أعبائها، نظراً للسياسات الجديدة التي إتخذتها الوزارة، وهي سياسات خاطئة مكنت الآخر(الموظف) من السرقة، بعد أن كانت تعمل بساسية(النثرية) التي تُمنح للأدارة على دفعتين خلال العام الدراسي، وهي سياسة ناجحة، حيث يتم من خلالها الصرف على متطلبات المدرسة وإدارتها بأسعار منخفضة جداً، وسأعطي مثال لبيان ذلك:
في الأمتحانات الوزارية للعام الدراسي 2013 تم شراء قناني الماء وبإشراف الوزارة، حيث وصل تكلفة القنينة الواحدة750 دينار! أما في العام الدراس 2014 فقد تم الأعتماد بالشراء على إدارات المدارس فتم شراء قنينة ماء وعلبة عصير لكل تلميذ وبسعر 250 دينار فقط!
   المشكلة الثانية، فقد تم تعيين موظفي خدمة من الذكور الشباب، وعندما تذهب إلى المدرسة لا تفرق بينهم وبين المعلمين من حيث الملبس، فهم يستنكفون من إرتداء بدلة عامل النظافة، كذلك هم لا يقومون بتنظيف المدرسة! بل يكتفون بالجلوس وشرب الشاي، هذا إن حضروا إلى المدرسة، ولا يستطيع مدير المدرسة فعل شئ لهم، مما أضطر مدراء بعض المدارس والمعلمين بالقيام بعملية تنظيف المدرسة بأنفسهم، وهم لا يستكبرون.
بقي شئ...
يقال: أهل مكة أدرى بشعابها, لكن وزارة التربية لا تعترف بأهل مكة(المدرسة) فهي تتخذ القرارات دون إستشارة أهل مكة(المدرسة)، لماذا!؟ وإلى متى!؟  ة          


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر حسين سويري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/02/08



كتابة تعليق لموضوع : إدارات المدارس، معاناة لا تنتهي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net