صفحة الكاتب : عباس الخفاجي

أخطبوط داعش وأعدام الطفولة
عباس الخفاجي

 يلقب الأطفال بملائكة الله في الأرض لكن يبدو أن الوضع قد تغير في الوقت الحالي، وذلك بعد أن تحولوا إلى مقاتلين ومجندين يحملون السلاح، وبرأسهم أفكار قتالية بعيداً عن البراءة التي خلقهم الله عز وجل بها، فبالتأكيد الذنب ليس ذنبهم بل الظروف والبيئة المحيطة بهم والتغيرات السياسية التي شهدتها الدول العربية أرغمتهم على أن يكبروا قبل الأوان. إلى ذلك، اتخذ استغلال الأطفال أثناء النزاعات المسلحة أشكالا متنوعة مثل: العمل القسري أو العبودية في الحالات القصوى، وقد يكون ذلك مصير الأطفال الذين جندتهم الجماعات المسلحة أو الأطفال رهن الاحتجاز . ولا ينجو أحد من أثر النزاعات التي غالباً ما تكون اليوم نزاعات داخلية بطبيعتها، ويتعرض فيها الأطفال للسجن والاغتصاب الجنسي والتشويه على مدى الحياة، بل ويُقتلون، وتمزق النزاعات المسلحة شمل العائلات كل التمزيق، مما يُرغم آلاف الأطفال على إعالة أنفسهم ورعاية أشقائهم الصغار.
ومنذ أن أستوطن أخطبوط  داعش الأراضي السورية ومن ثم العراقية بدأت هذه الظاهرة الخطيرة بالظهور من خلال تجنيدهم أطفال المناطق التي تم الأستيلاء عليها ومحاولات غسل أدمغة الأطفال وتغذية عقولهم بالأفكار المتطرفة والأجرامية وتدريبهم على أستعمال الأسلحة المختلفة لمواجهة عدو أفتراضي وسعيه لتلقين الأطفال الصغار أفكاره المتطرفة وتجهيزهم كأنتحاريين في محاولة لتشديد قبضته على تلك المناطق.
وأغلب الأطفال الذين يتم أشراكهم في معسكرات التدريب قام التنظيم بخطفهم من ذويهم أو بشرائهم من العائلات الفقيرة التي لا تتمكن من سد رمق أطفالهم نتيجة الفقر والعوز، وتجنيدهم في تلك المعسكرات للتدريب على أستخدام الأسلحة الشخصية والقذائف الصاروخية ، وأجبارهم على الحضور في مراسم قطع الرؤوس ورجم النساء بغرض أنشاء جيل جديد يتغذى على العنف والأرهاب.
وليس حال الأناث القاصرات بأفضل من حال البنين ، فهن يتعرضن الى الخطف والبيع والشراء في سوق النخاسة بأعتبارهن غنائم حرب بعد قتل آبائهن وأخوانهن أمام أعينهن بطرق وحشية وأستغلالهن في أشباع رغبات ( المجاهدين ) الجنسية ، والعمل كخادمات في بيوتهم وأستعبادهن وأذلالهن بأشد أنواع الذل والهوان.
لقد عمد تنظيم داعش الأرهابي الى ألغاء المناهج المقررة في المدارس وأستبدلها بدروس حول شروحات الفكر السلفي المتطرف أضافة الى دروس تعليم الفنون القتالية وأستخدام الأسلحة ، وهذا الأمر تكمن خطورته بأن التنظيم يعد جيلا جديدا ناشئا قد تغذى وتربي على أفكار متطرفة منحرفة أجرامية مما يعني أن قتال هذا التنظيم قد يستغرق أمدا طويلا.
ومن الجدير بالذكر أنه وبحسب القانون الدولي، فإن تجنيد واستخدام الأطفال دون الخامسة عشر للعمل بوصفهم جنودا أمرا محظورا بموجب القانون الدولي الإنساني وطبقا للمعاهدات والأعراف الدولية ، كما يجري تعريفه بوصفه جريمة حرب من جانب المحكمة الجنائية الدولية


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس الخفاجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/02/08



كتابة تعليق لموضوع : أخطبوط داعش وأعدام الطفولة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net