صفحة الكاتب : صادق غانم الاسدي

ظاهرة غياب الطلبة تساهم في تردي الوضع الامني
صادق غانم الاسدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لقد خلق الله الانسان وزوده بعنصري العقل والارادة , فالعقل يبصربه الانسان ليكشف الحلال والحرام , والارادةهو ان يختار الفرد لنفسه ماهو صالح في نظره ويرسم مستقبلآً له , وفي الوقت الذي يشكل الفرد اساس تكوين الأسرة تكون الاسرة هي الاساس لتكوين الشعب,نرى ان التقدم

والبناء يعتمد على الالتزام والتطبيق العملي المناط بمسؤولية كل شخص ,ولافرق بين فرد واخر الا بما يقدمه من عطاء وفكر وحسن السيرة خدمة لوطنه, وان ايمان الفرد بالمسؤولية والشعور بالمواطنة والحفاظ على المقومات والثوابت الوطنية ضرورة اساسية لتحقيق العدالة الاجتماعية وهي

طموح شرعي به يتساوى الجميع امام الله والقانون , ومن المؤكد ان هذا مطلب الخيرين , ولايختلف الامر عن الجوانب التعليمة لما تشكله من اهمية كبيرة في رفد الكوادر لجميع مفاصل مؤسسات الدولة , وينبع ذلك من المدرسة الراعي الأول لجعل قاعدتها صحيحه وارضها خصبة يزدهر

فيها الفكر والعطاء وينتشر من خلالها العلم  ليكون الدعامة الاولى في البناء , ويتطلب الالتزام من جميع المدرسين والمعلمين وادارات المدارس بتعبئة طلبتهم  فكرياً وتسليحهم بالثقافة والأداب العامة وروح الدين الاسلامي  وهذه مسؤولية تضامنية بين العائلة مالكة الوقت الاكبر وبين الهيأت

التعليمية الراعية والمؤثر الاوسع وصاحبة الدور الكبيرمما تبذله من جهد وتفاني كي  تحافظ على الطلبة من الانزلاق والمعاصي والتغيب المستمر بسبب انتشار المغريات والعادات الغربية وهذا ماحملته الينا القوات الامريكية وبعض التيارات المنفتحه التي دخلت مع قوى الشر والظلام , وانتشار

التصرفات التي لاتخضع لتوجه سماوي تحت مسمى الحرية  وسرعان ما تأثر بها من هوضعيف الايمان ولايمتلك القدرة على مواجهة التحديات  ,وهنا اريد ان اقول وبصراحة في السنوات الاخيرة بدأت تتزايد ظاهرة الغياب لدى الكثير من الطلبة في عموم مدارس العراق  , والتي لايعلم بها

اغلب اولياء امور الطلبة , حيث يتفاجىء الكثير منهم بسماع غياب اولادهم وخصوصاً عندما تصل ورقة تبليغ الانذار الاولي لهم والتي تشير الى كثرة غيابات اولادهم  ويزداد الامر حيره عندما يرى الوالد والوالدة ابنهم امام عينيهم متوجهاً للمدرسة بكافة تجهيزاته المدرسية ويصطدمون بعد فترة

اثناء استدعائهم الى ادارة المدرسة لتبليغهم ان غيابات ولدهم وصلت الحد المقرر للفصل النهائي , وهنا سيتحمل ولي الامرتبعات عدم متابعته لانتظام دوام ولده ولو مرة في الاسبوع  من خلال الاستفسارمن اليهأت التعليميه والتدريسية, ومهما كان ولي الامر منشغلاً بالإعمال فالواجب الشرعي

والاخلاقي  يحتم عليه ان يسأل عن ولده لانه مسؤول امام الله لقول الرسول محمد صلى الله عليه واله ( كلكم راعاً وكلكم  مسؤول عن رعيته) , ولمعرفة اسباب الغياب المتكررة لدى الطلاب باستمرار توجهنا بالسؤال الى مدير متوسطة فلسطين للبنين الاستاذ جليل صالح حافظ تربية الرصافة

الاولى بغداد , والذي اوضح لنا مايلي: ظاهرة غياب الطلبة من الظواهر التي تزيد من سوء الوضع الأمني وتساهم ايضاً في تفسخ اخلاق بعض الطلبة الذين ادمنوا وبشكل مستمر على الغياب واكثر المتغيبين من رواد صالة البليارد واللعاب الالكترونية , كما ان بعض العوائل تساهم مساهمة

فاعلة في غياب اولادهم من المدرسة عن طريق مراجعتهم المستمرة لادارة المدرسة بحجة ان اولادهم مرضى ونضطر الى ارسالهم بورقة الى المستوصف الصحي ويتبين فيما بعد ان الطالب قد التجأ لاسلوب تأجيل امتحان ما لا للعلاج   وبمساعدة اهله, مما يشجع الطالب مستقبلاً على تكرار

هذه الحالة بمباركة ابوية , اما قسم من المتغيبين فهم متقاعسين ومنشغلين بمحيط البيئة المؤثرة عليهم ومرافقتهم لاصدقاء السوء ,ولاابالغ عندما اقول ان مدرستنا قد حققت دوام دون غياب اي طالب يسجل في اوراق الغياب اليومي لاأسابيع عديدة ولمختلف المراحل وذلك بجهود الاخوة

المعاونون لما يبذلونه يومياً في محاسبة ومتابعة المتغيبين واستدعاء اولياء امورهم ووضعهم بالصورة الواضحة عن سيرة ابنائهم ,وبعد ذلك توجهنا الى الصفوف المنتهية في اكثر من مدرسةوضمن قاطع مدينة الصدر وشارع فلسطين وتحدثنا مع بعض الطلاب بان يكتبوا ارائهم  عن ظاهرة

الغياب دون خوف او مجاملة باوراق شرط ان يتحدث الطالب بصراحة وشفافية  ولايكتب اسمه عليها لاأفساح المجال لهم عن التعبير ويكون بعيداً عن التهديد والمحاسبة , والسبب الذي جعلنا ان نتوجه بهذه الاسئلة الى الطلبة لانهم اصحاب المشكلة الرئيسية وعندما يكتبون الينا نرى انهم اقرب

للواقع من التحليل والتعليق المعبر عن وجهة المسؤول وجاءت الاراء عن طريق كتاباتهم  دون ذكر الاسماء تحمل  الجرأءة والموضوعية التي نبحث عنها لنطرحها امام المسؤولين والمهتمين بهذا الجانب فمنهم من كشفا لنا عمق صدقه وبرائته ونذكر اليكم بعض ماجاء من هذه الكتابات , احد

الطلاب ذكر لنا ان القساوة والتأنيب المستمر لدى قسم من المدرسين واستخدام اسلوب الضرب مع كثرة التحضيرات اليومية والمحاسبة عليها بقسوة يجعلنا نتغيب من المدرسة ونتدبر في اليوم الثاني عذراً قد يتحقق صدقه امام المدرس والادارة , ونكرر ذلك بين فترة واخرى , فيما اختلفت وجهة

نظر احد الطلاب عندما كتب لنا ان الغياب في بعض الايام هو سببه القرأءة لا التهرب من المدرسة وذلك عندما يكون امتحان صعب والمادة طويلة وتحتاج الى قرأءة كثيرة فنضطر لان نتغيب قبل يوم الامتحان ونترك تحضير المواد الى اجل مسمى ونهتم بهذا اليوم لقرأءة الامتحان لليوم التالي ,

من اجل السيطرة على الوقت وهظم المادة , فيما كتب طالب معبراً عن رأي مخالف جاء فيه : ان بعض العوائل الفقيرة هي التي تدفع ابنائها للغياب بسبب احتياج العائلة للمال اللازم فيضطر الطالب التغيب من المدرسة لقضاء اعمال ما وكسب المال لسد العوز العائلي ,وان الذي يشجعهم على

ذلك هو اتقان بعض الطلبة لصنعة يستطيعون من خلالها تأمين المال لعوائلهم  وهم بذلك لايدفعونه الى التعلم وارشادة للالتزام بالمدرسة والمثابرة للحصول على الشهادة , فيما كتب لنا طالب اخر معلل السبب بكثرة العطل والمناسبات والاحداث الامنية التي تتوقف فيها حركة العجلات علاوة

على ان بعض العطل اذا صادفت يوم الاربعاء فالخميس عطلة واذا صادفت يوم الاثنين  فالاحد عطلة ,وحسب اتفاق الطلبة فيما بينهم ناهيك عن الاعياد التي تشجع الطلاب على الغياب  قبل العيد وبعده ,مما يربك الدوام خلال هذه المناسبات , فيما ذكر احد الطلاب رأياً لايستهان به قال ان بعض

الطلبة ذو النفوذ القوي بالصف يتفق مع جميع الطلبة على ان اليوم الفلاني نتغيب جميعاً للذهاب الى احد المتنزهات , فأكثر الطلبة يطيعون هذا الامر لكن في اليوم التالي نرى ان المحرض الحقيقي للغياب هو من اوئل الطلبة الحاضرين بالصف والاخرين متغيبين حسب الاتفاق ,اما الراي الاخر

الذي ابداه احد الطلبة المشاركين في الاستطلاع, موضحاً ان البعض من الطلبة تغيبوا من المدرسة لأنهم اساساً لايحبون الدراسة ويتقاعسون عن الدوام ويكرهون الالتحاق بها ويهتمون بجوانب المغريات والالعاب ولن يجد من يتابعهم فهم كثيري الهروب من المدرسة  ويصتنعون الحجج

الواهية  في سبيل ايقاع اللوم واتهام ادارة المدرسة والمدرسين بالتقصير المتعمد تجاهم , وهذا حال الذين يكرهون الدوام في المدارس , ومن خلال مابينه يتضح ان الالتزام حالة عصامية لدى كثير من الطلبة  وان الأسرة لها الدور الكبير والواسع في انجاح العملية التربوية وغرس روح المثابرة

والجهد للحصول على الشهادة واذا اردنا ان نبني  شعباٍ مثقفاً يصل الى السمو والعلو علينا بالتربية اولاً والتي تنبع من البيت وداخل محيط الاسرة رغم ان البيئة لها تأثيرات جانبيه مؤثرة على الفرد لكن  يبقى تأثير الوالدين هو الاول والاخير وهذا مارشدنا اليه الاسلام .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صادق غانم الاسدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/05/15



كتابة تعليق لموضوع : ظاهرة غياب الطلبة تساهم في تردي الوضع الامني
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net