صفحة الكاتب : د . صلاح الفريجي

مسعود برازاني لا تقفز بحفر القومية فلن يخرجك سنيا او شيعيا او كرديا
د . صلاح الفريجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الكرد هم قومية كبيرة تتواجد في العراق وايران وتركيا وسوريا وهم اصلاء في انتماءاتهم وعراقيون اصليون لهم تاريخ ناصع في الاحداث التي لعبت دورا في تاريخنا العراقي قديما وحديثا ومنهم القائد الاسلامي صلاح الدين الايوبي وفي خمسينيات القرن الماضي كان الشيخ احمد الحفيد رجل العقل والدين من اهم رجالات الكرد ومن ثم الملا مصطفى البرازاني ومن ثم الاستاذجلال طالباني اي نشوء الحزبين وخوضهما حربا طويلة ضد دكتاتورية البعث الصدامي كما كان للحزب الشيوعي العراقي نفس الموقف ان دماء العرب الشيوعيون امتزجت مع دماء الكرد كما ان دماء الاحزاب الاسلامية فعلت نفس الشيء كي تحمي وتشارك في تحرير الارض المقاومة الشريفة الا ان الاخ مسعود برازاني كان لايعتقد بقضية ظلم العرب او غيرهم من العراقيين بل عندما يتكلم في خطاباته يقول الكرد ظلموا من العرب ويبدو لي ان الاخ مسعود وقع في شبهة كبيرة او هو اوقع نفسه فيها تعبيرا عن كونه قوميا اورمزا قوميا كرديا والا بالمنطق السياسي يجب ان يتكلم عن الظالمين للكرد وللعرب وكما ان الاحزاب الكردية كانت على دراية بحقيقة الوضع الخارجي واختراقها لكل التنظيمات المعارضة العراقية سخرت كل مالديها من معلومات لقضية كردية فقط ان الاحزاب الشيعة ترتبط بالكرد باعتبار وحدة الاهداف لاسقاط الدكتاتور ولكن الاحزاب السنية لم يكن لها نفس التاثير ولم تعمل بجدية لاسقاط النظام لاعتبارات عدم الثقة بالاخرين الكرد والشيعة ويبدو ان اللعبة التغييرية في العراق دفع ثمنها الكل وبلا استثناء وهذا لايمنع ان كل واحد منهم كان يبتغي من وراء التغيير شيئا وكنت اعتقد سابقا ان المشروع السياسي التغييري بالعراق كان لاجل شعب زجه صدام بحروب طاحنة ولعدم وجود حريات ولعدم وجود انظمة ديمقراطية حقيقية الا ان ذلك كله لم يكن صحيحا فالشيعة شعرت بالغبن والتحييد فتقاربت مع الكرد بشكل واضح حتى ان كبير مراجع الشيعة الشيخ محسن الحكيم الطاطبائي افتى بحرمة قتال الكرد ومن هنا اثبتت للكرد رجلا واحدة قوية تمكنوا من القفز فيها كي يتهيئ لهم اكبر مكون استفادوا منه وسخروه لمصالح قومية كوردية وامل الشيعة فايضا استفادوا من الكرد عاطفيا فقط واما السنة فهم مترددون بين الاحضان العربية او شركائهم السياسيين من ابناء جلدتهم فايضا انقسموا وبذلك تحقق ضعف ونشتت ولم تكن باستطاعة جهة الانفراد بحكم نفس الدين او المذهب او القومية ولعل كل منهم انتحل صفات المنقذ لامته ولقوميته او دينه فالشيعة جاءوا لرفع الظلم والحيف بحيث صور للبعض بان السنة صار لهم الالاف السنين قد ظلموهم او منذ السقيفة لبني ساعدة ؟ ونسوا بان اغلب قادة صدام وحزبه هم من الشيعة ونسوا بان هناك نفوذ شيعي واضح في الدولة العراقية الجديدة منذ تاسيسها كما الكرد والسنه فالكرد يقولون نحن قومية كبيرة متوزعة او مشتته في العالم ولابد ان تكون لنا دولة نجتمع بها ولعل الافكار التي شحنوا بها هي انهم مظلومون من السنة خصوصا ومن كل العالم وان وجد كلام حق لهم فلا مانع ان يكون لليهود دولة تجمع يهود العالم في بقعة جفرافية معينة اذا قلنا بمفهوم جمع القوميات والاعراق الدينية ولكن الكرد ذهبوا اكثر من ذلك وخاصة بعد تصريحات بعض قادتهم بعدم لسماح للمليشيات الشيعية بتحرير اي ارض عراقية سنية لانها تثير حفيضتهم وانها غير قانونية او مشرعنة بقانون خاص واما ( قوات البيش مركه)الكردية فهي ليس مليشيات ومن حقها ان تحرر اي بقعة ارض وتهين اي سني في مدينته بشتى الوسائل بل وصل بهم الامر الى طرد كل عراقي من حدود الاقلين او الدولة الكردية ؟ والانكى والاعجب ان الشعب الكردي كجماهير لم يستفد شيئا من الامتيازات التي تقاسمتها الاحزاب او الحزبين الكرديين الديمقراطي والاتحاد الوطني ان الكرد لايؤمنون بالعراق مطلقا ولهم مشروعهم القومي واذكر دليلا واضح ان السيد مسعود البرازاني اصطف مع صدام ضد الاخرين الكرد في الانتفاضة الشعبانية المباركة كما انه اتفق فورا مع الحكومة المركزية ضد الثوار الشيعة في الجنوب وهدا الوضع كي يتفرغ الجيش الصدامي لقمع الثوار الابطال في الوسط والجنوب عام 1991 الانتفاضة الشعبانية ولم يتدخل في حماية العرب السنة الى جنبه بل حشد وطبل وذهب كي يحارب دفاعا عن مدينة عين العرب السورية ماتسمى اخيرا ( بكوباني ) ولم افهم فلسفة السيد مسعود والطالباني تجاه العراق والظاهر بانه مجرد بقرة حلوب يحلبوها ويركلوها اخيرا وفعلا الان يؤسسون لدولة كردية ولكن لسؤء طالعهم ان الدول المجاورة جميعها لن تقبل بان يقتطع من اراضيها وانضمام الكرد فيها لدولة السيد مسعود التوسعية وان كان كذلك سيد مسعود وانت مام جلال فكيف يسحق الكرد لديكم بالفقر والعطالة وتقمع حرياته الصحفية والاعلامية فالشعب الكردي لم يحصل على حقوقه ويبدوا انتم مثل مسؤلينا من السنه والشيعة ياخذون لهم ولذويهم ولقراباتهم فقط ؟ واين المليارات منذ سنين واي مشاريع قدمت في كردستان غير الفنادق والسياحة للاجانب فياسيد مسعود لاتقفز برجل واحدة ولغة واحدة وانت عراقي كما اعرفك تحب الوطن فلا تستغل خلافا لصالحك فان الفتنة ستصيب الكل ولن ينجح مستثمر بدماء اهله فذلك بعيد المنال وصعب محال فكلما تقدمت باتجاه العراق صرت اقرب وكلما تقدمت باتجاهك القومي ابتعدت عن عراقك وهذه موازنة رياضية قائمة فيدك ان مدت للعراق فهي طويلة واقصرت فهي اقصر وبلدنا الان جسد يحتضر ويحتاج الكل ان يضمدوه ولا يقفوا متفرجين تلوح افكار القومية او الدينية في عقولهم كي يحققوا نصرا مزعوما فالنصر على اهلك خسارة وتضحتك للعراق ربح وفوز تفتخر به بكل ان ومكان ولاتقف ياسيد مسعود موقف يحاسبك التاريخ عليه لتحقق المصالح الدولية على حساب شعبك واهلك واعلم ان كل مسيرة تحتاج الى مراجعة والمراجعة دوما عند حدوث خلل ما فلا تختزل كل تجاربك ومواردك في شخصك فقط كي تحقق رمزية كردية ويعيبك كل العراق لانك جافيته وتركته ينزف كي تزف بشرى كوباني وانتصاراتك فيها فلابد ان تستعد نفسيا لقبول انك عراقي اولا وكردي ثانيا واما ان كنت تفكر بالمقلوب فالعراق سيضعك اخيرا وليس ثانيا وغربال الوطنية يعمل ليل نهار نتمنى لك ان تبقى كبيرا في مواقفك لا مستغلا ذاك وذا ؟ وليس كل اللعب على الحبال يجيدها خبير ؟ فالعراق بلد ذبح اهلة وسرقت امواله وبيع بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين ؟ والله مطلع على ما كان وما يكون وليست السياسة الا ترويض النفس اولا ثم ترويض الاخرين بما ينسجم مع المصالح العامة 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صلاح الفريجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/02/04



كتابة تعليق لموضوع : مسعود برازاني لا تقفز بحفر القومية فلن يخرجك سنيا او شيعيا او كرديا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net