البحرين طائفية الحكومة وابادة شعب
حيدر الحد راوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حيدر الحد راوي

التاريخ يعيد نفسه , مرارا وتكرارا , فبالامس خرج النبي محمد (ص واله ) مع ثلة من المؤمنين العزل , فأنتهز ابا جهل ذلك , وهجم عليهم بالعصي والحجارة , واضرام النار في طريق النبي محمد (ص واله ) , حتى وصل الحمزة عم الرسول , فصفع ابا جهل على وجهه وقال له (( امن الرجولة ان تضرب العزل ؟ )) .
وكذلك الحسين بن علي (ع) حين رأى ان الدين الاسلامي لعب في ايادي بني امية الطلقاء , وكاد يضمحل , فثار ثورته , بعدد قليل من الانصار , يقابلون جيشا عرمرم , فكانت واقعة كربلاء التي اعادت للدين المحمدي كرامته .
فنهل غاندي من عذب ماء نبع الحسين (ع) ليثور ضد الاحتلال البريطاني , ويقول مقالته المشهورة (( تعلمت من الحسين ان اكون مظلوما فأنتصر )) .
ويجب ان لا ننسى ثورة ايران بقيادة الامام الخميني (قده) , تلك الثورة المباركة , فبالرغم من سلميتها فقد اطاحت بنظام دكتاتوري كان يلعب دور شرطي الخليج , فاستقبل الثوار جيش الشاه بالورود ! .
البحرين , حيث يعيد التاريخ نفسه , يخرج شعب اعزل من كل انواع السلاح , ليطالب بحقوقه المسلوبة , وثرواته المنهوبة , وتهميش دوره في بلده , فيتظاهر بأفضل ما في الحضارة من اساليب , الا ان قوى الغدر لا تعرف غير لغة السلاح والدمار , فيستورد جيوشا من خارج البلاد , ليقتل شعبه , ويفرق شمله , بأقوى ما لدى الجاهلية ( الهمجية ) من قوة وافضل اساليبها للابادة .
ان احداث البحرين تذكر المشاهد لها بما حدث و يحدث في فلسطين , حيث نشاهد الجيش الاسرائيلي وهو يقتنص ويضرب المواطنين العزل , بأبشع الاساليب واكثرها دموية , ويملئ السجون , ويغتصب النساء , ويسلب الاموال والاملاك , مع العلم ان شعب فلسطين هو شعب سني , فتقوم الدنيا ولا تقعد عندما يقتل اليهود محمد الدرة وغيره , اما في البحرين يتعرض الشعب للابادة فلا يتحرك ساكن , لان هذا الشعب شيعي ! .
لا اعرف موقف السنة الشرفاء في البحرين , وفي العالم , هل هم يؤيدون تلك الجرائم ؟ , لا شك عندي ان من استن بسنة النبي محمد (ص واله ) ان يقبل بمثل تلك الجرائم , بل حتى الوثنيون لا يقبلون بذلك .
من جانب اخر اضمحل واختفى الموقف العربي , الرسمي والشعبي , ولو بشق كلمة , اين الجامعة العربية عن ما يحدث في البحرين ؟ , لماذا يتغافل الحكام العرب وشعوبهم عن تطورات احداث البحرين , عدا موقف مصر الداعم لشعب البحرين وكذلك موقف اللبنانيون بكل طوائفهم ( سنة وشيعة ومسيح ) .
يبقى موقف جليل بالذكر , الا هو موقف رجب الطيب اردوغان , الذي جرح الغيرة والنخوة العربية بل والاسلامية عدة مرات , بالامس في غزة , واليوم في البحرين , رجب رجل مسلم سني شريف , تخطت غيرته حدود تركيا لتشمل بلاد العرب والعالم , موقف سوف يخلد في التاريخ .
ان الدم الذي ينزف في البحرين اليوم لا يمكن ان يمر بدون عقاب , فدماء النبي محمد (ص واله ) لم تذهب سدى , فقتل الله من اذاه ( ص واله ) بعد حين , ومن قتل الحسين (ع) قتلوا شرّ قتلة , فالأولى بمن يقتل شعب البحرين اليوم ان ينظر الى قبر النبي محمد (ص واله ) وقبر ابي جهل , ويمعن النظر بقبر الحسين (ع) وقبر يزيد ( لعنه الله ) , ويتأمل في كيفية انتصار المظلوم على الظالم .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat