نعم.. الموازنة غير عادلة!!
فالح حسون الدراجي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
فالح حسون الدراجي

أعجبني أمس الأول، النائب البصري الدكتور خلف عبد الصمد رئيس كتلة حزب الدعوة في مجلس النواب، بإعلانه عن عدم تصويته على الموازنة. وقد جاء ذلك الإعلان في تصريح واضح، ذكر فيه الدكتور خلف بأن عدم تصويته على الموازنة جاء (لكونها غير عادلة، فقد أعطت الكرد أكثر من إستحقاقهم، ولم تنصف البصرة)!!
وقد برَّر ذلك بقوله: (للاسف فإن الموازنة المالية لم تكن عادلة في توزيع التخصيصات المالية على المحافظات، وذلك بسبب عدم اجراء التعداد السكاني، الذي يمكِّن الدولة من معرفة تعداد نفوس المدن، وهو التعداد الذي سيوفر العدالة في توزيع التخصيصات المالية..)..
وأضاف الدكتور خلف عبد الصمد في تصريحه الشجاع:
(مرة اخرى تتعرض البصرة الفيحاء الى اجحاف بسبب عدم حصولها على مستحقاتها من التخصيصات المالية التي كانت غير عادلة، واعطت الحق لمن لا يستحقه.
والحمد لله إني لم ارفع يدي للتصويت على الموازنة التي اجحفت حق اهالي مدينة البصرة النجباء، لذلك فضلتُ عدم المشاركة في ذبح البصرة)!!
إعجابي بتصريح الدكتور خلف جاء بسبب صراحته، وقوله ما لم يقله غيره.. فالموازنة غير عادلة فعلاً.. والظلم فيها واضح لايحتاج الى مرشد، او دليل. علماً بأن هذا الظلم قد أصاب مدن الجنوب كلها وليس مدينة البصرة الفيحاء وحدها. فالجنوب الباذل المعطاء، النبيل، الطيب، القنوع الباهر، الذي يعطي بلا منة ولا حساب، لم تنظر اليه الموازنة للأسف بما له من إستحقاق، ولم تأخذ بنظر الإعتبار حجم عطائه الثر، وما يستحقه، قياساً الى ما أعطته له الموازنة من تخصيصات بائسة. فالبصرة والعمارة والناصرية مدن (غنية) في الحسابات الرقمية، أو يفترض أن تكون غنية، لأنها في الحقيقة بمثابة (دولة) كبيرة تعوم في بحر من النفط الأخضر، بمعنى بحر من الدولارات، والخيرات، والرفاهية، والثراء، وليس في بحر من العوز والجوع والقمامة، حيث ترى أطفال الجنوب (الثري) جائعين يبحثون مع امهاتهم في حاويات القمامة عن كسرة خبز يسدون بها رمقهم.. فأية عدالة في هذه الموازنة، وفيها الجنوب أبو النفط، والتمر، والشعر، والجمال يشحذ من الحكومة الفلسان بينما ثروته تذهب للنايمين بفي الجبل للظهر؟!
نعم هذه الموازنة غير عادلة مليون في المائة، بدءاً من التخصيصات المقررة للمحافظات مروراً بتخصيصات الوزارات والمؤسسات، وليس إنتهاء بتخصيصات صندوق الإسكان، أو صندوق الفقراء حيث يسميه العراقيون.. ولا أريد أن أتحدث عن التباين المضحك في الدرجات الوظيفية المخصصة للوزارات، ولا عن الفروقات بين هذه الوزارة وتلك.. كما لا اريد أن أناقش الثغرات في هذه الموازنة، لأن فيها الف ثغرة.. ثم الأهم من كل ذلك، هو لمن أشكو، ولمن أكتب، وانا أعرف أن الموازنة (أمية لا تقرأ ولا تكتب) رغم إنها محاسبة ومدققة بدرجة دكتوراة (أقصد الموازنة)!!
لقد تعبت من التفكير والقلق، والخوف على هذا البلد، الذي (يچد بيه أبو كلاش، وياكل أبو چزمة)!! وألف تحية للنائب الشجاع الدكتور خلف عبد الصمد.. الذي لم يرفع يده للتصويت على هذه الموازنة البائسة مع إنه فعل ما يمكن تسميته (بأضعف الإيمان)، وليس الأيمان كله.. لكن.. أن لا تصوت على باطل، هو أفضل بكثير من أن تصوت عليه، فتشترك في (ذبح العراق) كله، وليس ذبح البصرة وحدها.. على إعتبار إن إقليم كردستان إقليم مستقل، وعراقي (بس بالموازنة)!!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat