صفحة الكاتب : عباس عبد الرزاق الصباغ

الإمام السيستاني "دام ظله " راعي الوطنية العراقية
عباس عبد الرزاق الصباغ

 لم تكن فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقها الإمام السيستاني مجرد فتوى جهادية او مجرد رد فعل حماسي لخطر محدق بالوطن بل كانت مشروعا وطنيا متكاملا ومنظومة جهادية متراصة بانتظام المرجعية مع القواعد الجماهيرية لها وذلك لخلو الساحة العراقية من المشروع الوطني من جهة وخلوها من متبنيّ هكذا مشاريع لاسيما من النخب الشيعية او المحسوبة على البيت الشيعي ولعدم وجود رؤية واضحة من قبل السياسيين العراقيين او تصور مستقبلي للمآلات العراقية. وحتى مؤتمر اربيل 96 الذي جمع المعارضة العراقية بكافة ألوان طيفها لم تطرح مشروعا سياسيا مستقبليا او رؤية سياسية ناضجة تأخذ العراق الى بر الأمان سوى مشروعها اللحظوي المتجسد في إسقاط نظام صدام الذي اسقط بفعل خارجي.
وقد كان من المؤمل ان تأتى زعامة الوطنية العراقية من مكامن صفوف النخب السياسية وصفوة الملاكات الحزبوية العراقية خاصة "المناضلين " الشيعة منهم إبان عهد الديكتاتورية لكنها لم تأتِ ولم تفلح تلك النخب السياسية والحزبوية في اقتناص الفرصة التي تثبت بها وطنيتها وعراقيتها وجدارتها لعبور المرحلة بل استحالت مشاريع النضال والتغيير نحو الأفضل الى مشاريع تكالبية تنافسية على المكاسب والثروات الريعية مغلفة بسايكلوجيا الضحية وبنسق تراجيدي تمحور على فكرة "التعويض" من خلال التغالب والتكالب وصار العراق كله غنيمة تعويضية لسد شراهة الأفواه التي مازات بعد عشر سنوات من اندحار الديكتاتورية فاغرة ومشرعة للنهب، وانشغلت تلك النخب بالمناصب والمغانم وكأن العراق الذي كان مشروعا نضاليا تحول الى مشروع للسلب والنهب و"التعويض" والى مجموعة من أسلاب متهالكة لرجل مريض على غرار الامبراطورية العثمانية إبان الحرب العالمية الاولى فقد صارت شذر مذر وتفرقت أسلابها بين "القبائل" الأوربية الى ان ورثها وقضمها سايكس ـ بيكو..
وكان همُّ النخب السياسية العراقية كما وصف امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) الشخصية المتكالبة على حطام الدنيا والمال الحرام (فما خلقت ليشغلني أكل الطيبات كالبهيمة المربوطة همها علفها، أو المرسلة شغلها تقممها، تكترش من أعلافها وتلهو عما يراد بها. أو أترك سدى أو أهمل عابثاً، أو أجر حبل الضلالة، أو أعتسف طريق المتاهة). وقد ضاعت الفرصة التاريخية من أيدي النخب السياسية الى ان بادرت اليها وانتشلتها ومنحتها لحظتها التاريخية وكينونتها الجهادية والوطنية، المرجعية الرشيدة ومن النجف الاشرف حاضرة التشيع في العالم متمثلة بذروتها العليا وسنامها الأرفع الإمام السيستاني راعي المشروع الوطني العراقي وزعيم الوطنية العراقية ومن بيته العتيق المتواضع ومن اشد أزقة النجف ضيقا وبساطة رأيَنا ذلك بوضوح يوم تشرفنا بلقائه وحظينا بتقبيل يده وفزنا بدعواته المقبولة لنا، وضاق ذلك الزقاق النجفي العتيق بملايين المتطوعين الذين لبوا نداء الإمام وبعد ان أطلق الشيخ عبد المهدي الكربلائي ذلك النداء من الحضرة الحسينية الشريفة وهو مشروع الوطنية العراقية الذي فشل السياسيون العراقيون في وضع لبنة واحدة في أساسها الذي شيده الإمام السيستاني فكان بحق راعي الوطنية العراقية.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس عبد الرزاق الصباغ
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/01/24



كتابة تعليق لموضوع : الإمام السيستاني "دام ظله " راعي الوطنية العراقية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net