صفحة الكاتب : اوس الاعظمي

إعذروني لن أترك سُنتي
اوس الاعظمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  قرأتُ مقالاً تحت عنوان"إعذروني سأعلن تشيعي" للكاتب"إحسان عطالله العاني" المنشور في موقع كتابات في الميزان، والذي تضمن كلاماً صدر عن إنسان لم يستطع تدارك أعصابه، وقد يكون تعرض لحادث شخصي ادى به لكتابة ما كتبه من مغالطات، عسى الله ان يهديه ويعود الى رشده.
   كذلك وجدتُ مشكلة وأزمة يعيشها من قام بالتعليق على المقال فسرعان ما تحولت التعليقات وخصوصاً الأخيرة الى سب وشتم وتكفير من كلا الجانبين، وأعتقد ان هذا ما يريدهُ عدونا منا، فاليوم لا نرى دولاً بحكوماتها المتعددة، تتعامل مع ابنائها من حيث اعتقاداتهم الا في دول العالم الثالث، فاذا اردنا التخلص من العدو وسلطة الاخر، فليس الامر بأن نتحول الى شيعة او يتحول الشيعة معنا.
   إن من يقرأ التاريخ يجد أن جميع فقهاء المذاهب الأربعة درسوا عند الامام جعفر الصادق ولم ينكروا ذلك، وليس في ذلك عيبٌ أو جُرم، فعلى العكس تماماً، فإن هذا يدلُ على أن أهل السُنة منفتحين على الآخر، فلقد حكمنا على مدى أربعة عشر قرناً، وكان الشيعة وعلماؤهم يعيشون بيننا، يدرسون ويُدرسون، يعملون ويتعلمون، وتعاملنا معهم كعرب مسلمين وكعراقيين منتمين، شاركناهم أفراحهم وأتراحهم وشاركونا.
   فإلى عطا الله العاني أقول: لست بحاجة يا عطا الله لأن تعلن تشيعك، فالسنة مسلمين شأنهم شأن أخوتهم الشيعة، ولكن قل الحق فقط وهذا هو التسنن الحقيقي، الذي ورثناه من رسولنا ومن خلفائنا الراشدين والذين كان رابعهم علي بن ابي طالب، ونحنُ نؤمن بهم جميعاً ولا نفرق بين أحدٍ منهم، وإن ما حصل بعدهم يجب الوقوف عندهُ وهو واضح على ما أعتقد عندنا وعند الشيعة المنصفين.
   لقد أثبت المنهج السُني صلاحهُ وصلاحيتهُ طوال أربعة عشر قرناً، بالرغم من إختلافهِ أحياناً مع السلطة الحاكمة، فقد عارض كثير من علمائنا الحكم الأموي ومن بعده العباسي وصولاً الى البعثي الفاشي، ولكن ما أن جاء إبن تيمية وأفكاره الهدامة التكفيرية، والتي حولها محمد بن عبد الوهاب فتوى على أرض الواقع طبقها حكام آل سعود لخدمة مصالحهم الشخصية.
   إن ما يحصل اليوم لا شأن لنا بهِ نحنُ السُنة، وإنما هو نتيجة مصادرة المذهب الوهابي لرأي بقية المذاهب، ولذلك فيجب علينا فضحه والبرآة منه بل ومحاربته، ولذلك فأعذرني لن أترك تسنني، ولا أعتقد بأن أصدقائي في الكلية من الشيعة طلبوا مني أو من غيري ذلك أبداً.
  

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اوس الاعظمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/01/23



كتابة تعليق لموضوع : إعذروني لن أترك سُنتي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net