وطنية المطلب وفئوية المطمح " الفدرالية "
عمار جبار الكعبي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لطالما تعالت الأصوات بهذا المطلب الغامض بغاياته ، الواضح بمصطلحات مستخدميه ، بعد معرفة اصحاب حملة لوائه بين المتصدين المتحاربين تارة والمتفقين تارة اخرى ، وبالاطلاع على مخاضات طرحه منذ سقوط الصنم ، فله خلفيات وجذور طرحته بشكل نظري كرؤية لما بعد السقوط كواقع ُ مناسب لما يمكن ان يسير عليه العراق الجديد بقيادته المنفتحة كما كان يُعتقد !
فأول طرحه بدأ بشهيد المِحْراب ، الذي كان له رأيه الخاص في ذلك فكان يقول بأنه اما يطبق في جميع اجزاء العراق ليتكون من مجموعة أقاليم ، او يبقى بنظام المحافظات ، ولا يمكن ان يكون هنالك اقليم واحد يدار بشكل خاص ويدار الباقي بنظام المحافظات ، لما سيحصل جراء ذلك من غبن لهذه المحافظات في حصتها من الميزانية ، وحريتها في إدارة نفسها وما الى ذلك من الخصائص ، واستمر طرح ذلك على يد عزيز العراق وبعد ان ألقت الحرب الطائفية بأثقالها وكذلك نتيجة إشارة المرجعية للمشاكل التي ستترتب على ذلك من اختلافات على المناطق المشتركة وكذلك قضية المياه ، تم طرح فكرة اقليم جنوب بغداد الذي يبدأ ببغداد وينتهي بالجنوب بأقليم واحد فضا ً للنزاعات ، ولكنه رُفض لعدة أسباب كان ابرزها رفض الإخوة الصدرين لأي تحرك بهذا الاتجاه مع وجود المحتل ، ورؤية اخرين التي تميل الى المركزية بطابعها ، وتخوف السنة من قيام اقليم شيعي بهذا الحجم الجغرافي والسكاني الضخم ، والذي تشارك في بعض زواياه مع الرؤية الامريكية الرافضة لقيام هكذا اقليم مجاور لإيران وما له من تأثير مخيف على نفوذها ،
واختصارا ً تم الوقوف بوجه هذا الامر حد إنهائه في ذلك الوقت ، وبقي ورقة يلعب بها هذا الطرف تارة وذلك الطرف تارة اخرى لانتشار لعبة الركمجة السياسية التي يلجأ اليها البعض لأخفاء سباته وعدم إنتاجيته وعيشه على هذه الطروحات والشد الطائفي الذي يزيد رصيدهم ، ولما يتميز به ِ الجمهور من وعي عاطفي لا يقابله وعي ٌ سياسي تقاذفته الحوارات والطروحات وبات لا يشكل رأي عام مستقل تجاه قضاياه لانه لم يعد مناصرا ً لحزب كما هو مفروض وإنما اصبح تابعا ً له مما أفقده حريته جوهريا ً مع تمتعه بها نظريا ً ،
وخلاصة القول تعتبر الفدرلة من الحلول الناجعة المطروحة للخروج من الكثير من الأزمات والمشاكل ، وتعتبر متنفسا ً جيدا ً للمواطن الذي اصبح مأزوما ً بعادته لكثرة مظلوميته حتى ترسخ ذلك في بواطن عقله لما تواتر عليه ذلك ، ولكن طرحه بشكله الحالي يعتبر مضرا ً به للمشاكل العملية التي تعترض هذا المشروع ، اضافة الى التخوف الإقليمي والدولي من التقارب المرعب الذي حصل بين العراق وإيران خلال هذه المرحلة وستفوت الفرصة مجددا ً على المطالبين بهذا الحق وستكون هذه بمثابة الوعكة الإضافية بالخصوص لشيعة الجنوب الذين مازالوا يعانون من الوعكات المتتالية وهم بحاجة الى قيادة شيعية تعرف من أين تأكل الكتف ، تمتاز بعلاقتها الجيدة بالجميع لتصل الى مرحلة شبه الاستقرار السياسي ان لم نقل استقرارا ً كاملا ً لطرح هذا المشروع لضمان مروره وان كان مرورا ً عسيرا ً
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
عمار جبار الكعبي

لطالما تعالت الأصوات بهذا المطلب الغامض بغاياته ، الواضح بمصطلحات مستخدميه ، بعد معرفة اصحاب حملة لوائه بين المتصدين المتحاربين تارة والمتفقين تارة اخرى ، وبالاطلاع على مخاضات طرحه منذ سقوط الصنم ، فله خلفيات وجذور طرحته بشكل نظري كرؤية لما بعد السقوط كواقع ُ مناسب لما يمكن ان يسير عليه العراق الجديد بقيادته المنفتحة كما كان يُعتقد !
فأول طرحه بدأ بشهيد المِحْراب ، الذي كان له رأيه الخاص في ذلك فكان يقول بأنه اما يطبق في جميع اجزاء العراق ليتكون من مجموعة أقاليم ، او يبقى بنظام المحافظات ، ولا يمكن ان يكون هنالك اقليم واحد يدار بشكل خاص ويدار الباقي بنظام المحافظات ، لما سيحصل جراء ذلك من غبن لهذه المحافظات في حصتها من الميزانية ، وحريتها في إدارة نفسها وما الى ذلك من الخصائص ، واستمر طرح ذلك على يد عزيز العراق وبعد ان ألقت الحرب الطائفية بأثقالها وكذلك نتيجة إشارة المرجعية للمشاكل التي ستترتب على ذلك من اختلافات على المناطق المشتركة وكذلك قضية المياه ، تم طرح فكرة اقليم جنوب بغداد الذي يبدأ ببغداد وينتهي بالجنوب بأقليم واحد فضا ً للنزاعات ، ولكنه رُفض لعدة أسباب كان ابرزها رفض الإخوة الصدرين لأي تحرك بهذا الاتجاه مع وجود المحتل ، ورؤية اخرين التي تميل الى المركزية بطابعها ، وتخوف السنة من قيام اقليم شيعي بهذا الحجم الجغرافي والسكاني الضخم ، والذي تشارك في بعض زواياه مع الرؤية الامريكية الرافضة لقيام هكذا اقليم مجاور لإيران وما له من تأثير مخيف على نفوذها ،
واختصارا ً تم الوقوف بوجه هذا الامر حد إنهائه في ذلك الوقت ، وبقي ورقة يلعب بها هذا الطرف تارة وذلك الطرف تارة اخرى لانتشار لعبة الركمجة السياسية التي يلجأ اليها البعض لأخفاء سباته وعدم إنتاجيته وعيشه على هذه الطروحات والشد الطائفي الذي يزيد رصيدهم ، ولما يتميز به ِ الجمهور من وعي عاطفي لا يقابله وعي ٌ سياسي تقاذفته الحوارات والطروحات وبات لا يشكل رأي عام مستقل تجاه قضاياه لانه لم يعد مناصرا ً لحزب كما هو مفروض وإنما اصبح تابعا ً له مما أفقده حريته جوهريا ً مع تمتعه بها نظريا ً ،
وخلاصة القول تعتبر الفدرلة من الحلول الناجعة المطروحة للخروج من الكثير من الأزمات والمشاكل ، وتعتبر متنفسا ً جيدا ً للمواطن الذي اصبح مأزوما ً بعادته لكثرة مظلوميته حتى ترسخ ذلك في بواطن عقله لما تواتر عليه ذلك ، ولكن طرحه بشكله الحالي يعتبر مضرا ً به للمشاكل العملية التي تعترض هذا المشروع ، اضافة الى التخوف الإقليمي والدولي من التقارب المرعب الذي حصل بين العراق وإيران خلال هذه المرحلة وستفوت الفرصة مجددا ً على المطالبين بهذا الحق وستكون هذه بمثابة الوعكة الإضافية بالخصوص لشيعة الجنوب الذين مازالوا يعانون من الوعكات المتتالية وهم بحاجة الى قيادة شيعية تعرف من أين تأكل الكتف ، تمتاز بعلاقتها الجيدة بالجميع لتصل الى مرحلة شبه الاستقرار السياسي ان لم نقل استقرارا ً كاملا ً لطرح هذا المشروع لضمان مروره وان كان مرورا ً عسيرا ً
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat