صفحة الكاتب : جمال النبطي

وزارة العدل بلا عدل!
جمال النبطي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   ذم القرآن الكريم التحزب في آيات كثيرة، منها(فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ [المؤمنون : 53])، أي أن التحزب أصبح لمصالح خاصة.

   سياسة الأحزاب التي لم يعرفها الشعب العراقي حتى سقوط الصنم، إنكشفت أخيراً بأنها سياسة مصالح فئوية خاصة، مبنية على المنفعة الشخصية فقط، فأن كنت من حزبي وتنتمي إلي، فأنت مني وأنا منك، وأنت تطلب وأنا أُنفذ، ولكنك إن كُنت من غير حزبي، فأنت لستَ مني وأنا لستُ منك، ولا تنتمي إلي! ولا أعرفك! وليس لك شئٌ عندي! وإن كُنت عراقي بن عراقي! مستوفي لجميع شروط المواطنة الصالحة.

   هذا ما حدث وما يزال يحدث في وزارة العدل، حيث أصبحت هذه الوزارة مُلكاً شخصياً لحزب الفضيلة، فبعد ذهاب الوزير السابق(حسن الشمري)، جاء الوزير اللاحق(حيدر الزاملي) وكلاهما من حزب الفضيلة! 

لماذا!؟

ولماذا يستخدم حزب الفضيلة هذا المعيار!؟ ويكيل بمكيالين، وهو يدعي بأنهُ حزب إسلامي!؟ 

والإسلام يقول: المسلمون متساوون كأسنان المشط!؟

لا ينتهي الموضوع عند هذا السؤال، حيث قام هذان الوزيران بتعيين كل من ينتمي إلى حزب الفضيلة، في مقر الوزارة أو إحدى دوائرها، وأصبحت الوزارة ملكاً للحزب (طابو صرف، مسجل بالتسجيل العراقي، وكيف لا وأن دائرة التسجيل العقاري هي إحدى دوائر هذه الوزارة!؟).

   حدثني أحد الموظفين بعقد في إحدى دوائر وزارة العدل، قائلاً: 

منذ عشر سنوات وأنا موظف بعقد في هذه الدائرة، وكلما قدمتُ طلباً لتثبيتي كموظفٍ دائم، يتم رفض الطلب بحجة عدم وجود درجات شاغرة، وأن ليس هناك حصة من التعينات في الموازنة العامة لوزارة العدل، ولكننا نتفاجئ دائماً بتثبيت بعض أصحاب العقود، والذين لم يمر على تعيينهم سوى بضعة أيام! الأمر الذي أثار إستغرابنا، فذهبت لأحدهم وقلتُ لهُ: كيف إستطعت تثبيت نفسك موظفاً دائمياً!؟ مع عدم وجود تثبيت!؟ فأجابني بكل بساطة لأني من حزب الفضيلة.

   فإذا كانت وزارة العدل غير عادلة مع منتسيبيها، فكيف لها أن تكون عادلة مع غيرهم!؟

وإذا كان هذا حال وزارة العدل فما هو حال باقي الوزارات!؟


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جمال النبطي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/01/04



كتابة تعليق لموضوع : وزارة العدل بلا عدل!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net