مع (عباس الزيدي) في رده على مقالي.(1)
مصطفى الهادي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مصطفى الهادي

تعقيب على رد الشيخ عباس الزيدي على مقالي حول القانون الجعفري .
مع (عباس الزيدي) في رده على مقالي.(1)
لقد اكدت لي ما كنت شاكا فيه. المرء مخبوء تحت طي لسانه لا تحت طيلسانه. (2)
لك الله يا شعب العراق.
(كناطح صخرة يوماً ليوهنهاـــ فلم يضرها، وأوهى قرنه الوعل).
يبدو ان مناقشتي لخطاب الشيخ اليعقوبي اثار رد فعل سلبي من اتباع اليعقوبي فكانت المحصلة رد المدعو (عباس الزيدي) على مقالي الذي نشرته تحت عنوان : (تثوير الناس احد الطرق لمحاربة الحوزة العلمية. مع الشيخ اليعقوبي في خطابه الأخير). فجاء رده بائسا بعيد كل البعد عن محتوى الموضوع حيث استغل الرد على الموضوع في كيل الشتائم والتهم إلى المراجع واتهمني باتهامات باطلة وكال لي الشتائم التي تعكس نوع الثقافة التي تلقاها عن حوزته.
لقد فتح لي الزيدي برده على مقالتي آفاقا لم اكن احلم بها حيث رسخ عندي وعند الاخوة القرآء ما كان يُشاع عن اليعقوبي وشلته وحوزته من أنهم يستخدمون اسلوبا لم يكن معهودا من الحوزة العلمية ولا من مراجعها العظام طيلة قرون . وهو اسلوب رخيص لا يستخدمه إلا من يعرفه الناس بأنه مأجور مدفوع الثمن أو ضعيف الحجة يُحاول ابتزاز الناس واخافتهم عن طريق هذا الأسلوب المرفوض دينيا وجماهيريا.
وأنا الفت نظر الاخوة القراء إلى الأسلوب الذي يستخدمه امثال الصرخي واليعقوبي هذا الاسلوب الذي أطلّ برأسه حديثا والذي اساء كثيرا إلى وجه التشيع بقصد او بدون قصد ، وبدا هذا الاسلوب غريبا شاذا في اوساط الحوزة وجماهيرها المؤيدة لها.
فما حدا مما بدا يا شيخنا اليعقوبي وأنت كما تدعي ابن الحوزة أن تقوم بتحويل حوزتنا الشريفة بين ليلة وضحاها من ذرى المجد والعلياء في كنف الثريا إلى أن يقودها معكم شلة لا تعرف سوى اسلوب الشتم الرخيص كما فعل في رده على مقالاتي شيخكم المبجل (عباس الزيدي) على موقع كتابات وهو صاحب كتاب السفير الخامس .
فبعد أن جذب اسلوب مراجعنا العظام الكثير من المخالفين لا بل العالم ، وسحرهم بتواضع المرجعية وهدوئها وصمتها الحكيم وابتعادها عن المهاترات الكلامية الفارغة والاستعراضات التلفزيونية التي تهدف إلى تخريب ما بنته الحوزة طيلة قرون. يعمد أعداء الحوزة إلى استخدام اسلوب هدفه تنّفير الناس وابعادهم عن الحوزة والمرجعية الرشيدة ، وتحويل انظارهم إلى حوزات ومراجع مدسوسين على المذهب بدأت تتضح معالم رسالتهم.
لقد ابتلانا الله تعالى بأمثال هؤلاء (المتمرجعين) في زمن نحن احوج ما نكون فيه إلى الوحدة والتآخي والتآلف لصد هذه الحملة الشرسة التي تستهدف التشيع ورموزه الدينية وعتباته المقدسة فيُمعن فينا أعدائنا قتلا وذبحا وتفجيرا لا لذنب جنيناه إلا لأننا رفضنا الباطل وسرنا في طريق آل بيت رسول الله صلى الله عليهم اجمعين.
وإذا بخط المتمرجعين هذا يتحرك في هذه الضروف الحالكة المحيطة بالشيعة فيعطي اعداء التشيع المبررات تلو المبررات ، فيعمد احدهم إلى وصف التراث الشيعي بأنه كله مأخوذ (من المجوس واليهود والنصارى). (3)
ويعمد ما يُسمى (الصرخي) (4) رسول من إيليا وموسى وعيسى ورسول من المهدي. يعمد إلى اثارة الفتن والقلاقل ويوعز إلى اتباعه بشن هجوم عسكري وقطع الطرقات بالتزامن مع حملة داعش على الموصل وتهديدها للعتبات المقدسة في سامراء ووصولها إلى مشارف بغداد ،فتصدت له الحكومة ولكن هذا الدعي الصرخي فرّ تاركا مقلّديه واتباعه وحدهم في الساحة واختفى في مكان مجهول أعده مقدما كمخبأ سري. (5)
وفي نفس الوقت تحرك الشيخ اليعقوبي ووزير عدله حسن الشمري لطرح القانون الجعفري (كلمة حق يُراد بها باطل) وهدفهم هو اثارة الفوضى والبلبلة في صفوف العراقيين خدمة لأهداف غامضة غير معروفة وأن بدأت معالمها تتضح شيئا فشيئا.
ما اريد قوله وقلته في مقالتي السابقة هو أن (المرجعية الدينية والسياسية والعشائرية) كانت في احلك الضروف التي تمر بها من حيث قوة وشراسة الهجمة التي يتعرض لها العراق من قبل العصابات التكفيرية والتي اكلت الاخضر واليابس واصبحت لا تفرق بين كبير وصغير بين ما هو مقدس او مدنس بل تحصد حصد المنجل فيتهاوى الناس جماعات في انفجارات عشوائية خطيرة جدا هدفها القتل والقتال لا شيء غير ذلك. وإذا بسجن بادوش وقاعدة سبايكر تقدم لنا دليلا مرعبا على بشاعة ما يقوم به الخط التكفيري الطائفي.
في هذه الفترة الحرجة وبينما الحوزة العلمية بمراجعها الكرام والحكومة والعشائر والشعب العراقي يدوك حائرا. فيجتمعون لمناقشة هذا الخطر الداهم وتحاول الحوزة ان تضع انجع الحلول التي لا تبخس احد حقه ولا تظلم احد. في نفس الوقت الذي نرى فيه حصول أروع اتفاق وتوحيد الكلمة بين الفصائل الشعبية المقاتلة ( فصائل السلام ، قوات بدر ، العصائب ، حزب الله العراق ، الحشد الشعبي).
وإذا بالشيخ اليعقوبي ووزير عدله حسن الشمري نراه يطرح (قانونه) وسط هذه الاجواء المشحونة بالكراهية والعدوان فيُرسخ اليعقوبي بعمله هذا ما يزعمه اعدائنا من مزاعم طائفية يرمون بها التشيع في العراق وهذا ما رايناه في تقرير لجنة حقوق الانسان في الامم المتحدة التي اتهمت الشيعة بانهم يقودون حرب طائفية يقتلون فيها أهل السنة ، في هذه اللحظة ومع هذه الاتهامات الظالمة يأتي قانون الاحوال الشخصية الجعفري الذي طرحه حزب الفضيلة المتمثل بعرابه (الشيخ اليعقوبي). ليؤكد للعالم بأن مراجع الشيعة ضمن المشروع الطائفي وأنهم وراء ما يجري في العراق على اهل السنة وهذا قانونهم يشهد على ذلك. (6)
انا لم اقل شيئا بدعا في مقالي الذي اناقش فيه خطاب الشيخ اليعقوبي. كل ما طرحته هو استفسارات حول ما زعمه الشيخ اليعقوبي من أن العذاب الحاصل في العراق هو بسبب عدم موافقة الناس على القانون الجعفري. كل ما كتبته هو استفسار عن معنى قول الشيخ اليعقوبي بأن (قانون الاحوال الشخصية هو شريعة الله) التي بسبب عدم الموافقة عليه حل البلاء على الشعب العراقي.
ونسى اليعقوبي ووزير عدله الشمري أن احداث جسر الائمة وعروس الدجيل وما حدث في اللطيفية والدورة والمحمودية وبغداد من مجازر مروعة وحرب طائفية شرسة ابتداء من سنة ( 2006 وحتى سنة 2008 ) كانت سابقة للقانون الجعفري ، وأن هذا من الابتلائات والتمحيصات التي يبتلي الله بها المؤمنين من خلقه. ولا علاقة لها بهذا القانون او ذاك .
قول اليعقوبي ( ان ما حصل من بلاء هو بسبب عدم الموافقة على القانون الجعفري ) اشم من خلاله روح الشماتة بالشعب العراقي .
توضيح.
1- عباس الزيدي هو أحد وكلاء محمد اليعقوبي ومن المقرّبين أصدر كتابه المتهافت (السفير الخامس)،الذي بان من خلاله الغلو في شخصية (محمد الصدر) رحمه الله فيرفعون مقامه من (مرجع) إلى (سفير) من سفراء الإمام المهدي عجّل الله فرجه، ومعلومٌ أن الشيعة يعتقدون بأن سفراء الإمام المهدي أربعة، وهم على الترتيب: عثمان بن سعيد العمري، وابنه محمد بن عثمان العمري، والحسين بن روح النوبختي، وعلي بن محمد السمري. فيعمد الخط اليعقوبي إلى جعل الشهيد الصدر السفير الخامس للمهدي وهذا مالم نسمعه من الصدر نفسه . وكذلك يتضمّن الكتاب مختلف الافترائات ضد جملة من أعلام الإسلام والتشيع تناولها أعداء الشيعة كمادة دسمة للطعن في مدرسة التشيع والمراجع الكرام.وقد قال المرجع الكبير الشيخ الروحاني حفظه الله في فتوى حول هذا الكتاب : (( أن من رد على العلماء العظام يكون ردا على الائمة عليهم السلام والرد عليهم كالراد على الله وهو على حد الكفر والشرك، ويقول في فتوى أخرى: عدم جواز البيع والترويج لكتب الضلالة الانحراف مثل الذي أشرتم إليه - من الواضحات إلا لمن يأخذ تلكم الكتب للجواب عنها فإنه يجوز ولا إشكال)).
2- والطيلسان في المعجم الرائد: كساء أخضر لا تفصيل له ولا خياطة. يلبسه خواص العلماء والمشايخ . جمعه: طيالس وطيالسة.وهو لباس أعجمي أو يهودي لم تكن العرب تعرفه ولا قلوبهم ترف له ولا تألفه، بل كان بعضهم يعد لبسه منقصة وارتداءه تدان والخروج به نزول، ولذا تجد في المعجم الوسيط: ومن شتْم العَرَب(أي من شتائمهم): يا بْنَ الطيلَسَانِ والقول يقصد المَخبر وليس المظهر .
3- من المعروف ان هؤلاء كلهم تخرجوا من حوزة واحدة. وهم يُمثلون المد (الاموي الوهابي الناعم) في الوسط الشيعي.ويتميز جماعة اليعقوبي بالغلو في شخصية محمد اليعقوبي؛ فيعتبرونه ولي أمر الأمة الإسلامية ويحكمون بضلال من لا يتّبع اليعقوبي. وكذلك يطعنون في شعائر الإمام الحسين (عليه السلام) تبعا لتصريحات مرجعهم .كما يُمكن مراجعة المرجع الشيخ قاسم الطائي حول اليعقوبي وهو زوج اخت الشيخ اليعقوبي.
4- طبعا من الطاف الله بهذا الشعب المظلوم انه جعل بأس هؤلاء بينهم مع انهم من مشرب واحد حيث نرى الصرخي يشن هجوما على القانون الجعفري فيقول : ((فنقول للشيخ الباكستاني ادامه الله. اعتراضك على القانون الجعفري عظيم سألنا ماذا حصل؟ تبين القانون الجعفري مُرر، أيضا صاحب الفتوحات الآن يريد أن يُرغم ويُمرر القانون الجعفري على رقابنا، يريد الشهرة والسمعة)). طبعا في خطابه المتلفز الصرخي يشن هجوما على المرجعية كما عودنا بكلماته الرخيصة. خطابة هنا على هذا الرابط. http://elaphblogs.com/postl
5- في اشد الضروف قساوة على الشيعة في العراق وفي احلك الساعات التي تتقدم فيها داعش صوب بغداد وتهدد سامراء المقدسة نرى الصرخي يطلق التصريحات التي تمدح تنظيم (داعش) فيقول في احد خطبه : ((نصيحتي لكل الشعوب المعركة خاسرة، المعركة خاسرة. وأنا اقول لكم أنا الآن لست عسكرياً لكن أجد من الحكمة ومن العدل ومن الانصاف أن تعترف للمقابل، أنتم تقاتلون أناسا أذكياء جداً ومتمكنين جداً ومتمرسين جداً وشجعان جداً ومضحين جداً. اُناس شربوا الموت، يطلبون الموت وأنتم تطلبون الحياة. هذا الفرق بينكم وبينهم. تتعاملون مع أناس أذكياء، مع متمرسين وشجعان ومضحين، مع ناس يطلبون الموت وأضاف أنا الآن اقرأ الاحداث وأقول إن ما يحصل في العراق خطة صدرت من عقول راجحة جداً وراقية جداً وذكية جداً. الآن هم يسيرون في الاتجاه الصحيح يقودون المعركة القيادة الصحيحة، وإذا وجد من العسكريين الأميركيين ومن غير الأميركيين ممن يشاهد المعركة وممن يتابع المعركة اذا كان عنده شيء من الشجاعة وشيء من المهنية عليه أن يخرج ويعترف بهذه الحقيقة أن من يقاتلهم الآن هم يقودون المعركة وبيدهم المبادرة وتوقع الصرخي حصول مفاجآت غير متوقعة في المعركة مع داعش ضد كل من يقاتلهم التنظيم )). والأخطر من ذلك ان يتناول الصرخي المرجعية والحشد الشعبي بالطائفية كما يقول الخبر : ((وهاجم الصرخي الساسة ورجال الدين العراقيين قائلاً: على الجميع أن يتصرف بذكاء، يكفي العناد والطفولية والصبيانية والتحشيد الطائفي)). فبربك ماذا يعني ذلك في خضم ما يجري من احداث مروّعة على الشيعة في العراق؟وهل قول هؤلاء المراجع الثلاث يصب في صالح المظلومين الشيعة؟
6- وهو التقرير الذي نشرته منظمة العفو الدولية، والذي كتبه رئيس بعثة العلاقات مع العراق في البرلمان الأوروبي ستروان ستيفنسن والذي جاء فيه : (( إن حملة الإبادة الجماعية من قبل الشيعة جارية ضد السكان السنة في محافظة الأنبار مع هجمات شرسة بالبراميل المتفجرة على المدارس والمستشفيات في الفلوجة والرمادي وتخريب السدود، وعمليات خطف سنة تفرض على عائلاتهم دفع عشرات الاف الدولارات لإطلاق سراحهم) . مع صدرو هذا التقرير الخطير الذي يتهم الشيعة ظلما بما ليس فيهم . يطرح الشيخ اليعقوبي مشروع (القانون الجعفري). فماذا يعني ذلك ؟
مصدر الصورة التوضيحية
http://www.alqurtasnews.com/news/9959/AlQurtasNews
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat