صفحة الكاتب : عبدالله الجيزاني

لإدامة زخم التغيير...
عبدالله الجيزاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


  عانت الدولة العراقية في المرحلة السابقة من العشوائية، وغياب البناء المؤسساتي لمركزاتها، حيث أصبح التقييم والتعيين، يستند إلى عنصر الولاء لشخص الحاكم، وتم تغييب الكفاءة والنزاهة والاختصاص والقدرة وحتى الشهادة في بعض الأحيان، مما ولد كادر شبه أمي يقود مؤسسات الدولة، بدون أي خطة أو برنامج أو رؤية إستراتيجية، لذا كانت النتائج كما هي ألان، فساد مشرعن ومقنن، إفلاس يهدد حياة المواطن البسيط، مؤسسات تعيش حالة من الضياع والعشوائية وغياب السيطرة علي منسوبيها.
  حصل التغيير، كأحد خيارين ضياع البلد والذهاب به إلى المجهول، أو التغيير الذي يمتلك القدرة على المعالجة، والتصدي لمرحلة ما قبل الضياع النهائي للبلد، فعلا بدأت الحكومة والبرلمان الحاليين بخطوات إلى الأمام، أبرزها كشف عدد من ملفات الفساد، تشكيل لجان لغرض الكشف عن أحداث خطيرة، خلفت نتائج كارثية على الوطن والمواطن، معالجة عدد من الملفات المتعلقة بعلاقات العراق الإقليمية والدولية، وأيضا وضع حلول أوليه للمشاكل الداخلية بين مكونات الطيف العراقي، هذا منح المواطن العراقي بصيص من الأمل، في تجاوز محنة الأمس، والانطلاق نحو الغد، بدولة خالية من الأمراض المستعصية التي تهدد وجودها.
 لكن هناك ملفات مهمة تثير استغراب المواطن العراقي، أهمها ملف الهيئات المستقلة والدرجات الخاصة، المعروف أن الهيئات المستقلة تشكل ركيزة مهمة من ركائز بناء الدولة، كالبنك المركزي، والهيئة الوطنية للاستثمار وغيرها من الهيئات، التي تشكل مفاصل رئيسية في الملف الاقتصادي الذي يعاني في العراق، لكن الإبقاء على نفس الأشخاص السابقين، ممن تم توليتهم هذه المناصب تقدير لولائهم، وخضوعهم لرغبات الحاكم وحاشيته،  ولم يتمكنا من أداء أي من المهام الموكلة بهما، يعتبر خلل كبير لا يتماشى مع أهداف التغيير.
أيضا أمانة بغداد، هذه المؤسسة التي تعني بخدمات أبناء العاصمة، وإطلاله العراق على العالم، لازالت تحت إدارة شخص لا يمتلك القدرة على إدارتها، إضافة لابتلائه بمرض لا يمكنه معه السيطرة على أفعاله، فضلا عن أقواله، لذا تحول إلى محطة لاستهزاء الإعلام..!
الدرجات الخاصة في كافة وزارات الدولة ومؤسساتها الأخرى، هذه الفئة التي تم اختيار معظم شخصياتها، بناء على نفس القاعدة الأنفة الذكر، وبالتالي شكلت حلقة مهمة ومفصلية في الفساد والإفساد، لذا من المستغرب إهمال هذا الملف الرئيسي في عملية التغيير، والانطلاق إلى الأمام لتجاوز مشاكل الماضي.
هناك أحاديث عن إجراء عمليات توازن، بين المكونات في توزيع هذه المواقع، وحديث آخر عن تعهد رئيس الحكومة لحزب الدعوة، بعدم تغيير الشخصيات المنتمية لهذا الحزب في هذه المواقع.
أي المبررات لا يصمد أمام واقع حكومة، يراد منها تصحيح مسار، لا يوجد فيه أي مسلك نموذجي أو حتى مقبول، فالتوازن وان كان مهم لطمئنت الشركاء، لكن لا ينبغي أن يأخذ من وقت الإصلاح كل ما مضى من الزمن.
أما تعهد رئيس الحكومة لحزبه، يعني أن التغيير قد تم وأده من قبل صاحب التغيير نفسه، كون الأشخاص المراد الإبقاء عليهم، يمثلون رؤوس الفساد السابق لتمتعهم بالحصانة سابقا، وهي نفس الحصانة التي تريد الإبقاء عليهم في مواقعهم الحالية، كل هذا يفرض على التحالف الوطني تكثيف حواراته، وإنهاء هذه الملفات بالسرعة القصوى، قبل أن يفقد التغيير زخمه، وتنتقل أمراض السابق إلى ألاحق...


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبدالله الجيزاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/12/31



كتابة تعليق لموضوع : لإدامة زخم التغيير...
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net