صفحة الكاتب : حميد الموسوي

ويظل الميلاد مجيدا
حميد الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 حقنا ان نعد ليومك المجيد الشهور والاسابيع والايام والساعات، من حقنا ان نتحرق شوقاً للقائك كشوق محرورة الصحراء لزخات المطر، ومن حقنا ان نثقل اكليلك الشوكي بهمومنا وشجوننا ومظلوميتنا وانت مثقل بصليب الخلاص والفداء.
اذ لا ملجأ الا اليك، ولاخلاص الا بك، ولا فرج الا من خلالك. مذ عرفناك ونحن غرباء، ومذ حببناك ونحن حزانى، ومذ اّمنا بك ونحن مطمئنون راضون صابرون. وهذا كل عزائنا... وهذا رجاؤنا واملنا ومنانا.. وهذا ما يهون علينا المصائب والنكبات. الم تعدنا بالخلاص وانت تجوب القفار... خادمك يداك، ودابتك قدماك، حيث لا مال يطمعك، ولا زوجة تشغلك، ولا ولد يهمك، دارك مشارق الارض ومغاربها، وفاكهتك ما تنبت الارض؟. 
منذ الفين واربعة عشر من السنوات وصلواتك ملء الاسماع تبشر المؤمنين بالنجاة ترجو للخاطئين الصلاح والتوبة، تضمن للنادمين الغفران، تمسح على روؤس اليتامى، تواسي الثكالى والارامل، تربت على اكتاف المنكسرة قلوبهم. تدعو للجياع بالشبع وللمشردين بالايواء، وللمساكين بالرحمة، وللاسرى بالخلاص.
رأيتك في كنيسة سيدة النجاة نوراً تعمد اجساد شهداء قداسك المبارك، سرت مع النعوش الطاهرة... نزلت في الاجداث واحداً بعد اخر، وقبل ان تهيل عليهم التراب همست في اذن كل واحد منهم ببشارة اللقاء وكشفت له عن مسكنه الهانئ الخالد السرمدي في جنان الرب الرحيم. وبعد ان باركت المشيعين والمعزين توجهت الى سرادقات مجالس العزاء وذرفت مزيدا من الدموع وصليت لربك ان يعوض ذوي الشهداء خير العوض، ويخلفهم خير الخلف، بعد ان يغمرهم بالصبر على هول الفاجعة وشدة المصيبة.اقتفيت اثرك الطاهر، وسرت خلف خطاك المباركة فوجدتك في خيام المهجرين من الموصل والانباروصلاح الدين وكل بقاع العراق ..وجدتك  في كل مسجد فجرته احزمة الشر، وفي كل حسينية احيلت الى ركام، وفي كل منزل فجعته يد الارهاب بعزيز وحبيب، سمعتك تصلي ضارعاً بهطول الرحمة وزوال الشر.عفوك سيدي الاجل الاكرم.. اغفر لي هذا الشطط.. استميحك العذر ان كدرت خاطرك مستقبلاً عيد ميلادك المجيد بهذه الشكوى الموجعة في هذه الانشودة الحزينة، وكان حقك عندي اليوم ملحمة من تراتيل الملائكة والانبياء والاولياء والصديقين وترانيم الجبال والطيور والعصافير، وتكبير البحار والانهار والجداول والشلالات، وتهليل الرياح والاشجار والنخيل، وتسبيح الشمس والقمر والنجوم، وترحيب الرعد والبرق والامطار.
حقك ان نستقبلك بكركرات اطفالنا الحلوين، وزغاريد امهاتنا الحنونات واخواتنا الطيبات وزوجاتنا المخلصات وبناتنا الحبيبات. حقك ان نستقبلك بمسيرات اغصان الزيتون واشجار الارز وسعفات النخيل، حقك ان نستقبلك باواني الحناء والبخور والاس، بزهور النرجس والياسمين والورود، بشموع المسك والعنبر... بمشاعر الغبطة والفرح والسرور... بالثريات والقناديل والفوانيس . من حقك ان تضج النواقيس والماذن والحناجر بالصلوات.
من حقك.. من حقك.. من حقك.
لكننا والقلوب حرّى... والعيون عبرى... والافكار حيرى... والجراح لما تندمل لانملك الاّ ان نشكو ونتوجع ونتألم ممسكين بتلابيب ردائك الوحيد داعين راجين متضرعين ان يكون موعداً لزوال الشرور والارهاب وحلول الامن والامان والاستقرار، ان يكون نهاية لفصل التهجير والتشريد والتهديد والترويع، ان يكون عام خير وبركات على العراق والعراقيين والعالم بأسره.
مجد لمولدك المبارك، وطوبى لمن احبك، يا روح الله وكلمة الحق.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حميد الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/12/26



كتابة تعليق لموضوع : ويظل الميلاد مجيدا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net