"...إسمه المسيح عيسى..."!!
د . صادق السامرائي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . صادق السامرائي

"إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه إسمه المسيح عيسى بن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين" 45:3
الروح النوراني الفياض المتدفق من ينابيع الأكوان , المعطرة بالمحبة والسلام الإلهي المرفرف كأطيار الخلود المبتسمة في جنان العرش العظيم.
السرمد الخفاق , والبهجة الناطقة , والأمل الوضاء والبهاء المنير , والعطر الفواح من أزاهير الجوهر الطاهر النقي الوضاح.
الأمنية الأبدية والقطر السامي النبيل , الهاطل على يباب الخوافق والأعماق والنفوس , ليرويها بالمعاني الخالصة , وبسلاف شهد النفحات الربانية المقدسة.
الحب الصادق والإيمان الرائق , والإنتماء الفائق , والإعتقاد الناطق, والروح السائق , والمجد السامق , والضوء الدافق , والرجاء الباسق , في علياء التجلي والإشراق.
الذي كلّم الناس وهو في المهد صبيا , وإهتز جذع النخلة بقدرات أصله فتساقط في أحضان العذراء رطبا شهيا , منحها طاقة المواجهة والصبر والرعاية والتعبير عن كنه الإنسان.
"ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين" 46:3
صنو آدم في معجزات الصيرورة المثلى , والقادر على شفاء الأكمه والأبرص , والمخرج للحياة مَن في ظلمات القبور , والعارف بأسرار "كن". "إن مَثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون" 59:3
الرسول النبي القديس النبيل المطهر من التراب , والناطق بلسان النفحات الرحمانية , والحامل لرسالات الإرادات السماوية الغنية بالكلمات البرهانية.
المتوج فوق صرح اليقين , والمحلق في فضاءات الأدري وما وراء أعرف وأرى , حيث يتحقق الإمساك بنبع الأفياض الربانية , والتجسيد الخارق لأحلام أسماء نورانية.
الجلاء الرائد والنداء الوافد والمجد العائد مالك البينات والمؤيد بروح القدس , الذي جاهد مَن كذبوه وتجشم عناء الظلم والقهر , فهزمه بوهج القيم والمعاني السماوية المشرقة.
الذي أوتي أسرار الفيض الكوني , ورتل الإنجيل بلسان روحه , ومهجة أعماقه الفضائية المطلقة.
وبشّرت به ملائكة الرحمان السيدة مريم , وجعلته وجيها في الدنيا والآخرة.
وتبعه أنصار الله ,فانتصروا برسالته على ظلمات التراب , ونوازع النفوس السيئة المارقة النوايا والتطلعات.
المرفوع المطهر العالي المقام في عروش يوم الدين.
الكلمة والروح الملقاة في روع السيدة البتول , وهي في محراب العشق الرباني العظيم , تتعبد في كنف الينبوع الإيماني الدافق من عين الجوهر , فترتوي بشراب سلاّف السرمد.
المنادي بأن "الله محبة" وعفو وفضيلة وخير وإحسان وتسامح جميل , يا نابذ العداوة ومزعزع أركان الكراهية , والساقي القلوب نبيذ الضوء وقطر بلسم الرجاء.
والقائل: "المجد لله في العلى , وعلى الأرض السلام".
يا صاحب البيّنات , المرفوع المطهر من الذين كفروا والصادق المصدّق.
يا لسان الهدى والنور والموعظة للمتقين.
يا عارف الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل.
"ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل" 48:3
البشرية جاعت للمحبة والألفة والرحمة والمودة , والإحسان والطيبة والنقاء والتقوى , وإختلجت الفضيلة بين مخالب الرذيلة الناشبة في بدنها الطاهر , والمانعة لصوتها الجاهر بالحق والتسامح والسلام.
"إنّ الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم"51:3
فأين الله فيما نقوله ونفعله , وأين الحقيقة والصدق والنيات الصالحة , فالضرّاء تفترس السرّاء , والعسر يلتهم اليسر , والتراب يشرب نجيعا أكثر من الماء , والدواء هو الداء.
والزمن في شديدٍ إنصرم , وآتياتٌ صاخبات في محتدم , رياحها سقر تلقي على المساكين حميما , وما أدراك من سنينٍ قادماتٍ ربما ستكون هي الجحيم ومن زمن أين المفر.
فالدين ما عاد دينا , وإنما حصانا يُمتطى للوصول إلى غايات مغرضة ذات صولاتٍ باهضة , لا تخدم إلا مَن سوّلت له نفسه وصار هواهه ربه وإلهه.
أللهم إرحم الإنسان وإحميه من أساطين الشرور والرذيلة , ومن أولياء أمّارة أباليس السوء ودهاقنة الكراهية والإنتقام.
فهذا حين من الدهر ضجّ فيه التراب من التراب وصار البشر أحطابا , وما عاد هناك مَن يقرا أو يسمع للرحمان خطابا!
أللهم أنعم علينا بنفحات المحبة والألفة والرحمة وفيض الإنسانية , ونوّر قلوبنا بأقباس أنوارك القدسية , وحررنا من أصفاد النفس السيئة المتسيدة فينا , المناهضة للأمن والأمان والمحبة والسلام , والتسامح والأخوة والتحمل والتكافل الرحيم.
أللهم الواحد الأحد العزيز اللطيف , عطّرقلوبنا وأرواحنا وعقولنا بقطر وحدانيتك وجوهر رسالاتك المنورة بمشاعل الصفاء المبين.
وعيد مبارك لأخوتنا وأحبتنا في عيد ميلاد السيد المسيح , الذي أراد لنا طريق النور والمحبة , وأبعدنا عن دروب الظلماء المحشوة بالمساوئ وعظايا الكراهية والبغضاء.
وكل عام والإنسانية أكثر وعيا وإدراكا لضرورات الأخوة والتعاون والتسامح والسلام!!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat