صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

نضحك لو نبچي؟!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حيرة ما بعدها حيرة , ومتاهة لا منفذ فيها , ودائرة مفرغة من التداعيات والحماقات والتفاعلات البشعة المريرة التي ما مرّت على بشر فوق الأرض وبهذه المدة القاسية القاهرة.
 
يا ليتها حرب مئة عام بين دول معروفة كما كانت تحصل في أوربا , لكنها تصارعات ضارية أليمة ذات خسائر فادحة ومروعة على جميع المستويات.
 
فالواقع المتأجج أشبه بأناس سكارى بالأفكار والضلالات والتصورات البهتانية , وهو يتطوحون في شوارع الأيام , وتحف بهم الوحوش الضارية الآنسة بترنحهم وفقدانهم لصوابهم , وتحولهم إلى فرائس سهلة ولذيذة.
 
هذه صورة ما يجري في واقعنا على مدى ثلاثة عقود ويزيد , والعجيب في الحال أن طوابير الضحايا صارت تلد مَن بينها من يؤهلها للقيام بدور صناعة الويلات وإدامتها وإستلطافها , والتغني بأمجاد الآثام والخطايا والرزايا المتوجة بالدين.
 
أمر محزن مقرف مؤلم مشحون بأسباب ودواعي الإنقراض , ومزيد من الخيبات والتناحرات المفضية إلى وجيع صاخب وعنيف , يتردد صداه في آفاق الأجيال!!
 
فلا الدين يصلحها لأنه صار داءها العضال , ولا المصلح بقادر على إبصارها , ولا المفكرون والمثقفون والكتاب , فقد إختلطت الأوراق وضاع حابلها بنابلها , وتعممت بالفساد وأطلقت لحى المراءات والخداع , وأوقدت أجيج العواطف والإنفعالات الهوجاء.
 
فما عاد الدين دين , ولا مدّعوه بعارفين بدين , وإنما هي صياغات غابية , وأمّارات سوء سادية , وإضطرابات سلوك باثولوجية , حتى إنسحق الخير بالشر , والفضيلة بالرذيلة , والرحمة بالتوحش , وما أصبح البشر بشرا , وإنما رقما أو إسما أو توصيفا يؤهله للإفتراس والمحق الفوري العقائدي الفتاك!!
 
عالم لن يتكرر , وقد عزلته الدنيا عن بدنها العولمي , وعصرها التنويري , وحسبته السرطان الذي عليه أن يتآكل ويقضي على نفسه , بتنشيط بعض خلاياه القادرة على قتل الخلايا الأخرى في الورم وإفتراسها , ومن ثم تموت لإنتفاء الحاجة إليها , ولأنها معفرة بالطاقات السرطانية , وملوثة بأفكار الظلماء والفحشاء والفساد.
 
فتلك من مصائب قوم عن قوم فوائد , والإستثمار في مصائب ما يتحقق في عالمنا المخمور بالإنفعالات والأفكار الظلامية , يحقق أعظم الفوائد للطامعين بكل ما هو عربي.
 
فتحية للمفترسين السعداء بما نقوم به من سلوك الغباء , وإلى مزيد من التداعي في ميادين الغثيان العقائدي المؤدية إلى سقر!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/12/17



كتابة تعليق لموضوع : نضحك لو نبچي؟!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net