إنما خرجتُ لطلب الإصلاح
اسامة الشبيب
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
اسامة الشبيب

عندما خرج الإمام الحسين ع من المدينة الى مكة ، كتبَ رسالةً إلى أخيه محمد بن الحنفية جاء فيها قوله ع : " إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنما خرجتُ لطلبَ الإصلاح في أمة جدي رسول الله (ص) ... ".
فالحسين ع لقد حدّدَ الهدف والغاية من نهظته المباركة ومسيرته الظافرة بكل دقة ووضوح الا وهو"الإصلاح".
الإصلاحُ بمفهومه الشامل والواسع ؛ "الإصلاح" الذي يكافح الفساد والخراب بكل أبعاده الداخلية (الذاتية) والخارجية (الإجتماعية) ، والمادية والمعنوية ، وفي مختلف المجالات السياسية والثقافية والإقتصادية ... وغيرها.
ونحن إذ نعيش اليوم في العراق مسيرة الأربعين الحسينية العظيمة ، والتي تتجدّد كل عام في مثل هذه الأيام المباركة . يتطلب منّا جميعاً أن نستحضرَ ونستلهمَ "الإصلاح" ذلك الهدفُ السامي والمشروع الألهي لرائد هذه المسيره وسيد شهدآءها الحسين ع ونحمله -الإصلاح- شعارا ومشروعاً حقيقيا لتطهير أنفسنا أولا من فساد الأهواء والشهوات ، وإصلاح واقعنا الأجتماعي من قيم الرذيلة وصفات السوء . ويتركز الأصلاح كهدف نبيل ويصبح ضروريا لا مناص منه إذا ما دب الفساد في الحكومة والسلطة السياسية ، ولعل من أبرز مجالات الفساد والدمار التي نخرت المجتمع العراقي اليوم وأنهكته هو الفساد السياسي والأقتصادي والإداري . لأن الفساد في السلطة السياسية هو خراب ودمار لكل الأمة والمجتمع ، ولذا قال الإمام ع : " فعلى الإسلام السلام إذا بليت الأمة براعٍ مثل يزيد".
فما أعظم الثورة الحسينية وآثارها الكريمة والعظيمة ، وما أحوجنا اليوم لإستلهام وإستذكار أهدافها الراقية لإصلاح ما فسدَ من واقعنا وحياتنا .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat