صفحة الكاتب : حبيب ابو طالب

روبروت طائفي
حبيب ابو طالب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


في مقال مختصر يطرح صديقي فكرة أن تقود الربوتات العراق للخلاص من أزماته المتسلسلة، ويعلل ذلك لعدم تأثر الربوت بالميول الطائفية أو القومية أو الحزبية في أدارة شؤون البلاد، ويفرض ذلك بكون الربوت يعامل الناس وفق رؤيته الخالية من الانتماء الطائفي أو الحزبي أو القومي، وعليه نتخلص من حالة التقاطعات الحادة الحاصلة في البلد، ثم يستدرك بانتباه إلى عملية برمجه الربوت ومن سيقوم ببرمجته وهنا سنقع في نفس الخلاف السابق الذي قادنا إلى نفس التقاطعات الطائفية والحزبية والقومية والدينية إذ سيحاول كل طرف فرض رؤيته على برمجة الربوت ليقوم بعمله المطلوب.
هذه الفكرة الخيالية هي واقع موجود على الأرض وفي أحدى الدول العربية حيث صمم أو (استعير) ربوت صغير على شكل إنسان ربط على آلة حاسوب يقوم الربوت بأداء الصلاة مع ايعازات القارئ، وهو صوت إنسان يؤدي الصلاة، بحيث يؤدي الربوت الصلاة من تكبير وتكتف وسجود وركوع وقيام وجلوس على إيقاعات الصوت المسجل، وأثناء تجربة هذا المنجز يلتف مجموعه من الأشخاص بغتراتهم الحمراء حول الربوت فرحين بما تم برمجته لهذا الربوت المسكين من حركات وصوت ينتمي لمدرسة عريقة في أنتاج فتاوى الذبح والدمار والتفخيخ والقتل الجماعي وهدم الاضرحه والمشاهد المقدسة ، وهو ما يفتخر به جمهور واسع ينتشر اليوم ويتخطى العالم العربي حتى وصل إلى أوربا واسيا واستراليا، ينتمي إلى هذه المدرسة المتطرفة في العقيدة والسلوك،وهو ما آثار استغرابي فبدل أن يبرمج هذا الربوت على جمع النفايات من شوارع تلك الدولة أو إيقاف السير لعبور أطفال المدارس أو مساعدة العجزة على قضاء بعض الأعمال أو إرشاد الحجاج التائهين، برمج بحركات هي صلاة بين الإنسان وربه في وقت محدد من اليوم ،وهي ليست الصلاة الوحيدة بين المؤمنين عموما أو المسلمين خصوصا، وهي صلاة مختلف على شكلها بين التكتف أو سبل اليدين حتى في المذهب الواحد نفسه ، إضافة إلى ذلك أذا كان الربوت صمم لتعليم الصلاة فما دور الدعاة الذين يخرجون علينا بسمومهم الطائفية من على الفضائيات وكلهم يدعى شيخ الإسلام، أليس من الأجدر أن تكون هذه الوظيفة من الوظائف الرئيسية التي يقوم بها رجل الدين أو طالب العلم الديني .
هذا ربوت بالتأكيد مستورد وليس من صنعنا غذيناه بهذه الكيفية ، كيف سنبرمج ربوت أذا كانت صناعته وطنية خالصة يعتمد على مواد محلية في صنعه .
تصور مثلا داعش يملك ربوت ! بماذا سيبرمج ؟ وهل تنطبق صفة ارهابي آلي على الربوت ؟ وهل تطبق بحقه مادة 4 إرهاب ؟ أو يدرج على قوائم الإرهابيين المطلوبين حول العالم ويعمم على الشرطة الدولة؟
تبقى أسئلة حائرة بحاجة إلى أجوبه؟ ويبقى خطر برمجه هذه الآلات بيد صاحبه وما يتمتع به من عقليه علمية أو فنية أو إجرامية .
ويبقى الخلاف قائم يا اخي على برمجه الربوت المنشود لقيادة العراق.
ويبقى خلاف اكبر من هذا، كيف سيكون وجهه الربوت ؟ على هيئة أي زعيم كتله سيكون شكله ؟ كلها خلافات .
وإنا لله وإنا أليه راجعون


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حبيب ابو طالب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/12/10


  أحدث مشاركات الكاتب :



كتابة تعليق لموضوع : روبروت طائفي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net