صفحة الكاتب : حيدر حسين سويري

أخجلتني شيبتك!
حيدر حسين سويري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 أذهب في كل جمعةٍ تقريباً إلى شارع المتنبي، الواقع وسط العاصمة بغداد، أنظر إلى أخر الإصدارات الثقافية، من نتاجات فكرية وعلمية وأدبية وفنية ...إلخ، وهي تفترش الشارع، معلنة إفلاسها، إلا مما تحويه من أفكار، أُقسم أن أغلب الحاضرين لا يفهمونها، وإنما جاءوا للفرجةِ والتنزه.
   تنظر يميناً وشمالاً، فلا ترى إلا أكواماً من الكتب المتراكمة، التي ملت الشارع، وملَّ منها، لأن الذين جاءوا في هذه الجُمُعات المتوالية، لم يبحثوا بين طياتها، وإنما جاءوا لألتقاط بعض الصور التذكارية، ولكي يتباهوا بها بين أقرانهم، أنهم مثقفين! ومن رواد هذا الشارع العريق.
   مقهى الشابندر، تتزاحم عند بابها النواصي والأقدام، تُريد أن تجلس لبضعة ثوان، ولعلها لا تتمكن في تلكم الثواني حتى من شرب الشاي، بالرغم من أن مهمة المقهى الأصلية، هي تقديم الشاي والتسامر بين الأصحاب، فقد مُلأ المقهى بصورٍ كثيرة، غطت جميع جدرانه المتهرئة، تمثل شخصيات عراقية لم يبق منها أي أحد على قيد الحياة، وأن وجد منهم بقية، فستجده في إحدى دور المسنين أو في إحدى دول المهجر، يستجدي هذا وذاك، أنهكته سنين الغربة، وفراق الوطن والأحبة.
   تأخذني قدماي ألى قُبيل نهاية الشارع، حيثُ يتقابل هناك مَعلَمين ثقافيين سياحيين مهمين، هما المركز الثقافي البغدادي، وساحة القشلة، حيث تقام فيهما فعاليات وعروض كثيرة، منها إلقاء المحاضرات في كافة المجالات، وإلقاء القصائد الشعرية، وإقامة المهرجانات المسرحية، وعرض اللوحات الفنية، لفنانين هواة ومحترفين، أختزلوا فيها الكثير من معاني الحياة وسماتها الحقيقية.
   من بين تلك اللوحات، لوحة لأحد مجاهدي الحشد الشعبي الأبطال، والذي أخجلتنا شيبته، فقد وقف الحاضرون، منبهرون ومعجبون بهِ، ومحتقرون لأنفسهم في نفس الوقت، يتسائلون: أين نحن منك؟ أيها الشجاع البطل، نحن الذين جلسنا من نومٍ عميقٍ، كنا نغط بهِ، دافئين أمنين، وأغتسلنا وتعطرنا ولبسنا من ثيابٍ إخترناها لتناسب الزمان والمكان.
    أما أنت!؟ أنت الذي سهرت ليلك في بردٍ قارصٍ تحرسنا، لبست ثياب العسكر وكفن الشهادة، وتوضأت بماء المطر، وتوسدت تراب الوطن، وأنت في التسعين! أي قلبٍ تحمل بين جنبيك!؟ وأي عقيدة تلك التي جعلت منك هكذا!؟ لله درك يا شيخ لقد أخجلتنا.
بقي شئ...إلى كل من يتكلم بسوء على أبطال الحشد الشعبي أن يقدم جزءاً مما قدموه، ثم يتكلم، هذا إن إستطاع أن يقدم شيئاً!



 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر حسين سويري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/12/08



كتابة تعليق لموضوع : أخجلتني شيبتك!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net