صفحة الكاتب : مديحة الربيعي

لا يضر السحاب نبح الكلاب
مديحة الربيعي

 صباحاً يرتدون بزاتهم الأنيقة, ويدخلون بسياراتهم المصفحة, ليمارسوا أعمالهم في أروقة القصور, فهم جزء من, العملية السياسية, التي لم نعرف, لها وجه من ظهر, وحين يحل المساء, يرتدون رداءاً آخر, ويظهرون بوجوه أخرى, ويتقافزون على الفضائيات كأنهم بهلوانات, لا يجيدون السير على الحبل, ورغم ذلك يصرون على السير عليه!

تلك الأزدواجية التي ألقت البلاد, في أحضان الشيطان, جعلت بهلوانات السياسية, تبدوا عليهم علامات ,الإصابة بمرض, أنفصام الشخصية, فلم نعد نعرف, هل هم مع العراق أم عليه؟
لكن الصورة تبدوا أكثر وضوحاً, هناك في الزوايا المظلمة, حيث تحاك الدسائس وتطبخ الوجبات, المسمومة على نار هادئة, فتظهر الوجوه, الحقيقية للمهرجين, مشوهة تغطيها الدماء, فأصحابها هم أقرب, للكائنات الممسوخة.
صراع على المناصب, يجعل رحى الساسة تدور, دون توقف لتطحن كل شيء, فبين ليلة وضحاها, تُسلم مقاليد الموصل, إلى غرباء لا يرقبون, في عراقي إلاً ولا ذمة, فسرقوا ونهبوا وذبحوا, وباعوا وسَبوا, فقط لأن رياح السلطة لم تجر, كما تشتهي سفن قراصنة السياسة, نعم هي المصالح التي, تسيطر على الرؤوس الفارغة, والنفوس المريضة, اللاهثة وراء السلطة, والقوة والمال, تلك المغريات التي جعلت, عمر أبن سعد, يضع يده بيد يزيد, ويقتل الأمام الحسين (عليه السلام), طمعاً, بولاية الري وجورجان, لكنه لم يهنأ بها ,فلا خير في سلطة, تبنى على الدم.
بعد أن سلم الخونة, مفاتيح البلاد, نهضت تلك الثلة المؤمنة, من غيارى العراق, لتصون الأرض والعرض, وتنصر الدين والمذهب, وتحصد رؤوساً عفنة, كانت تحلم, بهدم المراقد المقدسة, لآل بيت النبوة (عليهم الصلاة والسلام), فهو حلم قديم طالما راود ,أذهان أجدادهم , فهم فروع لشجرة خبيثة, تعود إلى يزيد الملعون وبني أمية.
اليوم بعد أن حقق الشرفاء, من أبناء العراق, أنتصارات تلو الأخرى, في آمرلي, وجرف الصخر, والسعدية, نسمع أصوات نشاز, تعلو هناك وهناك, وغربان تنعق, على بعض, الفضائيات الداعشية , تنعت أبناء الحشد الشعبي, بنعوت طائفية, بسبب تصرفات فردية, تُحسب على أصحابها.
بعد أن خان من خان, وقبض ساسة البغاء, ثمن بيعهم البلاد بمن فيها, يكمل اليوم بعض المحسوبين, على العملية السياسية, من دواعش  الخضراء ,مسيرة الخيانة, أملاً في ذر الرماد في العيون, ليقللوا من قيمة, تضحيات أبناء العراق, الذين لو لاهم لما بقي مسؤول, في منصبه, ولا عراقي آمن في بيته, ولأصبحت البلاد بمن فيها, سوقاً كبيراً للنخاسة!.
بدل أن يشكر دواعش الخضراء, ومن لف لفهم, صنيع الحشد الشعبي, نجدهم ينبحون على قوافل الزحف, التي حطمت, الرؤوس الفارغة, وقضت على آمال الطامحين والطامعين, فالطامحين  من صناع, الدكتاتورية أفلسوا, تماما من حلم السلطة, والطامعين من الدواعش, سُحقت رؤوسهم, وأزُهت نفوسهم, وبذلك عاد كل متصيد بالماء العكر, خالي الوفاض, لذا فل ينبح كل الدواعش, في العلن والخفاء, فلا يضر السحاب نبح الكلاب.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مديحة الربيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/12/04



كتابة تعليق لموضوع : لا يضر السحاب نبح الكلاب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : محمود ، في 2014/12/05 .

لك الله ياعراق
فى اعتقادى ان سبب الكارثة التى فيها العراق من داعش وغيرها
هم هؤلاء الخونة ممن تحدثتى عنهم من مثيرى النعرات الطائفية او القافزين بين شاشات المحطات





حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net