القصيدة الأسلامية الحسينية
عبد الحسين خلف الدعمي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عبد الحسين خلف الدعمي

ترفض البكائية والندب وتدعو إلى تحرير الذات والثورة على الواقع الفاسد ولايحدها زمن أومكان
شعر هذا الزمن .. عبارة عن قصيدة واحدة بأفواهٍ متعددة
الشاعرُ خلاصة عصره وشاهد إثباتٍ عليه
إن تخلص من الأنا والوصولية وأنتمى لعامة الناس
قد يتردد البعض وخاصة إن كان من ذوي الخبرة والمعرفة بحركة مسارات الأدب والشعر الشعبي العراقي والشعر الحسيني على الخصوص في الحديث عن تجربة شبابية في هذا النمط الأدبي لصعوبة المقارنة أولاً ولكثرة التباينات فيما يطرح الآن على الساحة الأدبية الشاعرة .. فالمعروف عنها إنها تنتمي لمدرسة واحدة أولقصيدة واحدة توأدى بعدة أفواه ثمة إن هناك طريقة البناء أوهندسة القصيدة والمفردة والأداء التي يشترك فيها أغلب شعراء اليوم وأغلبهم نسخة ضوئية للآخربينما نحن نبحث عن التمايز في زمن الكوبي بيست بعد زمن قلب القصيدة الموروثة وتحديثها بمفردات آنية لاغير ، ولكنني وأقولها للحقيقة لا أرى صعوبة في تناولي لمجموعة أي شاعرٍ ، ينشد الشعر لنا كما ينشده الكبار ولم يعتريه الخوف كما إعترانا لأول وهلةٍ وأُعزي السبب في ذلكَ على إن الأبناء قد نشأوا على هموم كبيرة جعلتهم يتحدثون بما هو أكبر من أعمارهم الحقيقية فأغلبهم قد إختطَ طريقهُ دون أن يتكيء على أحدٍ فجاء لا يشبه مَن سبقه أوليكون نسخة مستنسخة عن الآخرين .. أرى الغالب منهم عَمِلَ على أن يُكَوِّنَ لهُ إيــوانا ًخاصاً به مستعيناً كما هوحال الشعراء الآخرين بالأدوات التي لابد وأن يتسلحُ بها مَنْ يلجُ هذا الميدان من معرفة بالأولين ومَن سبقوهُ وقراءة نتاجهم قراءة متأنية والوقوف على ماتوصلوا إليه من عطاءٍ فكري وأدبي ولا أشك في أن الشاعرالشاب قد إستفادَ من تجارب الشعراء الذين سبقوه لأنها تجاربٌ مشاعة ولابد من إن يستفيد منها كما أستفادَ من معينها الآخرين .. ورغم كل ماتقدم نقول إن الشاعر خلاصة عصره فإن صناعة الشعر ليست بالسهلة كما يتصورها البعض وإنما هي رسالة إنسانية سامية لايمتهنها إلا مَن توفرت فيه صفات النبل والفضيلة والأنتماء وكبرياء الفرسان ، وبما إن الشعر الأسلامي الحسيني هو أحد أعمدة الأدب العربي أقول فليكتب الشعراء فيه عن ثورة الأمام الحسين (ع) دون طلبٍ لمالٍ أوجاهٍ دنيوي زائل فسيرون كم ستتعاظم حظوتهم وكم سيمنحوا من القوة والتحدي والعنفوان والصبر لأن ثورة الإمام الحسين (ع) تمثل المدد الإلهي المقدس والشمس التي توقظ السابت من الظمائر وتفضح زيف الظلاميين والأدعياء ، ثورة الإمام الحسين (ع) ترفض أشكال العبودية لأحد غير الله الواحد الأحد وتؤمن بأن في الموت سبيلاً لحياةٍ حُرةٍ كريمةٍ .. وبما أن الشعر الأسلامي الحسيني أصبح الآن مُشاعاً قد يكون من العسير التفريق بين نص شعري وغيره لكثرة المشتركات فيما بينهما ، بيد أني لابد أن أشير إلى أن الفرق واضح في القصائد التي نأت بنفسها عن الأسر لحالة الأنكسار والبكائية والندب والعزاء التي جُبِلَ عليها أغلب الشعراء بل على الشاعر المعاصر أن يحاول تثوير الذات الأنسانية من خلال إستلهام مباديء ثورة أبي الشهداء الحسين الخالد(ع) في كربلاء وإستحضارها فيما أنتجهُ من نصوص شعرية منبرية وهذه الميزة وحدها تكفي للشاعر فخراً بما تجود به قريحته أومايدونه مداده.. وتحتم علينا التوقف عندها والتأمل فيما أنتجه لأن الكثير الذي فيها سيُنبيء عن قدوم شاعر لابد للمهتمين بالأدب والشعر الحسيني من قراءته لأنني أعتقد بأنه في غد شعراء المنبرسيكون إضافة نوعية في مسار حركة تنشيط الأدب الحسيني .. فما كان لله ينمو ومَن رام الخلود فليكتب لثورة الأمام الحسين (ع) كما كتب لها مَن خلدهم التأريخ .. وبورك اليراع وعُطِرَ فاه مَن يكتب وينشد للحسين (ع) الخالد مابقيَّ في الدهر عرقٌ نابض .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat