صفحة الكاتب : سيد صباح بهباني

آل سعود لهم التفنن بالقتل والسلب
سيد صباح بهباني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
المقدمة | الإرهاب هو كل من يقوم بأعمال ضد البشرية والإنسانية والمجتمع والوطن والأرض والجو يعتبر إرهابي ! أي بمعنى أوضح نقول - كل من قام بعمليات قتل ضد شعبه وشعوب أخرى مسالمة وكل من باع وفرط بوطنه وبأوطان أخرى وكل من كان في النظام مستبدا ودكتاتوريا وكل من يؤيد ويساعد ويساند في قتل أبرياء وكل من يقوم بتخريب الأرض والجو هم  إرهابيين  ! .
هناك أدلة دامغة وواضحة كوضوح نور الشمس تدين الدول والأنظمة والجماعات والمنظمات والأحزاب الدينية ! من أهمها أبرزها النظام السعودي الوهابي التكفيري الإسلامي المتطرف لأنه وراء اغلب العمليات الإرهابية والإجرامية التي حدثت في العالم وكذلك يعتبر المصدر الرئيسي للقاعدة والإرهاب والتمويل والتصدير ! طبعا هذا لا ينفي بأنه لا توجد مصادر أخرى من بينها النظام السوري والأردني وباكستان ودول أخرى . 
آل سعود  يضخون  أموالا للقاعدة وللإرهابيين في العراق والعالم وخصوصاً في سوريا والعراق ولبنان ومصر والصومال والسودان واليمن أن كثيراً من معلومات التي تأتي اليوم وينضحوا الإناء بحكم جبر الطبيعة من قبل بعض دول الغرب وتطورت إلى شبكات إرهاب في أفغانستان وكلها بمساعدة آل سعود وقطر و72 شيخ من الرعاة التي تدعي بين آل سعود إلى الجهاد ضد دولة سوريا وكلنا نرى أن ما جرى للشقيقة سوريا بالجمهورية العربية السورية من هدم وقتل وهدم مدن ودحر شعب ولكن سوف نرى ماذا يحل بهذه الدولة التي ترهب بها داعش بمساعدة آل حمد وآل سعود وأن الإرهابيين سيطروا على 24 من آبار نفط من العراق وسوريا وتبيعها أبخس الأثمان بمساعدة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ولفيف من المشايخ وملك البحرين و المعلومات هي من ملفات تحقيق غربي  اللاجئين العراقيين في بريطانيا تقول وتؤكد بأنهم كانوا منتمين إلى المجموعات الإرهابية وتعاونهم مع القاعدة ! ونرى الأخ الدكتور بلال عبد الله المعتقل الآن في بريطانيا وكان متواجد في الأردن الداعمة أيضا للإرهابيين وتحديد وجد الدكتور بلال كان منذ عام 2004م إلى حد وسط 2006م  لسفره لبريطانيا عن طريق اللجوء السياسي ...
طبيب آخر أردني معتقل في بريطانيا على أحداث العمليات الإرهابية التي وقعت في لندن ... وخلاصة الحديث والأمر هو أن صفة المؤمنين يكون مثل ما يجسده لنا ربنا في الآية الكريمة  : ((يد الله مع الجماعة، ومن شذّ شذ بالنار )) 
﴿وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ﴾ سورة الشورى الآية / 38 . وحقيقة هذه صفة المؤمنين ولنبارك لأنفسنا بأن الله أمرنا بالصلوات على محمد ؛  قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) الأحزاب/:56 .
اللهم صل على محمد وآل محمد الحجج الأطهار
اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا ارحم الراحمين .
 
آل سعود لهم التفنن بالقتل والسلب
 
 
بسم الله الرحمن الرحيم
 
إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء)المائدة/91 . 
(مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا )  المائدة .
(مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ) المائدة/ 32 .
بعد قليل سيتضح أنه يجوز أن يُقتَل القاتل لأن القتل أنفى للقتل 
﴿ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ سورة البقرة / 179 .
﴿ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ ﴾ 
﴿ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ البقرة/91 .
﴿ لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ ﴾ سورة البقرة / 188 . 
﴿ وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ ) سورة الحجرات /12 . 
﴿ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴾ سورة المائدة /79 . 
﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ سورة آل عمران /104 . 
﴿ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ سورة الأنفال / 25 . 
 (إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون) الأنفال / 45 . 
 فحذروا كما أمرنا  ! بشرعية المسمى لا تبرر سوء القصد  :   (والذين اتخذوا مسجدا ضرارا...) 
( لا تقم فيه أبدا ) فكم من مشاريع سميت باسم ظاهره فيه الرحمة وباطنه من قبله العذاب ! 
فكم من مشاريع سميت باسم ظاهره فيه الرحمة وباطنه من قبله العذاب !
ولم يكتفي آل سعود وفتاوى الوهابية في إشعال النزعات ولكنه هدم بيت فاطمة والذي كان اسمه بيت الأحزان وكان هذا البيت يزار في كل خلف من هذه الأمة كما تزار المشاهد المقدسة حتى هدم بأمر عبد العزيز بن سعود لما استولى على الحجاز سنة 1344 هجري وهدموا كل القبور لآل البيت والصحابة ضاربين كل القوانين والأعراف بعرض الحائط هذا ما فعله البن عبد العزيز وعبد العزيز الكبير غزا البحرين وقتل الشيخ محمد بن عبدالله بن رمضان الأحسائي لمحدحه الرسول صلى الله عليه وآله والآل . وليعلم هؤلاء الوهابيين وجماعتهم  الإرهابيين أن بعد في دار الدنيا  سوف يقتل القاتل كما قال الإمام علي عليه السلام  : وبشر القاتل بالقتل ولو بعد حين وهو مستند على الآية القرآنية { ﴿ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ سورة البقرة / 179 .  أن يُقتَل القاتل لأن القتل أنفى للقتل .... وفي الآية  227 من سورة الشعراء يقول تعالى محذراً الظلم  : ( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ) الشعراء /227 .   
ويقول كاتب فرنسي كان معاصراً للحوادث :
إن آل سعود استمالوا الشاوي بكثير من الهدايا حتى تخلى هذا عن صلته بباشا بغداد ، وأصبح وسيطاً في الإصلاح بينه وبينهم . وآلت ولاية بغداد إلى الكتخدا علي باشا ، بعد وفاة سليمان باشا ، فأمر بخنق الشاوي ومعه أخ له اسمه عبد العزيز ، فخنقا ودفنا بقرب الموصل .وأن آل سعود لهم التفنن بالقتل والسلب لقد غاروا على بادية العراق وتصدوا لهم القيائل البدوية العراقية وكان مطلق الجربا وكان من أعداء آل سعود الأشداء وقتلوا آل سعود أبن مطلق (مسلط) في معركة تعرف بيوم (العدوة) فآلى أن يثأر له ، فجمع أنصارا من قبائل الظفير وآل بعيج والزقاريط وغيرهم وأقاموا على ماء الأبيض بقرب السماوة وعندما عثر وسقط على الأرض قتلوه آل سعود بعملية الغدر ودفعوا لقبيلة السهول وقتل وبعدها غزوا النجف وأرادوا أن يهدموا قبر الإمام علي كرم الله وجهه و جمع العشائر شملها وطردوهم منها و بعدها غزو عبدالعزيز الأول جنوب العراق واقتحام 
كربلاء ، في مطالع القرن التاسع عشر إلا استكمالاً لغزواتها المدمرة للمناطق المأهولة بالمسلمين
، غير الوهابيين ، من أتباع المذاهب الإسلامية المتنوعة، في وسط وشرق وجنوب وشمال شبه جزيرة العرب ، بما في ذلك مسلمو مكة المكرمة والمدينة المنورة ، الذين أُدرجوا – وفقاً لتعاليم ابن عبد الوهاب وابن سعود  ـ ضمن دائرة الشرك بالله ، والخروج من الملة الإسلامية ، إجمالاً ! وهو ما حمل قوات " الإيمان الوهابي " لتهديم قبر الإمام الحسين – حفيد النبي (صلى الله عليه وسلم) – في كربلاء ، ونهب الكنوز المصونة في رحاب ضريحه ، بوصفها غنائم حرب عقائدية قادها مسلمون مغايرون ، هم الوهابيون على مسلمين دمغوا بالارتداد عن دينهم ، ولو كانوا من شيعة آل البيت النبوي الكريم ليستعيد الوهابيون ، بذلك الفعل المستجد ، إرثاً كريهاً ليس من بقايا التناحر المذهبي البغيض ، فحسب، بل – كذلك – من رواسب التكفير والتكفير المضاد لمجمل الجمع الإسلامي ، تارة باسم "الفئة المؤمنة " وأخرى باسم " ح** الرحمن " وذلك في مواجهة " الفئة الباغية " أو "ح** الشيطان " ، وهى مقابلات وتضادات أثخنت الجسد الروحي الإسلامي (إذا ساغ ذلك التعبير) جراحاً لم تندمل ، فإذا بـ " الدعوة الوهابية " تشعل فنيلها ، من بعيد ، حين صعد نجمها في سبعينيات القرن الثامن عشر ، فشاعت 
وتمددت خبر سلطان الدولة ( السعودية) الأولى، إلى أن أطلت برأسها ، من جديد ، في 
عشرينيات القرن المنصرم ، عبر دولة آل سعود الثالثة ، التي حصنها البريطانيون ، من قبل ، والأمريكان ، من بعد ، ضد عوامل انهيار سابقاتها ، فقابلت نصرتها منهما ، بممالأة سياستهما الإمبريالية في عموم العالم الإسلامي ، إن لم يكن في عموم الكوكب بأكمله ، وأطلقت يد " الوهابية " لوأد كل تجديد وتحديث إسلامي ؛ أكان على صعيد الفكر أم كان على صعيد الإصلاح الاجتماعي والاقتصادي والسياسي ، بعد أن هيمنت – بقوة المال النفطي ، وبفعل جمود العقل الإسلامي العام والنخبوي – على خطاب أهل السنة ، فغيبت تنوع مذاهبهم ، عبر الترويج لخطابها الشمولي المُغلق ، مستوردة عن رحمها جماعات تدور في فلكها ، من إخوان حسن البناء (في ثلاثينيات القرن المنصرم) ، إلى إخوان جماعات الإسلام السياسي والتكفيري ، التي شاعت منذ سبعينيات القرن العشرين ، في طول العالم الإسلامي وعرض القارة الأوربية ، غرباً ، والأمريكية شمالاً ، بعد أن أعملت سهامها طعناً في التشيع الإسلامي لآل البيت النبوي ، من أتباع الأئمة الإثنى عشرية ، ومن أتباع فرق التصوف ، على حد سواء ، على الرغم من استحواذ هات الفرق على عامة الجمع الإسلامي، ومن انتشار أهل التشيع في بلاد الشام والعراق وجزيرة العرب ، حتى إيران وأوساط آسيا ، شرقاً .
وكان لـ استخفاف دعاة الوهابية بإيمان كل هذه الملايين أن دفع أتباعهم لإعمال ممارسات التدمير والهدم لكل شاهد وأثر إسلامي ممجد – طوال تاريخ المسلمين – في مكة والمدينة ، منذ احتلال قوات ابن سعود ، من النجديين الوهابيين ، لهما في عشرينيات القرن العشرين ، وما تلاه من هيمنة صريحة لدعاة الوهابية ، على شعائر الصلاة والدعوة في الحرمين الشريفين ، حتى صارت حكراً لهم ، وبحسبه مصادرة فعلية للحقوق العقائدية والتاريخية ، من أهل المذاهب الإسلامية ،في الحرمين ، طوال سبعين عاماً ونيف !..
وعلى الرغم من المساعي الإسلامية المتلاحقة لثني دعاة الوهابية عن ذلك المسلك ، محاورة، طوال مائتي سنة ، متصلة ، فلم يتورعوا عن مواصلة إشعال الفتن بين الفرق الإسلامية، ولاسيما بين أتباع فقه السنة النبوية واتباع فقه آل البيت النبوي ، بوصف أن الوهابيين هم الناطقون – زعماً – باسم جمهرة أهل السنة ، وهو ما حاولوا تسويقه إعلامياً، على مر العقود الأخيرة ، ولاسيما في الأوقات الفاصلة والحاسمة ، من تواريخ الصراع الإسلامي مع أعدائه، فغدروا بالمقاومة اللبنانية الباسلة ، مؤلفين عامة المسلمين على " ح** الله " ، بوصفه من " رو أفض الشيعة " ، الذي ينبغي تجنبه ، لا مناصرته ، في صموده ، ضد العدوان الإسرائيلي على بلاده ، بعد أن أحلوا " العدو الشيعي " المزعوم محل " العدو الإسرائيلي " المأزوم ، في ساحة العمل الإسلامي (!!) ،
ما يدرج دعاة الوهابية في خانة موالاة العدو الظاهر ، إسرائيلياً كان ، أم أمريكياً ، وهو فعل يُجرد دعاة الوهابية ورعايتهم من آل سعود ، من كل صفة إشراف رسمي على الحرمين الشريفين ، بعد أن تهاون المسلمون في رد هؤلاء وردعهم ، لزمان تطاول حاول دعاة الوهابية ، من خلاله ، توظيف الخلاف بين الفقه السني والفقه الشيعي ، لأجل الاستئثار بسطوة الهيمنة المذهبية على المجموع الإسلامي ، كي يتسع لسطوة الملك السياسي ، التابع لآل سعود ، كون أن الصراع بين من وصفوا – تاريخياً – بأهل السنة وأهل التشيع ، كان صراعاً سياسياً ، ذا خلفيات عقائدية ، حول مسألة " الإمامة " ، والتي تنازعت الطوائف الإسلامية ، بشأنها ، في ما بعد عصر النبوة ،
لارتباطها بشكل السلطة ، وطبيعة نظام الحكم بين المسلمين ، منذ الاجتماع الإسلامي ، المثير للجدل ، في " سقيفة بني مساعدة " ، وما تمخض عنه من استخلاف أبي بكر قيادة النبي لجموع المسلمين ، وذلك تحت وطأة عوامل عدة منها درء الفتنة، بيد أن دواعي العجلة في هذا الأمر شكل – على خلاف مبتغاة – مقدمات انشقاق اجتماعي ، تفاقمت مسبباته طوال عهود الخلفاء الأربعة ، ما أفضى إلى منازعات دامية ، شاعت – فقهياً- باسم " الفتنة الكبرى " ، التي أتت ، هي أيضاً ، بـ " مُلك عضوض " – وفقاً لذات التعبير الفقهي – على يد بني أمية ، وعلى رأسها معاوية ، كما هو معلوم ، ما عبّد الطريق أمام تعدد سياسي وديني ، وجد آياته في مدارس الفكر الفقهي والمذهبي ، لقرون عديدة .
ولا ريب ، في أن هذا الموروث البعيد قد رشح تعدديته تلك في زماننا المعاصر ، بيد أن "وهابية" الأمس و" وهابية " اليوم أبتا إلا أن تستعيدا ذاك الموروث ، في أفق حرب التكفير المذهبية ، كما أسلفنا أعلاه .
واستناداً إلى هذا ، فإن مدار هذا البحث سوف ينصب حول مباحث ثلاثة : يشمل الأول نماذج من الحوار الإسلامي – الإسلامي حول قضايا السلطة والحكم ، ويعالج الثاني مسألة المعارضة في الإسلام ، نظراً وعملاً ، ويعرض الثالث لأحدث الكتيبات الوهابية المثيرة للفتنة المذهبية ، وذلك عبر وجهة نقدية ، ذات مرامٍ توحيدية.
الخلاف الشيعي ـ السني بين الصدام والتوافق :
يرى بعض الباحثين الشيعة أن الخلاف الشيعي – السني ، في عهده الأول (القرن الأول الهجري) ظل محصوراً في بعض جزئيات التاريخ الإسلامي (أولوية الإمام علي في خلافة النبي) ، وفى المباحث العقائدية (اتصال أمر الخلافة في بيت النبوة) وذلك دون الدخول في التفاصيل الأخرى ، ما جعل بقية القضايا المحورية محل جدل ، ودون تغيير يذكر في المواقف حتى الآن ، غير أن الاتفاق بين أرباب الفرق في العهود الأولى حول الثوابت المتعلقة بالعقيدة ، وواجبات الفرد المسلم الأساسية ، من حيث التوحيد والنبوة والمعاد ، ظل قائماً ، وهو أمر لم يحُل دون أن يأخذ " الصراع الطائفي " ، لاحقاً ، أبعاداً أخرى ، بلغت حد اتهام كل طرف الآخر بالانحراف العقائدي ،
في محاولة لإظهار مدى ابتعاد كل طرف عن مبادئ الإسلام ، وعدم صلاحيته الشرعية ، وهو ما تبدى في كتابات بعض المؤلفين السُنة ، أمثال الشعبى (ت : 103 هـ / 721م) ، والجاحظ (ت : 255هـ / 1327م) ، والخياط (ت: 319هـ / 931م) ، وانتهاء بابن تيمية الحّراني (ت : 728هـ / 1327م) ، حيث جاءت تنظيرات الأخير بما يتناسب مع الوضع السياسي ، الذي تأزم خلال الصراع المغولي- المملوكي،منذ بداية القرن الثامن الهجري/الثاني عشر الميلادي ،الذي شهد محاولات غزو بلاد الشام،من جانب السلطان غازان خان ، ومن بعده أخوه السلطان أولجايتو خان ،
المعروف بُخدابنده ، والذي أعلن " التشيّع " مذهباً رسمياً للإمبراطورية المغولية ، كلها ، ليقابله رد تعبوي من فقيه الحنابلة ابن تيمية ، حيث قاد – عسكرياً – الفصائل المتعددة لمواجهة الجيوش المغولية (المسلمة) ، وقاد – فكرياً – حملة مناوئة لكتابات الفقيه الشيعي الحسن بن المُطهر ، والمعروف بالعلامة الحلي ، وخاصة كتابه الشهير : " منهاج الكرامة في معرفة الإمامة " ، الذي كتبه لتلميذه السلطان أولجايتو خان ، فجاء كتاب ابن تيمية " منهاج السنة النبوية " رداً صريحاً عليه ، والذي عده بعض الباحثين من أولى الردود الطائفية المبالغ في حدتها ، بسبب الدور الذي اضطلع به العلامة الحلي في نشر التشيع ،
خلال تلك الفترة الزمنية ، ما جعل أغلب الكتابات الشيعية – فيما بعد – مكرسة لنقض الردود الصادرة ضد التشيع ، مثل كتاب " إحقاق الحق " للقاضي نور الدين التُسترى ، والذي قتل ، بسببه ، على يد خصومه ، في عام 1019هـ / 1610م ، وإن كان مقتله تكتنفه – أيضاً – العديد من العوامل السياسية ، ما زاد من حدة الصراع بين الأطراف الإسلامية ، تبعاً للأزمات السياسية ، التي تندلع بين الدول المتصارعة ، والتي كانت قد اتخذت من الواجهة المذهبية مظهراً لها ، كما يتجلى في الصراع الصفوى * (الإيراني) – العثماني ، في فترات زمنية متفاوتة ، سلماً وحرباً، أو القاجاري – العثماني ، في فترات أقل حدة .
ومع ذلك فإن هذه العصور شهدت – كذلك – جهوداً مهمة لتسوية الخلافات السياسية والعقائدية بين المسلمين ، حكاماً وشعوباً ، فرقاً ومذاهب ، فجاءت مبادرات بعض الفرق الصوفية ، في القرنين السابع والثامن ، من الهجرة ، ولاسيما الفرقة (الكبروية) السُنية ،
التي دعت إلى صيغة روحية عملية ، تقوم على انتقاء المبادئ المتفق عليها ، في كل فرقة إسلامية ، والتخلي عما يسيء عمله من أي من الأطراف ، وهو ما عبر عنه أولئك المتصوفة بالقول : إن اعتدادهم بشخصية الإمام علي بن أبي طالب – بوصفه المثال ، الذي ينبغي الاحتذاء به ، لجمعه حقائق : الخلافة ، والوراثة ، والولاية – لا ينبغي أن يفضي إلى التعريض ببقية صحابة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ،
وأن ينتقص من أقدارهم (4) وعلى المستوى الرسمي ، بادر السلطان نادر شاه (اغتيل سنة 1160هـ / 1747م) بعقد مؤتمر إسلامي موسع بمدينة النجف سنة 1156هـ / 1743م ، للتداول حول مختلف القضايا المختلف عليها بين الشيعة والسنة ، لأجل تسوية الخلافات المزمنة ، فيما بينهما ، ولاسيما بين الدولتين الإيرانية والعثمانية (5) آنذاك .
بيد أن الصراع الطائفي سرعان ما التهب فتيله – بصورة لافتة – مع بزوغ نجم الجماعة الوهابية خلال القرن العشرين فشهدت مصر كتابات سنية مناوئة لأهل التشيع ، مثل كتابات محمد رشيد رضا (ت : 1354هـ / 1935م) ، وموسى جار الله (ت : 1368هـ/1949م) ، وأحمد أمين (ت : 1373هـ / 1954م) ، ومحب الدين الخطيب (ت : 1389هـ / 1969م) ، والتي قابلتها كتابات مضادة عن كبار مجتهدى الشيعة ، أمثال السيد / حسن الصدر (ت : 354هـ / 1935م) وأبو الحسن الخنيزى (ت : 1363هـ / 1944م) ، ومحمد حسين كاسف الغطاء (ت : 1373هـ / 1954م) ، والسيد / عبد الحسين شرف الدين (ت : 1377هـ / 1958م) ، وغيرهم .
(*1) وأن الصفوين ونسبهم ويذكر المرحوم المحامي عباس العزواوي وفي تاريخ العراق بين احتلالين ـ3ـ 4.ص 326. أصل الصفوية إلى توليها الحكومة :
هذه الحكومة ليس لها ماضي في الحكم والإدارة وإنما كانت معروفة بتصوفها ومؤسسها فاتح بغداد الشاه إسماعيل أبن السلطان حيدر بن جنيد ابن صدر الدين إبراهيم بن الشيخ خواجه علي(*2 )ابن الشيخ صدر الدين موسى بن الشيخ صفي الدين أبي أسحاق بن الشيخ أمين الدين جبرئيل(*3) بن الشيخ صالح ابن قطب الدين ابن صلاح الدين رشيد بن هحمد بن محمد الحافظ بن عوض الخاص( غوث الخواص وهذه مرتبة عند المتصوفين ) بن فيروز شاه بن كلاه بن محمد بن شرف شاه بن محمد بن حسن بن محمد إبراهيم بن جعفر بن محمد ابن محمد بن الأعرابي بن أبي القاسم بن أبي القاسم حمزة بن الإمام موسى الكاظم رضي الله عنه وهكذا ساق نسبه صاحب لب التواريخ . ( إذن الصفوين هم عرب )
(*2) وأن بيت صبغة الله الحيدري وكان المفتي الشافعي في بغداد وكان في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري ويرجع نسبهم إلى إبراهيم أخي الشاه إسماعيل الصفوي . (*3) والشيخ صفي الدين الجد الأعلى كان درويشاً صوفياً ملازماً تكيته في أردبيل وقد تلقى الطريقة بوسائط عن الإمام الغزالي ولما توفى خلفه في إرشاده أبنه صدر الدين وبعده ابنه الشيخ علي في تلقين ولديه ميرعلاء وإبراهيم ، وميرعلاء منه يشعب نسل السيد عبد الصمد المؤمن في الأهواز جد السيد عناية الله البهبهاني الذي نزح إلى كربلاء وهوجد السيد العالم الفقيه السيد أحمد الموسوي البهبهاني ،و منهم أيضاً يتفرعوا السادة الآلوسي، والسادة الكف نويس وغيرهم .
ونعم ما قيل في غدر آل سعود لهدمهم قبور البقيع
لعمرك ما شاقني ربرب ... طفقت لتذكاره أنحب
ولا سح من مقلتي العقيق ... على جيرة فيه قد طنبوا
ولكن شجاني وفت الحشا ... أعاجيب دهر بنا يلعب
وحسبك من ذاك هدم القباب ... فذلك عن جوره يعرب 
قباب برغم العلى هدمت ... وهيهات ثاراتها تذهب . 
وأن ما قاله رسول الله صلى الله عليه وآله طبعاً قصة ى ذكرها النبي عليه الصلاة والسلام : (( أن أناساً ركبوا قارباً واقتسموا بينهم الأماكن، فقال الذي في الأسفل: أنا سأثقب مكاناً في السفينة لأخذ الماء منه من أجل ألا أزعج من فوقي، فقال عليه الصلاة والسلام: لو أخذوا على يديه نجا ونجوا، ولو تركوه هلك وهلكوا )) ..
 أوضح مثل السفينة، إذا أراد أحد الركاب أن يثقب في أرض السفينة ثقباً ليأخذ منه الماء غرقت السفينة بمن فيها، فإن أخذوا على يديه نجا ونجوا، وإن تركوه هلك وهلكوا ..
 قال عليه الصلاة والسلام :  
(( من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء )) رواه مسلم عن جابر . من هنا يجب أن نسارع للخيرات كما يقول ربنا تعالى : ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ آل عمران /104 ..  
فالدعوة إلى الله دعوة إلى الحياة الحقيقية، دعوة إلى الحياة التي تليق بالإنسان، دعوة إلى الحياة التي ينبغي أن يحياها الإنسان، دعوة إلى الحياة التي يمكن أن تتصل بالآخرة، فتكون هذه الحياة سبباً لنيل رضوان الله تعالى ..لقول الواضح حول الإسراف هو تجاوز حد  كما قال ربنا تعالى  : 
﴿ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ ﴾ ..
(يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد) آل عمران/30 .
أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان أكمل الخلق عقلا ، وأسدهم رأيا ، وأغزرهم علما ، ومع ذلك أمره ربنا بالمشاورة لقوله تعالى :  (وشاورهم في الأمر)  آل عمران / 159 .   
رام, في سورة الشورى قوله تعالى :
﴿وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾
 سورة الشورى الآية / 38  . ومرة أخرى يلطف ربنا الجو لهم ويقول برقة لقوله تعالى : 
ويداً بيد للتعاون والتآخي وشد السواعد لدحر كل المطرقين الوهابيين والقاعدة والإرهابيين من الفروع التي يتسمون بالإسلام والإسلام منهم بريء سوف يتوقدون لقتل المسلمين والعرب وزرع الفتنة الطائفية الخبيثة وقتل كل من في العراق واليمن ولبنان وسوريا ومصر وليبيا وغيرها من دول والمستعمرين جالسون وأن الصهيونية يتقون ويضحكون على شعبنا بمساعدة الخونة حاكم قطر وآل سعود والسلجوقي رجب طيب اردوغان وغيرهم من أنجاس الخليج ويدا بيد مرة أخرى لبناء الأوطان ومساعدة الأيتام والأرامل والمعوقتين والمسنين وأن الرجال لا يبالوا القوة ولكن القوي قوي القلب والعقيد واهدي للجميع ثواب الفاتحة مقرونة بالصلوات على محمد وآل محمد ولروحي أمي وأبي ثوابها ولأرواح كل شهداء المناطق الشرقية في ارض الحجاز وشبه الجزيرة العربية وأن تنصروا الله ينصركم ويثبت إقدامك والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين
أخوكم المحب 
behbahani@t-online.de

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سيد صباح بهباني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/11/21



كتابة تعليق لموضوع : آل سعود لهم التفنن بالقتل والسلب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net