صفحة الكاتب : حيدر حسين سويري

الغراب ينعق بما فيه
حيدر حسين سويري

   بعد الظلم الذي لحقنا من أصحاب الفخامة ومختار عصرهم، تلك الغربان التي لم تجلب سوى الشؤم بنعيقها الطائفي المستمر، وبعد أن تم سحقهم، كما يتم سحق صنيعة أقوالهم "داعش" الآن، على أيدي قواتنا الباسلة من الجيش والحشد الشعبي، ما زال مرتزقتهم يعملون، بأسماء مستعارة أو من خارج الحدود، بكل ما أُتوا من قوة، لأفشال وضع اللبنة الأولى في طريق بناء الدولة المدنية العصرية.
   لكي تبدأ عملية البناء لا بُدَّ أن تكون هناك عملية مصالحة وطنية حقيقية، لا مطالحة مزيفة، يتم من خلالها إستنزاف موارد الوطن، البشرية والمالية، كما فعل أصحاب الفخامة! مشروع المصالحة الوطنية لم يأتي به هؤلاء، ولا صاحبة نظرية 7x7 التي حيرت أينشتاين في قبره! بل هم من قام بإفشالها وبشتى الصور، لم يبقوا لنا أحداً، لا أخٌ في الدين ولا نظير في الخلق!
   نطوف بلدنا غرباء نازحين، وهم في قصورهم مترفون منعمون، فلا ضير! إنهم في مدينة جدهم الدوانيقي، فعليهم أن يتحلوا بأخلاقه، ويحيوا ليالي ألف ليلة وليلة، مع رشيدهم، وهو يحتسي خمرة أبي نؤاس على أشلاء أبناء الوطن.
   بدايةٌ نعتقدها موفقة، بدايةُ مصالحة وطنية حقيقية، هي الخطوة التي قام بها السيد عادل عبد المهدي حينما إستطاع ان يقلص الخلافات بين أكبر مكونين في العراق، العرب والكورد، المركز والأقليم، جاءت عن خطة مدروسة، وفق خطوات محددة، لو سارت بشكلها الصحيح، فإنها ستحقق الفائدة لكلا الطرفين، وتعمق العلاقة الأخوية والروابط الوطنية، وتكون حلاً لجميع المشاكل الأخرى، فالنفط شريان الأقتصاد العراقي، وعقد إتفاق في هذا المجال، يُعدُّ إنجازاً في حدِ ذاته.
   لجأ بعض السذج من كلا الطرفين، العرب والكورد، لأسلوب يحسبهُ جيداً لأمتصاص إمتعاض الآخر، ولكنه إسلوب يكرس لتعميق فجوة الخلاف، ويعمل على جعل الصلح، صلحاً شكلياً، أو صلحاً ذو منفعة مادية ضيقة، حيث لجأ بعض الكتاب (العرب والكورد) لبيان نسبة الفائدة بالأرقام، وما سيجنيه المركز أو الأقليم من أرباح بعد عقد هذه الاتفاقية، وهم في ذلك بين مؤالف ومخالف.
   قال تعالى(وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ [النساء :128])، ولم يذكر سبحانه مقدار الفائدة المالية، وإنما الخير يقع في ذات الصلح، لأننا لا نجني من الخلاف إلا الخسارة والذل، وهذا ما فعله أصحاب الفخامة في عراقنا العزيز، فقد شتتوا شملنا، وفرقوا شعبنا، شُتت قلوبهم، وفُرق جمعهم.
   أخيراً أعتذر من الغراب، ذلك الطائر الذي لم يؤذ شعبي، أني شبهته بهؤلاء، أو شبهتهم به، ولكن سرتُ مع فهم الناس الخاطئ للغراب، وإلا فالغراب ممدوحٌ في القرآن. 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر حسين سويري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/11/18



كتابة تعليق لموضوع : الغراب ينعق بما فيه
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net