صفحة الكاتب : احمد عبد الرحمن

العلاقة بين السلطتين
احمد عبد الرحمن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لايمكن لاي كان ان ينكر او يتجاهل حقيقة ان العلاقة بين السلطة التنفيذية المتمثلة بالحكومة، والسلطة التشريعية المتمثلة بمجلس النواب يشوبها قدر غير قليل من التشنج والتأزم وضعف-او انعدام-الثقة.
   بتعبير اخر يمكن القول ان الامور بين السلطتين لم تكن على مايرام خلال الشهور الاربعة المنصرمة، وقد بدا ذلك واضحا من خلال من خلال الحملات المتبادلة من على المنابر السياسية وعبر وسائل الاعلام حول جملة من القضايا الحيوية والمهمة التي تمس بالواقع الحياتي للمواطنين، وتؤثر في بنية الدولة وسلامة مسيرتها.
   واذا كان هناك من يقول انه من غير المعقول ولا المنطقي ان نتوقع في ظل نظام ديمقراطي تعددي تداولي تطابقا وانسجاما بين السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية-الرقابية، لان مهمة الرقابة التي تقوم بها الثانية على الاولى تمثل بحد ذاتها عنصر او عاملا مساعدا لنشوء اختلافات وتقاطعات واحتقانات من نوع معين، وهذا ما هو موجود وقائم في مختلف-او كل-الانظمة السياسية الديمقراطية، وذلك ماينبغي تقبله والاقرار والقبول به من قبل كل الاطراف، وهذا يعد احد ابرز نقاط ومقومات قوة النظام السياسي وتماسك المجتمع وضمان عدم تعرضه لهزات وزلازل عنيفة مثل تلك التي تتعرض لها المجتمعات والدول الخاضعة لنظم سياسية استبدادية، كما هو حاصل الان في عدة بلدان عربية، وكما حصل في اوقات سابقة في اوربا الشرقية وفي بعض بلدان اميركا اللاتينية.
   بيد ان الخطورة الحقيقية تكمن في تحول الاختلاف بين السلطتين الى عقبة امام تقدم المجتمع الى الامام، سياسيا وامنيا واقتصاديا وثقافيا، وفي تهيئة ذلك الاختلاف الارضيات والمناخات المناسبة للذهاب الى الخيارات السيئة والسلبية التي من شأنها تدفع بالامور الى خلق وايجاد المزيد من المشاكل والازمات بدلا من حلها ومعالجتها واحتوائها.
   وهناك الان جوانب عديدة في صورة العلاقة بين الحكومة والبرلمان لاتبعث على التفاؤل، لانها ببساطة ووضوح تعكس تقاطع اجندات، واختلاف حسابات، وغياب ثقة، وحينما يكون الامر كذلك، فأن هذا يعني غياب وتغييب مصالح الناس، او في افضل التقادير دفعها الى مرتبة متأخرة في سلم الاهتمامات والاولويات.
  لانبالغ ابدا حينما نقول ان مفتاح النجاح الحقيقي هو التفاهم والانسجام بين الحكومة والبرلمان.

27-4-2011


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد عبد الرحمن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/05/01



كتابة تعليق لموضوع : العلاقة بين السلطتين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net