لا... لسياسة إستجداء المواقف والإنحناء لأنظمة الدول المجاورة ؟
صالح المحنه
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صالح المحنه

نعم من الأمور الإيجابية والمهمّة لكل بلد ان تكون له علاقات جيدة مع دول الجوار ..لأن هذا الأمر يصب في مصلحة البلدين على كافة المستويات وأهمها المستوى الأمني والأقتصادي ...وهو امرٌ محمود بل هي رغبة كل مواطن ينشد الأمن والإستقرار والنموّ الأقتصادي ...بشرط أن تكون العلاقة بين بلد وآخر على أساس التكافيء المبني على الإحترام المتبادل لسيادة كل منهما. وفي إطارها الدولي الصحيح .علاقةٌ مشروطة بعدم التدخل في شؤون الدولة الأخرى وتحفظ لها شخصيتها السياسية .. .للأسف العراق أكثر دولة منتهكة سيادتها ومخترقة قراراتها ... وشؤونها الداخلية عرضة للتدخّل من قبل دول الجوار..بل تعرّض العراق شعبا وأرضا الى أشد الإنتهاكات المبرمجة من قبل هذه الدول وعلى كافّة الأصعدة ...فبعضها ساعد على مرور العصابات الإرهابية لقتل الشعب العراقي وبعضها موّل هذه العصابات والبعض الاخر درّب المجاميع الإرهابية وإرسلها الى داخل العراق ولم تبق دولة مجاورة للعراق إلا وشاركت في معاناة العراقيين من خلال دعمها للإرهابيين ... وصفحاتهم السوداء مدونة في الذاكرة العراقية والعالمية وبالخط العريض ... وهناك دولٌ صديقة كبيرة ومهمّة وقفت ضد الإرهاب وتدخلت عسكريا لقتاله وملاحقته ..وساعدت وتساعد الشعب العراقي في جميع المجالات المتاحة ..والعلاقة معها تغني العراق عن مواقف دول الجوار المتذبذبة ...ولكنّ للأسف لم تستثمر من قبل الدبلوماسية العراقية التي إستمرّت أسيرة بمواقفها لسياسة دول الجوار.رغم تدخل تلك الدول السلبي في شؤون العراقيين..إضافة الى أنّ العراق كبلد مستقل يتمتع بمخزون مادي وبشري يغنيه عن سياسة الإنحناء الى إنظمة الدول المجاورة ! ولاحاجة الى إستجداء مواقفها لدعم العراق الذي كان لهم سبق المشاركة في سيول الدماء التي نُزفت على أرضه طوال عشر سنوات الماضية ..ولكن مالذي يجعل سياسي الخط الأول في العراق يتوسلون ويستجدون مواقف الدول المجاورة ؟ حتى بلغت بهم حمى التسابق و الإرتماء باحضان تلك الدول أن يتخطوا العرف الدبلوماسي ويرتضوا بالحد الأدنى من مستوى المستقبلين لهم في تلك الدول ! ربما يعتقد السياسي العراقي أنه قد حقق إنجازا وطنيا إذا ما جلس منصتا صامتا بين يدي ذاك المسؤول العربي أو الأجنبي وهو يتلقىّ المديح والإشادة على ماحقق مصحوبة بشروط الإلتزام بالولاء والطاعة. .مع تبادل عبارات النفاق التي تؤكد على عمق العلاقات وإستمرارها بين البلدين وهي للحقيقة لاتمثّل إلا لعنة على العراق والعراقيين...فكم إرهابيا سعوديا فجر نفسه في العراق وقتل آلاف الأبرياء ؟ واليوم يبشرنا الرئيس معصوم بإنفراج العلاقة مع السعودية مقابل نقل الإرهابيين السعوديين من السجون العراقية الى مملكة آل سعود وهذا يعني إفراج عن الإرهابيين وليس إنفراج ! مقابل ماذا ؟ ..والأردن الذي إرتوت مفاصله من النفط العراقي ألم يكن وكراً للإرهابيين ومقرا ومستقرّا لقادتهم ؟إيران التي ترفض أن تلتحق بركب التحالف الدولي ضد داعش الذي يقتل العراقيين ! تطالب بإمتيازات وتنازلات على مستوى ملفها النووي وهي واحدة من أهم الدول المجاورة للعراق التي لها الحظ الأوفر في العملية السياسية ..مع ذلك لايجرأ سياسيو الخط الأول على الخوض معهم في هذا الموضوع والطلب منهم فصل ملفهم النووي عن ملفنا الدموي ..! أم التركي الخبيث الذي نشبت أظافره في قلب الوطن العراقي ..فصار مأوى ومدربا ومصدرا للإرهاب وداعما للإرهابيين في عمق السياسة العراقية ! همومٌ كثيرة تلفح وجوهنا وتجثم على صدورنا ولانملك إلا مطالبة قادة العملية السياسية العراقية أن يرحموا العراقيين ويحسنوا أداءهم السياسي ويرفعوا هاماتهم أمام شراذم الدبلوماسية العربية والإيرانية والتركية فإنهم يمثلون الشعب الذي لاينحني إلا لله تعالى.. ونقول لهم لا والف لا لسياسة الأستجداء...
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat