صفحة الكاتب : سليم عثمان احمد

فلنزرع قمحا بدل البؤس والموت
سليم عثمان احمد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كشف تقرير المؤشر العالمي للجوع الذي يصدر سنويا عن معدلات “مقلقة” في 25 دولة. وأوضح التقرير الذي يصدره معهد دراسات استراتجيات الغذاء العالمي أن عوامل الفقر والنزاعات والاضطراب السياسي أدت  الى معاناة نحو مليار شخص من الجوع معظمهم أطفال في أفريقيا وآسيا. والحمد لله الذي لا يحمد علي مكروه سواه فقد صنف السودان ضمن اكثر عشر دول مهددة بخطر الجوع التقارير الدولية صنفت السودان ضمن بين الدول العشر الأكثر عرضة لنقص الطعام والمجاعة، وهي الكونغو وبوروندي وإريتريا والسودان وأثيوبيا وأنغولا وليبريا وزيمبابوي وتشاد ، ولا أدري سببا واحدا يجعلنا نصنف مع هذه الدول البائسة ،اللهم الا اتصافنا بعيب وراثي هو الكسل وعجز القادرين علي التمام كما قال المتنبئ، ثم تلك الشعارات الطنانة الرنانة التي ما قتلت ذبابة من شاكلة (نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع، وأمريكا روسيا قد دنا عذابها) ومسرحية النفرة الخضراء الكاذبة ،كانت حكوماتنا المسماة زورا وبهتانا منذ فجر الاستقلال تحدثنا عن ان السودان سيكون سلة غذاء العالم،لماذا؟لان فيه اكثر من مائتي مليون فدان ليست صالحة للزراعة بل لو بذرت فيها الحصى لانبت قمحا ووعدا وتمني ،وقبل أيام   مازحني زميل قطري قائلا :كيف تقولون ان أراضي السودان خضبة ومناخاتها يمكن ان تنبت كل شئ، بينما الحقيقة أن السودان لا يصدر شيئا للعالم، وليس فيه سوي نبات العشر،وثماره التي تشبه المانجو الأخضر،ولا ترعاه حتي الأنعام، فقلت مدافعا، بل مكابرا ، نحن بلد زراعي كبير وكنا نصدر أجود أنواع الأقطان ، والحبوب ، بل والفواكه التي تنتج في الأراضي السودانية ليس لها مثيل في الجودة وحلاوة الطعم،فقال : انتم ليس لديكم شئ تفتخرون به سوي الدوم والكسل:قلت في نفسي :صدقت .
بعد انفصال الجنوب قد تنقص المساحات الصالحة للزراعة،وقد تواجه دولة الشمال نقصا في البترول،الأمر الذي سوف يعني أن حال الزراعة سوف يكون بائسا، كحال الجوعي ،والمهددون بالمجاعة ليس في الشمال فحسب بل في الجنوب أيضا،في الولاية الشمالية قبل أعوام كاد البعض ان يهدر دم واليها السابق لظنهم أنه بالتعاون مع مدير الكهرباء والسدود الحالي قد باع أراضيهم للإخوة في شمال الوادي، وكنت في إجازتي تلك الي السودان قد ناقشت بعض أولئك النفر، بأن استثمار أراضيهم من قبل الفلاحين المصريين فيه خير كثير لكم ولمنطقتكم ،وللسودان بدلا من تركها بورا بلقعا،قال: هذه أراضي أجدادنا فأن فشلت الحكومة الحالية في تمكيننا من زراعتها، فقد يأتي ابناؤنا من بعدنا ويزرعونها بمختلف أنواع المحاصيل، وتشاء الصدف ان يزور ذلكم الوالي المتهم بكبيرة من الكبائر في نظر أهلي في الشمالية، الدوحة  ثم يقيم ندوة لأبناء الولاية بمقر السفارة ثم يوجه إليه ذات السؤال،فينفي الرجل جملة وتفصيلا أن يكون قد فرط في أراضيهم ،دون ان ينفي استعدادهم للتعاون مع أي كان للاستثمار في كافة المجالات، ثم سمعنا أن مصر لاعتبارات تخصها ،غضت الطرف عن الاستثمار في مجال القمح في السودان ويممت وجهها صوب يوغندا، البعض قال أن أمريكا حذرتها من مغامرة كتلك التي تنوي القيام بها في السودان كونها توفر لمصر كميات كبيرة  من القمح منذ توقيعها اتفاقية سلام مع إسرائيل،ثم سمعنا ان حكومتنا باعت مشروع الجزيرة للأشقاء في مصر، دون ان تتنازل الأخيرة عن شبر من حلايب وشلاتين، التي اقتطعتها منا بقوة السلاح وليس بالفهلوة والشطارة وحدهما. وكل الذي تقوم به الحكومة من والي الشمالية ونهر النيل والجزيرة والنيل الأبيض وغيرها من الولايات ذات الأراضي الخصبة ، ان يهتموا بالزراعة دون ان تقدم إليهم المعينات اللازمة ، ففي الشمالية علي سبيل المثال ما تزال الزراعة تتم بالطرق التقليدية وما تزال الثيران والحمير أعزكم الله القاسم المشترك في كافة العمليات الفلاحية ،ووزارة المالية التي تشكو من استيراد سيارات نقل صغيرة بحوالي مليار دولار ،لا تستحي من استيراد القمح من وراء البحار بحوالي ملياري دولار،ثم يحدثونك عن نفره خضراء لا توجد الا في عقولهم الخربة،ووزارة الزراعة ليس لديها خطط للارتقاء بقطاع الزراعة سوي مسح بعض الأفدنة للمهندسين الزراعيين بالقرب من الخرطوم دون تمكينهم من استثمارها اللهم الا لإسكات أصواتهم كونها تفشل في توظيفهم لان الوظائف في هذا القطاع كما هو حال القطاعات الاخري غير المنتجة في الدولة أصبحت حكرا علي أصحاب الحظوة والمتملقين من كل فج وصوب،وقد حدثني مهندس زراعي شاب كسي الشيب رأسه وقارب العقد الرابع من عمره انه حصل علي بكالوريوس مرتبة الشرف من زراعة الجزيرة وماجستير في ذات المجال من جامعة الخرطوم وماجستير آخر في مجال إدارة الأعمال من جامعة الخرطوم وينوي خوض معركة الحصول علي شهادة الد كتوراة، فقلت له لماذا لم تعمل  في مجال تخصصك، فقال لي بحسرة ومن الذي يعمل بتخصصه في السودان؟وأردف قائلا: ليس المهم الشهادة التي تحصل عليها او نوعها او سنة الحصول عليها، المهم عند أولي الأمر ان تكون مأمونا  ومؤتمنا علي مكاسب الثورة في المجال الذي تعمل او تستوعب فيه،قلت ماذا تعني بقولك هذا؟ قال أن تسبح بحمد الحكومة وتهلل لها صباح مساء وتعفر قدميك في مسيرات تأييدها مبتغيا الأجر من الله ثم منها ،قلت ومتي تكون نفسك وتبني بيتك وتتزوج ؟قال ليس المسئول بأعلم من السائل، هذا أمر يشبه يوم القيامة مع فارق اننا نعرف من سنتنا المطهرة علامات قيامها الصغري والكبرى ،بينما لا نعرف الي ماذا ستئول أحوالنا ، فحالي هو حال مئات الالاف من الخريجين الذين لفظتهم الجامعات التي أصبحت من كثرتها تفوق عدد شعيرات صلعتك،  فقلت له مودعا، طالما جابت شتيمة كان الله في عونكم، وقبل ان امضي الي حال سبيلي قال:تصور كل وزير يعين في هذه الوزارة المنحوسة، لا يكلف نفسه حتي عناء معرفة عدد خريجي كليات الزراعة،ولو زرت المؤسسات الزراعية المختلفة خاصة البحوث الزراعية،لن تجد فيها سوي المرضي عنهم نسأل الله القبول والرضا والصبر.
ولا يسعني الا ان انقل هذا الحوار العفوي الذي دار بيني وبين ذلكم المهندس الزراعي الشاب  للدكتور عبد الحليم المتعافي عافني الله وإياه من كل بلاء عله يولي هؤلاء البؤساء من الزراعيين وغيرهم ان كان جادا وصادقا في ان تكتسي أراضينا وتلبس حلة خضراء ،صحيح انه لا سلطان له علي وزارة المالية ولكن بقدر اهتمامه بهؤلاء وبقدر اهتمامه بالزراعة ومعيناتها المختلفة يتحقق لنا النهوض بالزراعة  فالسودان لن يكون سلة لحارة من حارات امبدة ما لم تتغير السياسات وما لم نعتقد جازمين ان الزراعة والزراعة وحدها هي المنقذ للسودانيين جميعا من شرور الفقر والجوع والعوز، ولا اعتقد ان مسئولينا يحسون بقرصه جوع ذلك لأن  احدا منهم  لم يذقه،ومن لم تهتم الحكومة في اعلي مستوياتها بالزراعة اهتماما حقيقيا سوف يظل اسم السودان يتصدر قائمة الدول الأكثر مجاعة وجوعا وفقرا في العالم، فليس هناك سبب للغلاء الذي نعيشه سوي إهمالنا للزراعة ،ولعله يكون امرأ طيبا ان نهجر بحيرة اببيي النفطية  باتجاه السهول الخصبة والأراضي البور في كل إرجاء السودان لنزرعها قمحا وذرة وفواكه ،فهل تكون الزراعة أولوية قصوى للدولة حكومة وشعبا ام تكون مجرد شعارات لا تسد رمق جائع ؟ أما ان كانت حكومتنا تجيش الجيوش لحرب جديدة ،فابشروا يا أهل السودان بمزيد من الجوع والفقر ونقص في الأموال والأنفس والثمرات لكن بشراكم الجنة أيضا .
حجا مبرورا:
كتب زميلي الاستاذ عبد العظيم صالح في عموده المقروء خارج الصورة تحت عنوان حجا مبرورا عن كثير من الإخفاقات والشكاوي التي ظلت ترافق بعثات الحج السودانية وانتقد بشكل غير مباشر الأسلوب الذي تتبعه بعض مؤسساتنا التي تعمل علي تخريب ذمم أهل القلم من المحررين والكتاب،مما يتنافي مع معايير وأخلاقيات مهنة المتاعب ،التي ينبغي ان ننأى بها عن الشبهات درء للحرام مهما كانت إغراءات تلك الجهات ،فزميلنا عبد العظيم لا يبرئ حتي هيئة الحج والعمرة من هذا السلوك المشين،ورغم علمي بأن كل إنسان يتمني لو يحج الي بيته الحرام ،الأمر الذي يجعل صغار الصحفيين والكتاب ينتهزونها فرصة طيبة فلا يردون دعوة تأتيهم من هذه الجهة او تلك ولو من باب التغطية الصحافية غير الشريفة طبعان واعلم زملاء كثيرون حجوا بهذه الطريقة ليس في ظل هذه الحكومة بل في ظل كل الحكومات التي تعاقبت علي الحكم منذ الاستقلال،كغيرهم من مسئولي الدولة الذين لا يتورعون في الحج علي نفقة الدولة ليس مرة واحدة بل كل ما كان ذلك ممكنا،وليس هناك مثال صارح اكثر من سعادة وزير الأوقاف الذي يحسب انه لو لم يرافق الحجيج السوداني الي تلك الديار المقدسة لن يغفر الله لهم او يتوب عليهم ،او يكون سعيهم مشكورا، وكنت قد دعوت في مقال سابق السيد رئيس الجمهورية ان يمنع كل مسئول حكومي او شخص مقتدر يعمل في مؤسسات الدولة ان يحج علي نفقتها،فاذا كان رب العزة قدر اشترط القدرة بكل ما تحمله الكلمة من معان لإتمام الحج، فلماذا يصر البعض علي أداء هذه الشعيرة،مرات عديدة ، بل لماذا لا يحج هؤلاء المسئولين وهم قطعا مقتدرون علي نفقتهم الخاصة ولماذا لا يتدخل اتحاد الصحفيين ويمنع عضويته من الحج بهذه الطريقة كونهم يسيئون كثيرا الي سمعة المهنة التي ينتمون اليها،وأمر الحج المجاني في السودان ليس حكرا علي فئة الصحفيين المسحوقة، بل تتعداها الي فئات عديدة فالشرطة والقوات المسلحة والوزارات الاخري بما فيها مجلس الوزراء نفسه ينظم رحلات مكوكية لمنسوبيه للحج ببلاش، فبالله عليكم اخبروني هل أفيد للناس والبلد ان نسخر تلك الموارد التي نهدرها لكل من هب ودب للحج علي نفقة الدولة أم نسخرها في الزراعة وغيرها من مواقع الانتاج،إنه الفساد الذي ينخر جسد مؤسساتنا حتي المعنية منها بأمر الشعائر التعبدية، فاذا كان لابد من مساعدة الفقراء في أداء فريضة الحج لماذا لا نبحث عن أفقر الناس ونساعدهم  بدلا من شراء ذمم هؤلاء الممسكين بجمر أقلامهم؟  الحديث عن الحج يطول ومن عجب ان تعرف انه يمنحون بعد الحج والعمرة حوافز،وعلي كل هناك جهات عديدة في الدولة تحاول إغراء الصحافيين والكتاب وشراء أقلامهم فمصانع السكر مثلا في موسم الانتاج لابد ان تكرم هؤلاء بجوالات سكرن ومن ينجز تحقيق في مصنع للبسكويت والزيوت لابد ان يعطي كرتونه بسكويت او بعض قوارير الزيت ،بل اعرف زميلا كان يعمل معنا وكان مختصا بتغطيات الناقل الوطني البحري وسافر في احدي رحلاتها علي متن سفينة سودانية وعندما وصل أوربا طلب حق الللجو السياسي في احدي دولها ومنح هذا الحق ،فهل يشرف مؤسسات الدولة مثل هذا السلوك بل هل يشرفنا نحن معاشر الصحفيين ان يحاول البعض شراء أقلامنا؟ الصحافيون في السودان من اكثر شرائح المجتمع المسحوقة،فرواتبهم كما يعلم الزميل عبد العظيم صالح محدودة وقد لا يحصل الواحد منهم علي راتبه من المؤسسة التي يعمل فيها شهور عدة ،وقد يساقون الي المحاكم بحجج واهية، وقد يتم وضعهم في السجون،وقد يتشردون،بينما ملاك الصحف وروساء التحرير أحسن حالا منهم لكنهم رغم ذلك لا يحسون بمعاناتهم ،لذلك ندعو من خلال هذا المقال علي تحصين أقلام زملاء المهنة ومنع بيعها،او شرائها من خلال منحهم الرواتب التي تتناسب مع تعبهم وعطائهم،وعلي تلك المؤسسات التي تحاول دعم الصحفيين ان تفعل ولكن بطريقة مؤسسية فيها شفافية كأن تدعم كافة الصحف بالإعلان،علي ان تخصص نسبة منه لدعم رواتبهم ، وعلي الدولة نفسها ان تدعم صناعة الصحافة بتوفير كل معيناتها،وقد ساءني ما كتبته زميلتنا آمنة السيدح، من ان بعض من منحوا مساكن شعبية من زملاء المهنة مهددون بانتزاع تلك المساكن واتفق معها ان الذنب ليس ذنب صندوق الإسكان او الزملاء،ولكن سياسات الدولة التي تمنح هؤلاء أراض وبيوت وهم عاجزون حتي عن إدخال الماء والكهرباء ،مما يدعو اتحاد الصحافيين وعلي رأسه زميلنا الكبير الاستاذ محي الدين تيتاوي ان لايكون همهم حصول الصحفي علي سكن او قطعة ارض فحسب بل التفكير في مبادرات من شأنها ان توفر الخدمات التي تقدمها الدولة والسبل التي تمكنهم من دفع الالتزامات التي عليهم حسب العقود،ولعل واحدة من أسباب معاناة الصحفيين في السودان تكمن في اننا نهتم بكم الصحف التي نصدرها وليس بنوعيها ، حيث تفتقر كثير منها البيئة الصالحة لممارسة مهنية سليمة، فهي مهنة تأكل بنيها كما يقول أخونا الاستاذ طلحة جبريل في كتابه الذي سوف يصدره قريبا عن المهنة ومتاعبها بذات العنوان.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سليم عثمان احمد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/04/30



كتابة تعليق لموضوع : فلنزرع قمحا بدل البؤس والموت
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net