صفحة الكاتب : واثق الجابري

فرهود يا أمة محمد
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

من مفارقات السياسيين العراقيين، تجدهم أعداء في النهار وأصدقاء في الليل، يُعجِزون الشعب عن إيجاد إجابة، ولا يعرف لماذا إجتمع المالكي مع النجيفي وعلاوي، متعانقون ضاحكون، وهم من ساهم في إشعال فتيل الخلافات، وتركوا صور تذكارية تعلق على الحيطان، تروي مشاهد الدمار، ومأساة الدماء والأشلاء المتطايرة، ومئات آلاف الأيتام والأرامل والنازحين، يملك كل واحد منهم رواية تطيح بالعروش والرؤوس، ويرتجف الضمير الإنساني خجلاً، أمام مواطنين قدمهم الساسة طعماً للإرهاب والفساد.
أرجو أن لا يفمهم أحد، أننا نحمل الحقد على المسؤولين، ونسخر أو ننقل الجانب المظلم من إنجازاتهم، وقد تجازونا سخرية، وكدروا حياتنا، ونحقد على مَنْ يسيء للعراق ويفرط ثرواته.
منذ فترة يتابع العراقيون نتائج التغير، ولديهم سؤال محيّر، لا يفك طلاسم وشفرات سرّ تأخر الموازنة، وأين ذهبت أموال الموازنة الإنفجارية والنووية، ولم يخطر ببالهم نوع المصطلحات القادمة، وثروات بترولاً من تحت إعتاب البيوت؟! تذوب بين تشغيلية ورواتب مفرطة، وإستثمارية ينخرها الفساد وسوء الإدارة؟!
حالة فريدة في العالم، تصدّر العراق لوائح الإرهاب والفساد، ومعظم المؤوسسات يسيطر على قطاعاتها المهمة، أصدقاء وفدائيون رئيس كل زمان، وقتلة وسراق المال، مساحي أكتاف وأحذية، مخنثين خونة، مقابل ملايين من ضحايا أفعالهم وأنانيتهم، تحت رحمة المتملقون الإنتهازيون المتسلقون على الأكتاف، يؤمنون ويمتدحون أسيادهم من القصور الى الجحور؟! بشكل مافيات غسلت بيت مال العراقيين بالتيزاب.
لم يبق في العراق مليارات تصرف على مهرجانات المصالحة الوطنية، ولا رتب عسكرية تباع في الأسواق، وقد حطم العراق الأرقام القياسية في الترقيات، ولا حساب مصرفي لسد مرتباتهم وأنفاقاتهم، وأخبرنا السيد العبادي ووزير المالية أن العراق مقبل على تقشف، ولم يَعدْ يتحمل الموازنة التشغلية، بعد نهب ثرواته، وممارسة السرقة أصبحت أمراً طبيعياً، يشكل النسبة الأكبر، والوزراء والساسة نهبوا الثروات وأشعلوا الفتنة، لأن دول المنطقة لا تريد رؤية العراق متقدماً؟! وأمريكا تريدنا ضعفاء نتقاتل بيننا؟! وجملة طويلة عريضة من التبريرات، كانت جاهزة مقابل الفشل؟!
المالكي وعد بالرفاهية، بعد موازنة 2010م البالغة 71 ملياردولار، وأزدادت صادرات النفط، توقع وصولها الى 140 مليار عام 2014م، والنتيجة خزائن العراق فارغة، ونسب الفقر في إرتفاع، وثرواتنا نهب منها ما يتجاوز خيالنا، ولم تستثمر هذه الأموال، في بناء مشاريع وتطير الزراعة والصناعة وبقية القطاعات؛ حتى تقلل من نسبة العجز المهولة.
العراقي صار مثل عقرب الساعة، يكد ليل نهار بلا توقف، وفي الصباح خزينته فارغة وعليه العمل، ينظرالى ثروات تهنب وقصور تعلو وهو يصرخ ( فرهود يا أمة محمد).
مجلس النواب العراقي إستضاف وزراء التخطيط والنفط والمالية، وحقيقة ما تكلموا عنه يدمي القلوب، ومن الواضح أن خزينة العراق كْنِست وغسلت مرات عديدة، ولكن وزير النفط قدم طرح أثارت إعجاب النواب، بتقديمه رؤية إقتصادية لثلاثة أشهر، حيث تخفيض نسبة العجز من 84 مليار دولار الى 20 مليار، يعني توفير 64 مليار، وشخص سبب العجز بالإيفادات والمشاريع الوهمية، وتعاقد بمبالغ عالية دون تقديم شيء، ومن هنا نفهم لماذا إختار الفرسان الثلاث، الإجتماع في تقاسم منصب واحد يدرّ المليارات، ولا إعتقد أن أحد منهم يملك شجاعة الإستقالة كما فعلها عبدالمهدي؟!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/11/11



كتابة تعليق لموضوع : فرهود يا أمة محمد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net