صفحة الكاتب : عمار جبر

سياسي وقيادي وزاهد
عمار جبر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

السياسيون، جزء من المجتمع، فيهم الصالحون، والطالحون، الزاهدون، والمتشبثون، نعم أغلبهم متشبثون، بل وصل التشبث بهم، أن ربطوا مصيرهم ومصير أتباعهم بمنصب زائل.
خلال التجربه السياسية الحديثة، لم نشهد ثقافة الإيثار، وتغليب المصالح العامة، على المصالح الشخصية، بل العكس، سادت ثقافة الإستئثار، حيث لم يقدم أي مسؤول، إستقالة رسمية، سوى رجلين، هما السيد عادل عبد المهدي، والسيد جعفر الصدر، الذي فاز بعضوية البرلمان سنة\"2010\" ضمن كتلة دولة القانون، لم يمض شهر، حتى قدم إستقالته؛ ليحافظ على إسمه، وإسم والده، من دنس السياسة، وشيطنة السياسيين، ونأى بنفسه، عن الكتلة التي إنتمى إليها.
الرجال مواقف، ويبقى ذلك الموقف التاريخي للسيد عادل عبد المهدي، بتقديم إستقالته من منصب النائب الأول لرئيس الجمهورية، مستجيبا لنداء المرجع الأعلى، في تقليص نواب الرئيس، ومتنازلا عن كل الإمتيازات الضخمة، لذلك المنصب، فخرج وهامه مرفوع، ويده بيضاء من غير سوء.
لم ينصف الإعلام تلك الشخصية، التي قل مثيلها، في عالمنا السياسي، حيث ساد سياسيو الصدفة والجهال، بينما أنزوى السيد عادل، بعيدا عن هؤلاء، يقدم النصح، بما يكتب من مقالات لعل أحدا يأخذ بها، ولكن! لا حياة لمن ينادي.
كان لهذا الرجل المظلوم إعلاميا، الفضل في إطفاء، ثمانين بالمئة من الديون، التي كانت بذمة العراق، حين كان وزيرا للمالية سابقا، وبعد تشكيل الحكومة الحالية، وتكليفه مهام وزارة النفط، أعلن عن خطته، في المجال النفطي، وزيادة الإنتاج، إضافة إلى زياراته الميدانية، لمصفى بيجي، والمنشآت النفطية، ليطلع على الواقع ميدانيا.
تميز السيد عادل عبد المهدي، بفكره السياسي، ومزجه السياسة بالإقتصاد، فقد حصل على الماجستير، في الإقتصاد السياسي، وله بحوث ودراسات عديدة، في هذا المجال، فكان يمتلك الكاريزما القيادية، ومؤهلا لتبوأ أعلى المناصب القيادية، في كل مرة يرشح لمنصب رئاسة الوزراء، نجد الترحيب من جميع الأطراف، بتلك الشخصية، فكان مقبولا على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، ولكن!.
تصدى الجاهلون بالسياسة والإقتصاد أمورهما، لم يفقهوا شيئا من ذلك، سوى دغدغة مشاعر الناخبين في المواسم الإنتخابية، بتأجيج الطائفية، وتخوين الآخرين، ورمي فشلهم على المتآمرين، فخسر العراق تلك الشخصيات الفذة، على حساب أولئك، وستكشف لنا الأيام أن النجاة في وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، بعد أن جربنا الخيار الآخر.


 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار جبر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/11/08



كتابة تعليق لموضوع : سياسي وقيادي وزاهد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net