عمر بن سعد بكى في العاشر من محرم
فؤاد المازني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
فؤاد المازني

ماأن يطل علينا محرم الحرام وذكرى عاشوراء الأليمة وملحمة الطف الخالدة وفاجعة كربلاء التي ضرج الامام الحسين عليه السلام وأهل بيته وصحبه الأبرار بدمائهم الزواكي أرضها ، حتى تتزاحم الأقلام والرؤى والأقاويل والأحاديث عن البكاء وضرب الصدور والظهور والرؤوس باليد ومشبكات الحديد والأدوات الحادة التي تتسبب في خروج الدماء تأسياً بما حدث في كربلاء المقدسة يوم عاشوراء .
ونتيجة لهذا التزاحم في الكلام والتحليل للحد الذي تصل فيه النتائج أحياناً الى تهكم جهة تقبل وتؤيد وتحفز وتندب في قبال تهكم جهة أخرى لاتقبل بل تمانع وتعارض وربما تستحقر مثل تلك الأفعال ، وتبقى هذه المناوشات طيلة أيام العشر الأوائل من إحياء الذكرى الأليمة ويسدل الستار بعدها وتدخل في سبات سنوي تستعر وتيرتها مع بداية محرم السنة التي تليها وهكذا دواليك .
لست مع طرف ضد طرف ولامؤيداً لجهة دون جهة أخرى ، أعرف متيقناً أن الكل لديهم مشترك ومفهوم واحد إسمه إحياء الشعائر الدينية والحسينية بالذات وكل منهم له وجهته في ذلك الإحياء . والقول لجميع الموالين في إحياء الشعائر أبين لهم أن الإمام الحسين عليه السلام كانت أولى نهضته الثورة على الظلم والاستبداد والإنحراف وعدم الركون للظلمه وعدم مهادنة الباطل بكافة أشكاله ومسمياته .
الامام الحسين عليه السلام كان قبل ملحمة الطف وفيها ومابعدها عنواناً للأخلاق والمثل الإنسانية والإسلامية السامية ، فسيرة الإمام الحسين عليه السلام قبل عاشوراء كانت سيرة كلها عبق من السمو والنبل والرفعة والشرف والطهارة والخلق الحميد والإنسانية ، ولم تتغير تلك القيم والمبادىء قيد أنملة في كربلاء عندما كانت الأعداء تحيطه من كل مكان ، بل زادته تلك المواقف تمسكاً بالتضحية في سبيل إحياء السيرة العطرة والمبادىء الحقة لرسالة السماء التي نادى بها جده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ، وعليه فإن التمسك بأخلاق وسيرة الإمام الحسين عليه السلام والثبات عليها هي من أهم مصاديق إحياء شعائر الثورة الحسينية .
صحيح البكاء مندوب في إحياء الشعائر الحسينية وغيرالبكاء أيضاً ، وأي مصيبة أكبر وأبلغ واعظم من مصيبة أبا الأحرار الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء تهتز لها المشاعر والوجدان والعواطف وتذوب فيها العقول والأفكار، ولكن الأبلغ في إحياء الشعائر هو التمسك بسيرة الإمام الحسين عليه السلام كاملة دون تحريف وتزييف وتمييع ، ماهو شعورنا تجاه الإمام الحسين عليه السلام وهو يقيم الصلاة ظهيرة يوم العاشر من محرم في وسط المعركة وبين الأسنة والرماح والنبال ، والصلاة ركن من الإسلام لم يتغاقل عن أدائها في وقتها !!
حاربوه وهو قائم في صلاته يوم العاشر من محرم ، وفي مصرعه وقف عمر بن سعد عليه لعائن الله ينظر للامام الحسين عليه السلام وهو يجود بنفسه من شدة الجراحات ، والغريب في ذلك الموقف عمر بن سعد اللعين كانت دموعه تجري على لحيته ....!!!!!!!!!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat