صفحة الكاتب : علاء كرم الله

الوطنية في ظل الأحتلال؟
علاء كرم الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

هناك مفهوم خاطيء لربما لدى الكثيرين بأنه لا تستقيم الوطنية في ظل الأحتلال؟ أي أنه كيف لحكومة تأتي بها قوات محتلة أن تقوم بأعمال وطنية لصالح الوطن والشعب؟!،ولتوضيح ذلك نقول بأنه من المعروف أن العراق وقع بين أحتلالين الأول عندما أصبح تحت الأحتلال البريطاني بعد خسارة تركيا في الحرب العالمية الأولى (1914-1918 ) وعلى أثر تلك الخسارة وتفكك الدولة العثمانية وولاياتها تم تأسيس الدولة العراقية (المملكة العراقية) وجيء بالملك فيصل الأول من الحجاز ليكون ملكا على العراق وكان ذلك عام 1921. وعلى الرغم من سيطرة الأنكليز المطلقة على شؤون البلاد ومقدراتها ألا أن المرحوم الملك فيصل الأول وكل رجالات ذلك العهد أستطاعوا من بناء العراق ونهضته من كافة النواحي رغم مماطلة الأنكليز وتسويفهم للكثير من الطلبات والمشاريع التي تنوي الحكومة القيام بها  ، كما أستطاعوا بحق أن يؤسسوا لدولة النظام والقانون والعدل. صحيح ان فترة العهد الملكي التي أمتدت (37) عاما من (1921-1958) شهدت الكثير من الأحداث السياسية والأنتفاظات والثورات ألا أنها تميزت بصفاء ونزاهة ووطنية وجدية وكفاءة رجالات ذلك العهد وحبهم العميق للعراق. أما الأحتلال الثاني للعراق كان عام 2003 عندما أستطاعت القوات الأمريكية من غزو العراق وأحتلاله وأسقاط نظام البعث الحاكم آنذاك. نعم هناك فرق بين الأحتلالين من الناحية الزمنية ألا أن مضامين الأحتلال وأهدافه تبقى واحدة وهي الحفاظ على مصالحه ووضعها في الأعتبار الأول والآخر مهما تنوعت وتلونت أساليبه ووعوده. والسؤال هنا: لماذا لم تشهد فترة الأحتلال الأمريكي للعراق من الحكومات التي توالت على حكم العراق بدأ من مجلس الحكم مرورا بحكومة علاوي فالجعفري ثم المالكي (لدورتين) ووصولا الى حكومة (العبادي) الحالية، أي حركة بناء أوعمران وأعادة بناء البنى التحتية المتهالكة وتقديم الخدمات الأساسية للمواطن أو حتى التفكيربذلك؟! ولماذا أصطبغت غالبية الأحزاب السياسية والكثير من السياسيين فترة الأحتلال الثاني بشبهة وصبغة الفساد؟  أرى أن هذه الميزيتين تعتبران الأهم بالمقارنة بين الأحتلالين! ناهيك عن قضايا كثيرة أخرى. صحيح أن ظروف الأحتلال الثاني للعراق لها مببراتها وأسبابها الأقليمية والدولية، ولكننا لسنا بصدد المحتل هنا ولكن بصدد الحكومات التي حكمت العراق من بعد السقوط والتي عملت وكانت تحت سلطة وقرار الأحتلال الأمريكي المباشر!!. ونسأل هنا: هل الأمريكان على سبيل المثال، يعارضون الحكومة أن قامت بأعادة تبليط وأكساء الشوارع؟ وهل الأمريكان يعارضون الحكومة أذا أقدمت على بناء مستشفى أو فندق أو مدرسة أو جامعة أو مصنعا أو معملا أو قامت بحملة تنظيف حقيقية لرفع ملايين الأطنان من الأزبال والأوساخ التي تغطي وجه بغداد والعراق عامة؟! ولماذا يعلق كل هذا الخراب والدمار والفساد وعدم البناء وعدم أتخاذ أية قرار وطني ملموس لصالح الوطن والشعب  من قبل كل الحكومات منذ عام 2003 ولحد الآن  على شماعة الأمريكان؟؟ أقول معروف لدى الجميع أن الأحتلال يتسم بالخبث واللئم ولا تهمه ألا مصالحه في الأول والآخر كما ذكرنا ذلك آنفا ألا أن ذلك لا يمنع النخب السياسية التي حكمت العراق منذ عام 2003 بكل أحزابها على أختلاف  توجهاتها السياسية والفكرية والمذهبية والقومية، من تقديم الخدمات الضرورية والأنسانية وأعادة بناء الوطن وأعماره لو كانت تمتلك الأرادة الوطنية الحقيقية  الصادقة وحب الوطن؟!
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاء كرم الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/11/04



كتابة تعليق لموضوع : الوطنية في ظل الأحتلال؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net