صفحة الكاتب : عبدالله الجيزاني

حزب الدعوة الإسلامية.. غاية التغيير
عبدالله الجيزاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تحرص الشعوب والأمم على الحفاظ على ارثها وتاريخها، ليكون امتداد لمستقبلها، حيث تنهل منه الأجيال، وتخص بالاهتمام رجالها وأطرها التنظيمية، الذي تميزت على مر تاريخها، كي تكون نموذج وقدوة صالحة، تقتفي آثارها في أستمرارية الحياة.
مدرسة الإمام الحسين خرجت أجيال، صنعت ألحياة بأبهى صورها، وما تزال الشعوب الحية، التي تتلمس طريق الحرية من خلال الحسين، تتربع  على طريق  المجد والسمو والرفعة، لذا يحرص أتباع هذه المدرسة على إبقائها كما هي، وإبعادها والابتعاد بها عن التشويه والدس، كي لا تشوه صورتها الحقيقية. 
نحن في العراق كشعب حسيني، نبحث عن مصداق في حياتنا لهذه المدرسة، كإطار تنظيمي دون المرجعية الدينية، ليقود القاعدة الجماهيرية. 
نتذكر في سني أعمارنا الأول، كان حزب الدعوة الإسلامية يمثل لدينا الحلم والأمل، وكنا ننظر للدعاة نظرة الباحث عن الخلاص، ونضع كل آمالنا وطموحاتنا بأيديهم، نعيش الأمل بأن يوما ما سيأتي ليتولى الدعاة الحكم، ونتخلص من مرارة الظلم والتهميش، ونبني دولة عادلة تغير المعادلة الظالمة، التي وضعها المستعمر البريطاني لحكم العراق. 
كنا نضع الدعاة في مصاف العلماء، كيف لا ؟! ونحن نسمع ونقرأ أن مؤسس وقائد هذا الحزب هو الشهيد محمد باقر الصدر، بكل ما يحمله من زهد ومقاومة وصدق وعلمية، لذا عشنا حلم حكم الدعاة، حتى جاء التغيير، وعاد الدعاة إلى ارض الوطن، وشمرنا عن سواعدنا للوقوف خلفهم، لبدء مسيرة بناء دولتنا التي عاشت في ضمائرنا، دولتنا التي صبرنا لأجلها، ومنحناها اعز أيام العمر وأغلاها، وسقينا مسيرة تشكلها بدماء طاهرة. 
بدأت المسيرة لسنتين أو ثلاث، لتبدأ الصدمة، فالحقيقة قتلت الحلم، حين تولى السيد المالكي السلطة، فالدعاة تغيرت أشكالهم، والحكم أصبح غاية لا وسيلة، وتربع ألبعثي والانتهازي على صدور الشعب من جديد، لكن تحت اسم الدعوة ومباركتها، بحثنا بين هؤلاء عن الدعاة، فلم نجد لهم اثر يذكر، وظل من الدعوة الأسم لا غير. 
تحت حكم الدعوة رقصت مادلين طبر حتى الصباح في المنطقة الخضراء، وبليلة شهادة سيدة نساء العالمين.! 
في ظل حكم الدعوة أصبح الفساد والسرقة والكذب الحالة الطبيعية، وما عداه حلم بعيد المنال. 
تعالى الهمس وضجت الأصوات، عن مؤامرة تحاك ضد الدعوة وضد التشيع، كلام المرجعية أصبح لا يسمع، نداء أرواح الشهداء، أصبح نشاز في أسماع الحاكم، لذا أصبح التغيير لإنقاذ الدعوة، والتشيع والعراق ضرورة لا مناص منها، حيث توحدت جهود خيرة، تحدوا ركبها المرجعية العليا.
حصل التغيير الذي ننتظر منه أن يشمل كل شيء، وأوله قيادة الدعوة، والإتيان بشخص قادر على يعيد الدعوة، الذي عرفه الشارع العراقي وحلم بحكمه، وأبعاد من سخر كل شيء حتى دماء الشهداء، لغرض استمرار حكمه، لذا لم يميز بين الداعية وبين من قتل الدعاة، وحرث الأرض بحثا عنهم، وأصبح هو الداعية وخون واتهم الدعاة بوطنيتهم، ولو استمر حكم سيده، لتجاوز على تاريخ وأسم الدعوة علنا، وعلى رؤوس الأشهاد، لإرضاء غرور وطموحات الحاكم المتغطرس، الذي أقتفى أثر الطاغية المقبور،  وأستخدم نفس أدواته...

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبدالله الجيزاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/10/30



كتابة تعليق لموضوع : حزب الدعوة الإسلامية.. غاية التغيير
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net