أعتاد البعض من الناس على حرفة السرقة أو (الحرمنة ) في كسب مغانم يقتاتون بها على حياتهم المعاشية باعتبارها مثلا في البطولة والرجولة يتندرون بها في مجالسهم اليومية التي اعتادوا ارتيادها اكتسبوا بها نعتا (( زلمة ليل ))( واخو اخيته ) بالمفاهيم السائدة أنذاك فتراه مزهوا بها تُضفي عليه هالة من الغرور والكبرياء والغريب ان هناك قواعد والتزامات فرضها العرف تلزمه بعدم سرقة قريته وأقاربه واصدقائه لأن إقدامه على المحذور يُهدردمه ولاتُشيع جنازته ولا يُنصب له عزاء , بمرور الزمن وتعاظم الحاجة وغياب الضمير نُسفت هذه القواعد من الحرفة وتكونت مجاميع من المتنعمين بالسحت الحرام بطرق واساليب متنوعة أقبحها الوجه السياسي للبعض من الذين فرضتهم الظروف ودفعتهم الرياح بعد عام 2003 لسدة الحكم في العراق مكنتهم من الأستيلاء على امواله وسرقتها باساليب دنيئة موروثة ومتأصلة فيهم فراحوا يتمتعون بها كغنيمة سهلة مستخدمينها لمآربهم يغترفون منها بصلاحيات منصبهم الجديد وسطوتهم القانونية بمساعدة ضعاف النفوس من حلقاتهم المقربة والذين لم يتوانوا على نهبه والتصرف به بعيدا عن رقابة الضمير وحفظ الأمانة وقيم العدل فأصبح مباحا لمن هب ودب من الذين انحسرعنهم الحرص والنزاهة مع نفسه والاخرين مجندا ذاته ومعيته من دائرة السؤ المحيطة به للأستغلال والهيمنة على موارد البلد بدون وازع ضمير وقيم رجولة مصرين على سلوك السرقه نهارا جهارا والمتأصلة في ذاتهم المغموسة بعمق تربيتهم باعمال النهب المستمرة على حساب الوطن والمواطن وهم يتفاخرون بما أكتنزت جيوبهم وسجلت أرقام حساباتهم في البنوك وتفننوا بأقتناء ثمين المعادن من الذهب والفضة يزينون بها مكاتبهم ومعاصم وَجِيد خليلاتهم التي ان شاء الله( سَتكوى بها جباههم ) بلا خوف ولا وجل من فقير يتلوى جوعا ,ألا ان متاعهم قليل فيها قصيرا مدتها فهاهم يتساقطون كأوراق الخريف الصفراء واحدا بعد الآخر لا على الأرض هذه المره بل بظلمة الزنازين والسجون واجراءات التحقيق المذلة تحت طائلة القانون بعد ان فاحت نتانة فعلهم وخسيس جرمهم ودناءة نفوسهم فصدرت بحق البعض منهم أحكاما بما أقترفته أياديهم , ان الحال الذي وصلنا اليه بدد بارقة الأمل للأصلاح وتغيير اتجاه البوصلة نحو هاوية متوقعة لامحال تؤدي بالبلد لكارثة لاسامح الله , ألا ان اللطف آلالهي حبا البلد بشعب لديه القدرة على التحمل والصبر ومجابهة الظروف واستحضار القيم في ساعات العسرة وعند الشده فتستيقظ قيم الخير وتتوهج نور الوطنية هذه المرة من نافذة حرفة السطو الليلي وهم يمارسون فعلهم على بعض العوائل ليلا ليكتشفوا وجود مجموعة من العبوات وأساليب القتل ومخازن للأسلحة مخبأة بين طيات الأثاث و كتابات تمجد داعش ويطبعون اعلامها بغية عرضها في المدن المقدسة فنفضوا غبار أياديهم من فعلهم ليعودوا ادراجهم لأقرب مركز أمني معلنين توبتهم ناقلين مارأته أعينهم من ضروب الأذىوالدمارعثروا عليها بصدفة القدر وحسن الطالع ليرشدوهم اليها بعد ان أشتروا أنفسهم بآخرتهم وباعوا دنياهم بموقف مشرف رفعوا به هاماتهم ونزعوا جلباب ذنوبهم لتكون لهم علامة تميز يتباهون بها بين أقرانهم فشتان مابين البعض من اصحاب المناصب والوجاهة الذين لازالوا يمارسون السرقة عينك عينك ويغضوا البصر عن الموت والدمار المستمر على شعبهم .ندعوهم ان ينفضوا جلابيبهم من درن الخيانة ويكفوا ألسنة الأذى بحق بعضهم البعض ويتعلموا درسا تربويا ووطنيا أثبته اصحاب الحرفة ولكن ليس من حلقاتهم وتذكروا قوله تعالى ((ۚ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ ۚ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ))
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat