مشهدٌ مِنْ طف كربلاء (نداء الفرصةِ الأخيرة)
صالح المحنه
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صالح المحنه

كلمات يملئها الحزن والحسرة والألم وخيبة الأمل في إمّة تدعي أنها تعبد الله
وتؤمن برسوله ! وهي تفتك وتسفك دم نبيها ! يطلقها الإمام الحسين وهو يتوسط جثث ابناءه واخوته واصحابه في اللحظات الأخيرة من طف كربلاء...كلمات غاية في الأهمية التأريخية تكشف لنا جهل وغباء وحقد هذه الأمّة على كل مايمت للإستقامة والشرف والإنسانية بصلة..كلماتٌ تبيّن لنا أن القوم لازالوا يعانون من إضطراب نفسي ضاربٌ في عمق الجاهلية الأولى ..يحول بينهم وبين الأيمان الحقيقي برسالة محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
كلمات في منتهى الخطورة تضمّنها آخر خطابٍ لسيد الشهداء أبي عبد الله الحسين
عليه السلام .....وجههُ للأراذل الذين أطاعوا يزيداً وعصوا الله ورسوله
بعد أن شارفت المعركة على الإنتهاء ولم يبقَ إلا شخصه عليه السلام
وبعد أن يئس منهم وعلم أنهم قد صمّموا على قتله فجعلها حجّة عليهم.
..أخبرهم فيها عن مصيرمستقبلهم الأسود علّهم يتعضون ويتوبون الى الله... ولكنّهم
إزدادوا عناداً وتماديا وكفرا..! أرجو قراءة كلمات الحسين ع بدّقة وتفكّر
فأنّي أَعجزُ مِنْ أن أصفَ ثقل مضامينها...
لتعلموا كم كان الإمامُ صادقاً بقراءته لمصيرهم ومستقبلهم ومشفقاً عليهم ..؟
وكم كان إيمانه ويقينه ثابتا وراسخاً بصحة وعدالةِ مباديءِ نهضته ؟
وهل يجرأ غيره أن يتنبأ بالمستقبل ويعرّض نفسه لمخاطر التكذيب ويجازف بمصداقيته لو لم يكن إماماً معصوماً واثقاً بصدق رسالته؟؟؟
وأخيرا وبعد أن تقرأوا كلمات الحسين ستعلمون أن خطابه ليس لجيل الأولين فحسب إنما هو خطاب للأجيال ومانعيشه اليوم هو خير مصداقٍ لذلك .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat