ايها القاتل ركلتك واحدة
هناء احمد فارس
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
هناء احمد فارس

قفز لذاكرتي شكل حذائه العسكري وهو يسدده الى وجه انسان معتقل ،مكتوف الايدي لايملك شيئا من امره ، ذلك كان منظرا لعلي حسن المجيد او مايسمى علي الكيمياوي حين كان يمارس مرضه في تعذيب وضرب من شارك في انتفاضة العراق سنة 1991 من الشيعة في الوسط والجنوب ، قفزت تلك الصورة بكل تداعيتها المريرة قبل ايام الى الشاشة مما اضطرني ان افرك عيني ، واقول لنفسي هل عادت ايام رعب الخاكي من جديد ،ولكن حين تبصرت ادركت ان هذه الصور هي لازلام النظام السوري عند قمعهم لمتظاهرين في مدينة الدرعا ،هذه الصور واخواتها تحمل نفس مفردات الصور التي حملها لنا البريد الالكتروني لشرطة وقوات الامن في بلد البحرين نفس الوجوه المتوحشة التي نزعت منها الرحمة ونفس الركلات التي لاتعرف اتجاها او قوة محددة ، ان القمع الذي يمارس ضد هؤلاء الشباب المتظاهر هو من طبيعة متوحشة ممسوخة لا علاقة لها بالنفس البشرية ،فمتى كانت القسوة طابعا للانسان انه حينها يفقد كل سمات الانسانية ويتحول الى حيوان غاب بل ان حيوانات الغاب لاتمارس عنفها الا بدافع الجوع اي ان تكون بين خيار الموت جوعا او الصيد ، فما هو الخيار الذي يواجهه ذلك النظام الذي يقمع شعبه ولايسمح له ان يتظاهر بسلمية ، اليس من حق الجائع ان يحلم بسوق الرغيف كما يقول اخواننا المصريين ولان الحلم لايشبع المرء كان لابد ان يتظاهر المواطنون ليعلنوا صوتهم و يحاولوا ان يوصلوه الى ولاة امرهم ،فلماذا هذا القمع وتغييب الحريات وتكميم الافواه ، والاتهام بالخيانة حينا والتجسس حينا اخر وخدمة الاجنبي ، لو ان هؤلاء الحكام فتحوا قصورهم الرئاسية وقبلها قلوبهم لمواطنيهم ماحصل كل هذا ، فنحن في زمن لم تعد لقمة العيش ونيلها بتلك السهولة ولم تعد مقومات حياتنا تقتصر على( اللقمة والهدمة )كمايقولون،صارت متطلبات الحياة اصعب واكثر كلفة ومازال حكامنا العرب يتعاملون معنا بمبدا اعطيك القوت كي لاتموت ،وليست شعوبنا العربية باقل انسانية او قيمة من شعوب العالم الاخرى فهي جديرة بالحرية والتقدير والعيش الكريم وليست جديرة تلك الافواه الشريفة التي تعلي صوتها بكلمة الحق بركلة او ضربة فمتى يدرك حكام العرب وملوكهم حق تلك الشعوب في التظاهر السلمي .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat