صفحة الكاتب : علي وحيد العبودي

انت الملاك الطاهر
علي وحيد العبودي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 عندما اعطى المعلم نتائج الامتحان لتلامذته في الابتدائية اصر احدهم بان الدرجة الامتحانية التي منحت له لاتليق به ولايستحقها. فقال المعلم له لم اكن ظالماً حينما منحتك تسع درجات من اصل عشرة .. قال التلميذ لكنني يا استاذ استحق الدرجة كاملة فأجابه المعلم ان فقدانك لدرجة واحدة كان بسبب مادة الانشاء.
 لكن التلميذ بقي مصراً بان الدرجة التي كان يجب ان تعطى له هي عشرة على عشرة، فما كان من المعلم الا ان يفكر في طلب يعجز التلميذ عن تنفيذه مقابل ان يمنحه الدرجة الكاملة قائلاً : ساعطيك الدرجة مقابل ان تُحضر لي حفنه من تراب الجنة!!.
ذهب التلميذ الى بيته وهو يفكر كيف سيتمكن من تنفيذ طلب معلمه، حتى خطرت في باله فكرة، فاخذ قليلا من تراب حديقة البيت وطلب من امه ان تمشي عليه فما كان من الام الا ان تنفذ طلب ولدها العزيز.
 في اليوم التالي ذهب الى المدرسة وقال للمعلم احضرت لك يا استاذ تراباً من الجنة فضحك المعلم بصوت مرتفع قائلا: وهل يعقل انك استطعت احضاره من الجنة؟ فاجاب الطالب لقد احضرت لك ترابا مشت عليه امي اولم يقول النبي صل الله عليه وآله وسلم " الجنة تحت اقدام الامهات" فاعجب المعلم بذكاء التلميذ ومنحه الدرجة الكاملة.
هكذا هي المكانة الرفيعة التي شرف الله بها الام فوضع الجنة تحت اقدامها لما تقدمه من تضحية وتفاني من اجل بناء الاسرة، فهي التي ارضعت وسهرت وتعبت ليكون الابن والبنت في احسن حال وينالون افضل تعليم. الا تستحق منا الاهتمام وهي تعيش اواخر العمر.
اليوم في مجتمعاتنا نرى الكثير من الابناء من المقصرين تجاه امهاتهم متناسين كيف كانت هذه الام تشقى وتخاف من ان يصاب ابنها باي سوء.
اسمع كثيراً ان البعض من الناس ونتيجة للظروف العمل ووتيرة الحياة لا يعطي لنفسه وقتا لزيارة والدته، ورسم البسمة على محياها.. بل ان بعضهم ممن يعيش مع والدته لا يزورها حتى في غرفتها!!.
بالامس نظرت والدتي الي وقالت : ارى في محياك الحزن ووجهك يملأه التعب ، فتيقنت ان الانسان لايجد احداً يفهمه في هذا الكون مثلما تفهمه والدته.
واليوم اشعر بسعادة غامرة لاني سطرت هذه الكلمات التي لا توفي جزءاً يسراً مما قدمته لي امي .. فمنذ عام تقريبا وانا احاول ملياً ان اكتب كلمات تًليق بك ايتها الملاك الطاهر. 
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي وحيد العبودي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/10/17



كتابة تعليق لموضوع : انت الملاك الطاهر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net