صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

قلْ تفرّط ولا تقل تطرّف!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
التطرف ظاهرة أزلية أبدية مرافقة لجميع الظواهر الكونية , ولا تخلو حالة تحت الشمس من بعض التطرف بسلوكها.
 
والداعون للقضاء على التطرف يعرفون بأنهم يطاردون سرابا أو خيط دخان!!
 
التطرف موجود في البيت والمدرسة والشارع والأحزاب والأديان والفئات والتجمعات , ويظهر في العديد من الكتابات المنشورة في صحف الدنيا كافة.
 
فالتطرف مثل أي سلوك آخر يُرافق التفاعلات البشرية الجمعية , ولو درسنا سلوك أية مجموعة من الناس,  لوجدناه يتفق ومنحى الإنتشار الطبيعي , الذي يشير إلى أن النسبة الغالبة هي حول منتصف المنحنى , وأن للمنحنى أطراف , والنسب التي تكون فيها تسمى متطرفة , أي أنها تقع على  الأطراف بما يبدو منها ويتحقق في سلوكها.
 
فلو إخترنا بعشوائية حزبا أو تجمعا  , لتبين لنا أن هناك عدد من المتطرفين , لكن السائد هو إرادة الأكثرية التي تتقارب بدرجات متفاوتة , حتى ليقترب بعضها من التطرف بإتجاهيه السلبي والإيجابي.
 
وعليه فأن التخلص من التطرف أمر لا يتفق وبديهيات الأمور!!
 
 ترى لماذا يتم التطبيل لهذا الهدف المستحيل؟!
 
إن المشكلة ليست في التطرف , وإنما في الإستثمار بالتطرف , وضخه بقدرات وطاقات تؤهله لدفع منحنى الإنتشار الطبيعي إلى اليسار , مما يحقق إضطرابا وتعويقا لديناميكية إنسجام الحياة وتواصلها  , كمياه النهر المنسابة في مجرى التيار المتحقق في زمنها ومكانها.
 
وما يحصل في مجتمعاتنا دفع للوجود الإنساني الإجتماعي إلى اليسار , وتدمير لآليات المنحنى المتناسقة المتماسكة المُحافِظة على شكل الجرس أو التل.
 
وهذا معناه أنّ القِوى تريد تحقيق آليات التفريط , التي ستجعل الناس يُفرّطون بكل شيئ يمثلهم ويعبّر عن هويتهم , وبهذا التفريط يتم إنجاز المَحق الحضاري , الذي سيدفع البشر في هذه الأماكن للتنازل عن كل شيئ , والنجاة بأرواحهم وحسب.
 
ويبدو أن ما يتحقق هو تنفيذ دقيق ومحسوب بعناية , للوصول إلى أقصى درجات التفريط بالوطن واللغة والتأريخ والدين , فيتحول البشر إلى موجودات فارغة تتناهبها رياح العواصف الإحتلالية وتلهو بها كما تشاء.
 
وهكذا فأن عِقد الوجود العربي الإسلامي سينفرط , وستتناثر حبات هويتنا تحت رايات وذرائع محاربة التطرف , ولو أريد تحييد التطرف لتم الإستثمار في المُعدل العام , وتوفير أسباب الحياة الحرة الكريمة المعاصرة للأغلبية العظمى الساعية نحو الخير والمحبة والسلام , وهي تشكل نسبة (97.5) بالمئة من المجموع العام الذي يتم إهماله وتغيبه , وإختصاره بنسبة تقل عن (2.5) بالمئة , وهذا إعتداء سافر وتدمير للوجود الإنساني , وإستهداف فتاك لأعمدة الوجود الحضاري والبشري في المجتمع العربي والإسلامي.
 
فلماذا لا يتم تعزيز قدرات نسبة (97.5) من المجتمع , وتأهيلها للتعبير عن الحياة الحرة الكريمة , كما في البلدان المتقدمة , وأوطاننا فيها ما يكفي لبناء الحياة السعيدة لجميع أبنائها؟!
 
لماذا يتم إستثمار الثروات العربية الهائلة في تأهيل نسبة (2.5) من المجتمع لتدمير حياة ووجود نسبة (97.5) منه؟!!
 
هل لدينا جواب؟!
 
فتنبهوا واستفيقوا أيها العرب!!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/10/15



كتابة تعليق لموضوع : قلْ تفرّط ولا تقل تطرّف!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net