الحرية والديمقراطية وأنعكاساتها السلبية على أستقرار الوضع العام في العراق
علاء كرم الله
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لم ينعم العراقيون منذ قيام دولتهم بدفيء الحرية والديمقراطية وأحترام حقوقهم الأنسانية فكل الأنظمة التي توالت على حكمهم من ملكية وجمهورية أتسمت بروح الأستبداد والديكتاتورية وبالأخص العقود الثلاثة الأخيرة( من حكم حزب البعث) التي تم فيها تغييب وتهميش دور المواطن العراقي بشكل كامل فلم يكن هناك ألا قائدا واحدا والكل تهتف نعم نعم للقائد, وكان قول كلمة (لا) وطرح الرأي الآخر حتى وأن كان بسيطا يعني التغييب في السجون والتعذيب والموت!!. وأذا أردنا الغوص أكثر في عمق التاريخ لوجدنا أن العراقيين لم يعرفوا طعم الحرية والديمقراطية منذ أنتهاء الخلافة الراشدية! والى حد سقوط النظام السابق وبسبب ذلك فأنهم تعاملوا مع مفهوم الحرية والديمقراطية بشكل فوضوي غوغائي بعيد عن لغة التمدن والحضارة. أن المجتمع العراقي كان ولا يزال يعيش حالة من الصراع بين البداوة والحضارة وقد رجحت مع الأسف الشديد كفة البداوة أبان فترة النظام السابق عندما حكم الريف(قرية العوجة والعلم) المدينة!! واصبح الولاء للعشيرة أكبر من الولاء للوطن في سابقة شاذة لم يألفها العراقييون طوال فترة كل الحكومات السابقة. فالشعب العراقي لا يزال يعشق روح البداوة والفروسية والقوة والتسلط وتأليه الحاكم ولا يزال يتغزل بالشارب الثخين ويحلف به كأنه كتاب مقدس!! وغيرها من كلمات ومفاهيم عشائرية وبدوية متخلفة أوصلتنا الى الكارثة التي نحن فيها!. وبعد سقوط النظام السابق وأنهيار كافة مؤوسسات الدولة ومرافقها ودوائرها المدنية والعسكرية وما رافقه من انفلات أمني رهيب وأيقاظ فتنة الطائفية وأنتشار وباء الفساد الذي نخر كل شيء أمامه من بشر وحجر ولا زال يعصف بالبقية الباقية من أفراد ودوائر! أدى كل ذلك الى ضياع هيبة الدولة والقانون وظهور أزمة اللادولة في العراق! حيث بات هذا الشعور طاغيا لدى الغالبية العظمى من العراقيين ولا زال!! مما أدى الى ترسيخ وتقوية مفهوم العشيرة والمذهب والطائفة والقومية! وأطبقت القرية والريف (الجنوب العراقي) هذه المرة قبضتها تماما في حكم المدينة!! بشكل لم يألفه العراق منذ مئات السنين!! والذي ألقى بظلاله القاتمة والسلبية والمتخلفة على مجمل المشهد العراقي. أن أشاعة مفاهيم الحرية والديمقراطية وكيفية أحترام حقوق الأنسان ترتكز على الثقافة والوعي والادراك للفرد ولا أعتقد أن الغالبية من الشعب العراقي تمتلك مثل هذه الأدوات في الوقت الحاضر!. فالعراقيون بطبعهم ميالون الى الثورة والفوضى بسبب وبدون سبب! عندما يشعرون بضعف أجهزة الدولة وخاصة الرقابية والأمنية منها في التعامل معهم!؟. وما جرى على الساحة العراقية منذ سقوط النظام السابق ومايجري لحد الآن خير دليل على ذلك. فالرئيس المعدوم صدام حكم العراق طيلة 35 عاما بيد من حديد ومارس ضد الشعب كل أنواع الجور والظلم والأستبداد وجعل من العراقيين مشروعا دائما للموت!. ومع الأسف أن السنوات العشر التي مضت من بعد سقوط النظام السابق زادت من ضياع المواطن العراقي أكثر من ذي قبل خوفا وجورا وظلما وأستبدادا!؟ فأذا أردنا أن نبني مجتمعا متحضرا متقدما يرتكز على أسس الحرية والديمقراطية وأحترام حقوق الأنسان علينا أن نبدأ أولا بأعادة بناء الأنسان بناء صحيحا من كافة النواحي فما دام المواطن العراقي يعيش تحت ضغط وتراكمات وأفرازات العقود الظلامية السابقة وما تلتها من سنوات الضيم والقهر والضياع والتشرد فمن الطبيعي ستصاب تجربة بناء العراق الحر الديمقراطي الفدرالي التعددي الجديد بالفشل الأكيد وسنكون كالذي يلقي محاضرة جامعية في علم الفيزياء على تلميذ في الصف الأبتدائي!!؟. أن عملية فهم ونشر مبادىء الحرية والديمقراطية تحتاج الى تدريب وتثقيف وتوعية كاملة قد تستغرق وقتا طويلا لمجتمع مثل مجتمعنا تربى على مفاهيم القوة والعنف وحب السلطة وهيبتها مع كرههه كره العمى لكل ما يمت للنظام والقانون والنظافة والموسيقى والفن بكافة صوره وأشكاله وجمال الحياة بشكل عام!!!. فكل الحكومات التي قادت البلاد من بعد سقوط النظام السابق عاشت أمتحانا عسيرا وصعبا بين الرغبة في ترسيخ مفاهيم الحرية والديمقراطية وكيفية أحترام حقوق الأنسان وبين كيفية محاربة كل مظاهر الفساد والعنف في المشهد العراقي دون المساس وخدش هذه المفاهيم؟!!، لا سيما وان أعداء العراق الجديد في الداخل والخارج يتصيدون لأية حكومة حتى الزلة والخطأ البسيط لينهالوا عليها بالنقد والتجريح والتذكير بموضوعة حقوق الأنسان التي أستغلت أبشع أستغلال! لأنها صارت خير غطاء وساتر وملاذ لكل المجرمين والقتلة والخارجين عن القانون!!. العراق اليوم يعيش حالة من الأحتضار الحقيقي! بين أعادة أحتلاله من قبل أمريكا من جديد بحجة محاربة أرهاب (داعش) التي باتت تسيطر على غالبية مساحة المحافظات في (ديالى- الأنبار- صلاح الدين- أضافة الى الموصل/ التي أصبحت مركز الخلافة لما يسمى بدولة الخلافة الأسلامية)!! أوتقسيمه الى دويلات وأقاليم مذهبية وطائفية وقومية!! فالعراق أمام أكثر من مفترق طريق وعر سيؤدي به الى الهاوية! وأمام أكثر من خيار مر بطعم العلقم!!، فللحكومة والحالة هذه كل الحق في أن تعمل ما تراه مناسبا من أجراءات وأن تضرب بيد من حديد على أيدي المجرمين والفاسدين في سبيل أعادة الحياة والأستقرارللعراق. فالحرية والديمقراطية التي جاءتنا بشكلها المفاجيء أربكتنا كثيرا ولم نجن منها غير الفوضى والسلبية بسبب عدم أدراكنا لكيفية فهمها بشكلها الحضاري والأنساني ولأننا لم نهيء بعد الأرضية المناسبة والخصبة لنشر وترسيخ هذه المفاهيم.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
علاء كرم الله

لم ينعم العراقيون منذ قيام دولتهم بدفيء الحرية والديمقراطية وأحترام حقوقهم الأنسانية فكل الأنظمة التي توالت على حكمهم من ملكية وجمهورية أتسمت بروح الأستبداد والديكتاتورية وبالأخص العقود الثلاثة الأخيرة( من حكم حزب البعث) التي تم فيها تغييب وتهميش دور المواطن العراقي بشكل كامل فلم يكن هناك ألا قائدا واحدا والكل تهتف نعم نعم للقائد, وكان قول كلمة (لا) وطرح الرأي الآخر حتى وأن كان بسيطا يعني التغييب في السجون والتعذيب والموت!!. وأذا أردنا الغوص أكثر في عمق التاريخ لوجدنا أن العراقيين لم يعرفوا طعم الحرية والديمقراطية منذ أنتهاء الخلافة الراشدية! والى حد سقوط النظام السابق وبسبب ذلك فأنهم تعاملوا مع مفهوم الحرية والديمقراطية بشكل فوضوي غوغائي بعيد عن لغة التمدن والحضارة. أن المجتمع العراقي كان ولا يزال يعيش حالة من الصراع بين البداوة والحضارة وقد رجحت مع الأسف الشديد كفة البداوة أبان فترة النظام السابق عندما حكم الريف(قرية العوجة والعلم) المدينة!! واصبح الولاء للعشيرة أكبر من الولاء للوطن في سابقة شاذة لم يألفها العراقييون طوال فترة كل الحكومات السابقة. فالشعب العراقي لا يزال يعشق روح البداوة والفروسية والقوة والتسلط وتأليه الحاكم ولا يزال يتغزل بالشارب الثخين ويحلف به كأنه كتاب مقدس!! وغيرها من كلمات ومفاهيم عشائرية وبدوية متخلفة أوصلتنا الى الكارثة التي نحن فيها!. وبعد سقوط النظام السابق وأنهيار كافة مؤوسسات الدولة ومرافقها ودوائرها المدنية والعسكرية وما رافقه من انفلات أمني رهيب وأيقاظ فتنة الطائفية وأنتشار وباء الفساد الذي نخر كل شيء أمامه من بشر وحجر ولا زال يعصف بالبقية الباقية من أفراد ودوائر! أدى كل ذلك الى ضياع هيبة الدولة والقانون وظهور أزمة اللادولة في العراق! حيث بات هذا الشعور طاغيا لدى الغالبية العظمى من العراقيين ولا زال!! مما أدى الى ترسيخ وتقوية مفهوم العشيرة والمذهب والطائفة والقومية! وأطبقت القرية والريف (الجنوب العراقي) هذه المرة قبضتها تماما في حكم المدينة!! بشكل لم يألفه العراق منذ مئات السنين!! والذي ألقى بظلاله القاتمة والسلبية والمتخلفة على مجمل المشهد العراقي. أن أشاعة مفاهيم الحرية والديمقراطية وكيفية أحترام حقوق الأنسان ترتكز على الثقافة والوعي والادراك للفرد ولا أعتقد أن الغالبية من الشعب العراقي تمتلك مثل هذه الأدوات في الوقت الحاضر!. فالعراقيون بطبعهم ميالون الى الثورة والفوضى بسبب وبدون سبب! عندما يشعرون بضعف أجهزة الدولة وخاصة الرقابية والأمنية منها في التعامل معهم!؟. وما جرى على الساحة العراقية منذ سقوط النظام السابق ومايجري لحد الآن خير دليل على ذلك. فالرئيس المعدوم صدام حكم العراق طيلة 35 عاما بيد من حديد ومارس ضد الشعب كل أنواع الجور والظلم والأستبداد وجعل من العراقيين مشروعا دائما للموت!. ومع الأسف أن السنوات العشر التي مضت من بعد سقوط النظام السابق زادت من ضياع المواطن العراقي أكثر من ذي قبل خوفا وجورا وظلما وأستبدادا!؟ فأذا أردنا أن نبني مجتمعا متحضرا متقدما يرتكز على أسس الحرية والديمقراطية وأحترام حقوق الأنسان علينا أن نبدأ أولا بأعادة بناء الأنسان بناء صحيحا من كافة النواحي فما دام المواطن العراقي يعيش تحت ضغط وتراكمات وأفرازات العقود الظلامية السابقة وما تلتها من سنوات الضيم والقهر والضياع والتشرد فمن الطبيعي ستصاب تجربة بناء العراق الحر الديمقراطي الفدرالي التعددي الجديد بالفشل الأكيد وسنكون كالذي يلقي محاضرة جامعية في علم الفيزياء على تلميذ في الصف الأبتدائي!!؟. أن عملية فهم ونشر مبادىء الحرية والديمقراطية تحتاج الى تدريب وتثقيف وتوعية كاملة قد تستغرق وقتا طويلا لمجتمع مثل مجتمعنا تربى على مفاهيم القوة والعنف وحب السلطة وهيبتها مع كرههه كره العمى لكل ما يمت للنظام والقانون والنظافة والموسيقى والفن بكافة صوره وأشكاله وجمال الحياة بشكل عام!!!. فكل الحكومات التي قادت البلاد من بعد سقوط النظام السابق عاشت أمتحانا عسيرا وصعبا بين الرغبة في ترسيخ مفاهيم الحرية والديمقراطية وكيفية أحترام حقوق الأنسان وبين كيفية محاربة كل مظاهر الفساد والعنف في المشهد العراقي دون المساس وخدش هذه المفاهيم؟!!، لا سيما وان أعداء العراق الجديد في الداخل والخارج يتصيدون لأية حكومة حتى الزلة والخطأ البسيط لينهالوا عليها بالنقد والتجريح والتذكير بموضوعة حقوق الأنسان التي أستغلت أبشع أستغلال! لأنها صارت خير غطاء وساتر وملاذ لكل المجرمين والقتلة والخارجين عن القانون!!. العراق اليوم يعيش حالة من الأحتضار الحقيقي! بين أعادة أحتلاله من قبل أمريكا من جديد بحجة محاربة أرهاب (داعش) التي باتت تسيطر على غالبية مساحة المحافظات في (ديالى- الأنبار- صلاح الدين- أضافة الى الموصل/ التي أصبحت مركز الخلافة لما يسمى بدولة الخلافة الأسلامية)!! أوتقسيمه الى دويلات وأقاليم مذهبية وطائفية وقومية!! فالعراق أمام أكثر من مفترق طريق وعر سيؤدي به الى الهاوية! وأمام أكثر من خيار مر بطعم العلقم!!، فللحكومة والحالة هذه كل الحق في أن تعمل ما تراه مناسبا من أجراءات وأن تضرب بيد من حديد على أيدي المجرمين والفاسدين في سبيل أعادة الحياة والأستقرارللعراق. فالحرية والديمقراطية التي جاءتنا بشكلها المفاجيء أربكتنا كثيرا ولم نجن منها غير الفوضى والسلبية بسبب عدم أدراكنا لكيفية فهمها بشكلها الحضاري والأنساني ولأننا لم نهيء بعد الأرضية المناسبة والخصبة لنشر وترسيخ هذه المفاهيم.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat