مجتمعاتنا واليوم العالمي للصحة النفسية!!
د . صادق السامرائي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
اليوم العاشر من شهر تشرين أول يصادف اليوم العالمي للصحة النفسية , الذي بدأ عام 1992 لتذكير الإنسان بأهمية الصحة النفسية وضروراتها , لتحقيق السعادة البشرية على جميع المستويات.
فالعافية النفسية ضرورة إنسانية وإجتماعية , للوصول إلى سلامة السلوك النافع المساهم في تنمية الروح الإيجابية والعطاء البهيج.
وفي هذا اليوم تواجه مجتمعاتنا تحديات تسحق نفسها وتدمر آليات سلوكها , وتضعها في زوايا حادة ذات مختنقات وطاقات إنضغاطية عالية , تتسبب في غليانها وإنفجار ما فيها من الإرادات المحبوسة , المكبلة بأصفاد الأفكار القاتمة والأضاليل الدائمة , وعواصف البهتان الغبارية الجاثمة.
ومن أعتى التحديات التي تنشب مخالبها في عقل الأمة وضميرها ونفسها وروحها وعقلها , هو تحدي التعايش مع العِظام (من العَظُم) , فالأمة لا تزال لا تعرف كيف تصل إلى السلوك المنسجم مع عظامها , ورميم قبورها وما تختزنه الأجداث في مسيرتها الطويلة المتفاعلة بتأجج وإصطراع!!
وهذا العجز الذي تواصل مع الأجيال أقحم المجتمعات في متاهات عزلتها عن مكانها وزمانها , وحوّلها إلى موجودات خارج عصرها , وكأنها تعيش في هلاوسها وأوهامها , وتصوراتها التي تمليها عليها آليات تفكير الإنقطاع عن الواقع , الذي إنفصلت عنه تماما , وإنحشرت في ظلمات الرميم.
فالمجتمع يسكب ما فيه على صفحات الأيام , وهو عبارة عن كلام وفعل عِظام!!
وتبدو هذه العاهة كالفصام الذي نريد التعايش معه في اليوم العالمي للصحة النفسية , وقد تنطبق آليات التعايش مع الفصام على آليات التعايش مع العِظام , فعلينا ان نوظّف آليات وخبرات ومهارات التعايش مع الفصام , لكي نحقق التعايش مع العظام التي أهلكتنا!!
والتحدي الآخر الخطير الذي يزيد المعاناة قسوة , هو التطورات العنيفة الصاخبة السائدة في مجتمعاتنا , والتي تؤدي إلى أفظع الشدائد النفسية والإنحرافات السلوكية والعاهات الإنفعالية الضارة بالحياة والممزقة للذات , والمحققة لمدارك ذات إنعكاسات شرسة على الواقع المُعاش.
فما يجري في مجتمعاتنا يساهم في بناء النفوس ذات التفاعلات السالبة , والتواصلات المدججة بنوازع أمّارة السوء , التي إنفلتت وتوحشت وأحالت الأيام إلى جحيمات أسى وداهيات أليم.
وبضعف الخدمات النفسية وإغفال أهميتها ودورها , ستتراكم الحالات القاسية وتتعقد وتتوالد , مما ينذر بمستقبل زاخر بالمعوقات السلوكية اللازمة لتدمير صناعة الغد الأفضل.
وفي اليوم العالمي للصحة النفسية علينا أن نصحو نفسيا , ونستيقظ من رقدة العدم , ونتعلم بأن الصحة النفسية وسلامة السلوك لبناء المستقبل الزاهر , يدعوانا لكي نكون عصبة واحدة معتصمة بوطنها وقيمها ومعايير مسيرتها الحضارية السامية , وأن نتخلى عن الضلالات والتفاعلات البهتانية , التي تدفعنا للتناحر وتدمير بعضنا البعض نفسيا وحتى عقليا , مما ينجم عن ذلك سلوك مشين , ومخيّب لجوهر حقيقة ما فينا من صدق الإنتماء , والمحبة والألفة والتفاعل الإنساني الطيب الرحيم.
ولا يمكننا التعافي نفسيا وبناء مجتمع عزيز إلا بالتآزر , وعدم النظر بعين السوء والريبة والبغضاء , وأن نبدي محاسننا وفضائلنا وننميها ونستثمر فيها , بدلا من السقوط ضحايا وأسرى في معتقلات الرذيلة النكراء.
فالعافية النفسية أن نعيش معا , ونتفاعل بإيجابية ومحبة وألفة وأخوة ورحمة وتعاون وتكافل , ونسعى لبناء المجتمع السعيد بنا جميعا!!
فالمحبة الوطنية الإنسانية بَلسم النفوس والأرواح والقلوب , "فليحب بعضكم بعضا"!!
فالمحبة نور والبغضاء نار!!
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
د . صادق السامرائي

اليوم العاشر من شهر تشرين أول يصادف اليوم العالمي للصحة النفسية , الذي بدأ عام 1992 لتذكير الإنسان بأهمية الصحة النفسية وضروراتها , لتحقيق السعادة البشرية على جميع المستويات.
فالعافية النفسية ضرورة إنسانية وإجتماعية , للوصول إلى سلامة السلوك النافع المساهم في تنمية الروح الإيجابية والعطاء البهيج.
وفي هذا اليوم تواجه مجتمعاتنا تحديات تسحق نفسها وتدمر آليات سلوكها , وتضعها في زوايا حادة ذات مختنقات وطاقات إنضغاطية عالية , تتسبب في غليانها وإنفجار ما فيها من الإرادات المحبوسة , المكبلة بأصفاد الأفكار القاتمة والأضاليل الدائمة , وعواصف البهتان الغبارية الجاثمة.
ومن أعتى التحديات التي تنشب مخالبها في عقل الأمة وضميرها ونفسها وروحها وعقلها , هو تحدي التعايش مع العِظام (من العَظُم) , فالأمة لا تزال لا تعرف كيف تصل إلى السلوك المنسجم مع عظامها , ورميم قبورها وما تختزنه الأجداث في مسيرتها الطويلة المتفاعلة بتأجج وإصطراع!!
وهذا العجز الذي تواصل مع الأجيال أقحم المجتمعات في متاهات عزلتها عن مكانها وزمانها , وحوّلها إلى موجودات خارج عصرها , وكأنها تعيش في هلاوسها وأوهامها , وتصوراتها التي تمليها عليها آليات تفكير الإنقطاع عن الواقع , الذي إنفصلت عنه تماما , وإنحشرت في ظلمات الرميم.
فالمجتمع يسكب ما فيه على صفحات الأيام , وهو عبارة عن كلام وفعل عِظام!!
وتبدو هذه العاهة كالفصام الذي نريد التعايش معه في اليوم العالمي للصحة النفسية , وقد تنطبق آليات التعايش مع الفصام على آليات التعايش مع العِظام , فعلينا ان نوظّف آليات وخبرات ومهارات التعايش مع الفصام , لكي نحقق التعايش مع العظام التي أهلكتنا!!
والتحدي الآخر الخطير الذي يزيد المعاناة قسوة , هو التطورات العنيفة الصاخبة السائدة في مجتمعاتنا , والتي تؤدي إلى أفظع الشدائد النفسية والإنحرافات السلوكية والعاهات الإنفعالية الضارة بالحياة والممزقة للذات , والمحققة لمدارك ذات إنعكاسات شرسة على الواقع المُعاش.
فما يجري في مجتمعاتنا يساهم في بناء النفوس ذات التفاعلات السالبة , والتواصلات المدججة بنوازع أمّارة السوء , التي إنفلتت وتوحشت وأحالت الأيام إلى جحيمات أسى وداهيات أليم.
وبضعف الخدمات النفسية وإغفال أهميتها ودورها , ستتراكم الحالات القاسية وتتعقد وتتوالد , مما ينذر بمستقبل زاخر بالمعوقات السلوكية اللازمة لتدمير صناعة الغد الأفضل.
وفي اليوم العالمي للصحة النفسية علينا أن نصحو نفسيا , ونستيقظ من رقدة العدم , ونتعلم بأن الصحة النفسية وسلامة السلوك لبناء المستقبل الزاهر , يدعوانا لكي نكون عصبة واحدة معتصمة بوطنها وقيمها ومعايير مسيرتها الحضارية السامية , وأن نتخلى عن الضلالات والتفاعلات البهتانية , التي تدفعنا للتناحر وتدمير بعضنا البعض نفسيا وحتى عقليا , مما ينجم عن ذلك سلوك مشين , ومخيّب لجوهر حقيقة ما فينا من صدق الإنتماء , والمحبة والألفة والتفاعل الإنساني الطيب الرحيم.
ولا يمكننا التعافي نفسيا وبناء مجتمع عزيز إلا بالتآزر , وعدم النظر بعين السوء والريبة والبغضاء , وأن نبدي محاسننا وفضائلنا وننميها ونستثمر فيها , بدلا من السقوط ضحايا وأسرى في معتقلات الرذيلة النكراء.
فالعافية النفسية أن نعيش معا , ونتفاعل بإيجابية ومحبة وألفة وأخوة ورحمة وتعاون وتكافل , ونسعى لبناء المجتمع السعيد بنا جميعا!!
فالمحبة الوطنية الإنسانية بَلسم النفوس والأرواح والقلوب , "فليحب بعضكم بعضا"!!
فالمحبة نور والبغضاء نار!!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat