صفحة الكاتب : مهدي المولى

اردوغان واحلام الخلافة العثمانية
مهدي المولى

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 
المعروف ان تركيا دولة علمانية لا علاقة لها بالاسلام ولا الاسلام له علاقة بها وكانت علاقاتها متوازنة مع الدول المجاورة فلها علاقات وطيدة مع اسرئيل مع العراق مع سوريا مع السعودية مع مصر مع ايران رغم الاختلافات بين هذه الدول
مثلا كانت علاقاتها  السياسية والاقتصادية والتجارية  وطيدة بشكل لا فت للنظر مع سوريا  ومع اسرائيل رغم التوترات بين سوريا واسرائيل
 واستمرت هذه العلاقات الوطيدة بين سوريا وتركيا فترة زمنية حتى بعد وصول اردوغان الى الحكم
لكن   ال سعود شاهدوا هذه السياسة التركية تشكل خطرا على حكم ال سعود لهذا حاولوا التقرب من اردوغان كما تقربوا من صدام وبالتالي حرقوا صدام وحرقوا الشعب العراقي ووعدوا اردوغان باعادة خلافة ال عثمان ومبايعة اردوغان بالخلافة لا حبا به وانما خوفا منه لا يدري هذا الاحمق ا ن ال سعود هدفهم هو حرقه وحرق تركيا وفعلا صدق اردوغان هذه اللعبة القذرة   وطلبوا منه ان يبدأ باللعبة وهم يدعمونه ماليا واعلاميا ويمدوه بالكلاب الوهابية داعش والقاعدة  وهي تقسيم  سوريا ثم العراق الى مشيخات على غرار مشيخات الجزيرة والخليج
عند ذلك انقلب اردوغان رأسا على عقب
حيث فتح ابواب تركيا لكل المرتزقة لكل الكلاب الوهابية من كل انحاء العالم وجعل من تركيا مركز تجمع لهؤلاء المرتزقة الكلاب ونقطة انطلاق الى سوريا لذبح الشعب السوري وسبي نسائه ونهب امواله وتدمير سوريا ثم بدأ بالعراق  كما بدأ في لبنان وحتى مصر ودول عربية اخرى
ولو دققنا في الامر لاتضح لنا  ان ما يقوم به اردوغان يصب في مصلحة اسرائيل   ومن اجل تنفيذ مخططات اسرائيل  ورغباتها التي تعجز اسرائيل عن تحقيقها
مثلا انه اثار الفتنة الطائفية والحرب الاهلية بين العرب انفسهم  وانشغل العرب فيما بينهم  حتى اصبح القادة الاسرائيلين احدهم يحذر الاخر دع العرب احدهم يأكل الاخر انها الوسيلة الوحيدة للقضاء على العرب ومن ثم انقراضهم وزوالهم من الارض لهذا  نرى اسرائيل فرحة مسرورة بما يقوم به اردوغان وال سعود وكلابهم الوهابية في المنطقة من عنف وفساد وارهاب  كما نرى القيادة الاسرائيلية تتظاهر بتجاهل ما يحدث  وكأن الامر لا يهمها لهذا نرى القيادة الاسرائيلية بعضهم ينبه بعض ويقول له اياك والتدخل في شؤون العرب فتدخلكم مهما كان يؤدي الى وحدتهم والتوجه لمقاتلتنا لهذا عليكم تقديم الشكر لاردوغان وخادمنا شيخ ال سعود
فهناك تعاون كبير بين المخابرات الاسرائيلية والتركية بشكل سري لادارة وقيادة المجموعات الارهابية الوهابية داعش القاعدة سواء في احتلال محافظات في سوريا او احتلال نينوى كركوك  صلاح الدين الانبار في العراق
المعروف ان هناك خلاف بين ال سعود وبين اردوغان الا انهما متفقان ومتعاونان حول ذبح الشعبين السوري والعراقي والاطاحة بالحكم الشيعي في العراقي والحكم العلوي في سوريا اي الوقوف بوجه ما يسمونه المد الشيعي في المنطقة 
وهذا يعني اذا اختلفا واذا اتفقا ففي كلتا الحالتين يصبان في مصلحة اسرائيل وبالضد من مصلحة الشعوب العربية
فالاتفاق على ذبح شعبي سوريا والعراق وعلى تدمير سوريا والعراق في خدمة الاهداف الصهيونية والدفاع عن اسرائيل اما اختلافهما في مصر  لا شك انه يخدم المخططات الصهيونية فال سعود مع الحكومة واردوغان مع الاخوان  وهذا يؤدي الى عدم الاستقرار وبالتالي تؤدي الى الفوضى الى الحرب الاهلية
لا شك ان تحقيق حلم اردوغان بجلوسه على كرسي الخلافة العثمانية يتطلب منه تقسيم سوريا والعراق الى ولايات عشائرية وفرض الفكر الوهابي السلفي
القضاء على تطلعات  الكرد وخاصة في سوريا وتركيا لان الكرد في هذين البلدين في طليعة الشعبين الذين يدعون الى الديمقراطية والتعددية وبناء الدولة الديمقراطية التعددية فانه استند الى المجموعات الوهابية  داعش القاعدة كلاب صدام في تقسيم سوريا و العراق كما انه اعتمد على البرزاني في القضاء على تطلعات الكرد في سوريا وتركيا رغم انه لا يمثل الكرد في العراق
الغريب ان اردوغان اعلن انه سينضم الى التحالف الدولي في حربه ضد المجموعات الارهابية الوهابية داعش والقاعدة لكن اردوغان له خطة وهدف والمجتمع الدولي له خطة وهدف
فالمجتمع الدولي يستهدف من حربه القضاء على داعش الوهابية واردوغان يستهدف القضاء على نظام بشار الاسد وهذا يعني ان اردوغان سيدعم داعش
كما ان اردوغان يطالب بخلق منطقة عازلة داخل الاراضي العراقية والسورية لحماية مجموعات داعش وعوائلهم والدفاع عنهم في حالة عدم الاطاحة بالنظام الشيعي  في العراق والنظام العلوي في سوريا كما يطلقون عليها في الوقت نفسه هذا المطلب مرفوض من قبل التحالف الدولي كما انه مرفوض من قبل الشعبين العراقي والسوري
اردوغان يرى في الحركة الكردية الديمقراطية خطرا كبيرا على احلامه لهذا فانه يرى فيها اكثر خطرا من داعش لهذا منع الكرد من الدخول الى عين العرب من اجل انقاذ ابنائها الذين يتعرضون للابادة
لهذا نرى اردوغان يحاول ان يراوغ ويحتال في بعض الاحيان وفي بعض الاحيان يبتز التحالف الدولي الشعبين السوري والعراقي وفرض مطالبه الغير شرعية
لا شك ان اردوغان وصل الى قناعة تامة فانه
اما ان يحقق حلمه في الخلافة العثمانية
او يزول ويتلاشى الى الابد
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهدي المولى
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/10/09



كتابة تعليق لموضوع : اردوغان واحلام الخلافة العثمانية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net