السيد أحمد النجفي: قول في قبالة قول آل محمد ( 2 )
مرتضى شرف الدين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مرتضى شرف الدين

القرآن الكريم كتاب هداية للمتقين، يسره الله للذكر ،لكنه في مكان عالٍ في كتاب مكنون، لا يمسه إلا المطهرون. ولا يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم. وما الراسخون في العلم إلا آل محمد. فلا يمكن لأحد أن يدّعي النفوذ من ظاهره الأنيق إلى باطنه العميق إلا بحبل منهم روحي فداهم. لكن للنجفي كلام آخر: فهو يستخرج ويستنبط وينظّر ويخالف صريح الروايات بل ويتّهم مضامين الأخبار باليهودية. يقول في كتاب صوم الوصال(ص٢٠/٢١): هنا نشير إلى لطيفة وهي أنه عندما يُذكَر اسم علي عليه السلام لا يُذكَر اسم أبيه عليه السلام إلا بعنوان الكنية فنقول: ( علي بن أبي طالب) ولا نقول : علي بن عمران عليه السلام؛ والوجه في ذلك أن عمران عليه السلام أبا علي عليه السلام كان عظيماً فقد كان صلوات الله عليه غيب عالم الوجود وكان أمره مكنوناً، وهو مكنون حتى يومنا هذا، وشأنه غير معلوم حتى بين الشيعة المنسوبين إلى علي بن أبي طالب عليه السلام، وقد عمل المخالفون على هذا الأمر، وأقل ما فعلوه هو أنّهم حرّفوا اسم سورة في القرآن كانت باسمه صلوات الله عليه وأضافوا عليها لفظة (آل) وهي سورة (آل عمران)؛ وإلا فإن التسمية الحقيقية لهذه السورة كانت سورة (عمران)، ولكنهم لعنة الله عليهم بغضاً لعلي عليه السلام حرّفوا اسم هذه السورة وجعلوها مرتبطة باليهود حتى يكسروا شوكة أمير المؤمنين عليه السلام ويقوّوا شوكة اليهود الذين كانوا وراء هذه التسمية، فجعلوا هذه السورة منسوبة إلى آل موسى النبي عليه السلام. هل تظنّون أن اليهود هم في فلسطين فقط؟ لا، بل هم متغلغلون في العالم الإسلامي وهم مَن حرّف كثيراً من الحقائق عبر هؤلاء المخالفين؛ فنسل اليهود سارٍ في كثير من المسلمين. فما نريد أن نقوله أن سورة آل عمران مرتبطة بأبي طالب عليه السلام؛ وكل آية في القرآن هي آية من آيات محمد وآل محمد صلوات الله عليهم. ➖➖➖➖➖➖➖➖➖ وقفة وتأمل تمسك المدعي باسم عمران وألقاه كاسم للمولى أبي طالب عليه السلام إلقاء المسلّمات. مع أن غالب الروايات الشريفة ونقولات المؤرخين تشير إلى أن اسمه عبد مناف على اسم جد أبيه عليهم السلام. فقد روى السيد فخار بن معد الموسوي في كتابه الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب ص ٢٤ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: كان والله أبو طالب عبد مناف بن عبد المطلب مؤمنا مسلما يكتم إيمانه مخافة على بني هاشم أن تنابذها قريش. وروى الطبري الإمامي في دلائل الإمامة ص ٥٧ عن إمامنا الصادق عليه السلام في حديث تسمية جبرئيل لعلي عليه السلام في حياة النبي بأمير المؤمنين: فلما أراد الله (عز وجل) أن يبين لنا فضلهم ويعرفنا منزلتهم ويوجب علينا حقهم أخذ ذلك النور وقسمه قسمين: جعل قسما في عبد الله بن عبد المطلب فكان منه محمد سيد النبيين وخاتم المرسلين وجعل فيه النبوة، وجعل القسم الثاني في عبد مناف وهو أبو طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف. فكان منه علي أمير المؤمنين وسيد الوصيين، وجعله رسول الله (صلى الله عليه وآله) وليه ووصيه وخليفته، وزوج ابنته، وقاضي دينه، وكاشف كربته، ومنجز وعده، وناصر دينه. روى ابن شهراشوب في المناقب ج١ص ٣٤ شعر عبد المطلب الذي أوصى به أبا طالب عليهما السلام بالنبي صلى الله عليه وآله: أوصيك يا عبد مناف بعدي * بموحد بعد أبيه فردّ وقال: وصيت من كنيته بطالب * عبد مناف وهو ذو تجارب يا بن الحبيب أكرم الأقارب * بابن الذي قد غاب غير آيب. مع كل هذا نراه تمسك باسم عمران وألقاه إلقاء المسلّمات مع وجود الإسم الأشهر رواية وتداولاً بين أهل الحق. ادّعى أن الإمام علي عليه السلام يُنسَب إلى كنية أبيه لا إلى اسمه لأن أباه عظيم ومكنون الأمر وغيب عالم الوجود وغير معلوم الشأن. فهل الأئمة وهم سادة الوجود وحجج المعبود أقل عظمة أو أنهم ليسوا غيب عالم الوجود أم أن أمرهم مُدرَك وشأنهم معلوم للناس حتى نقول: علي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد. ولا نقول: علي بن أبي عبد الله ومحمد بن أبي الحسن وجعفر بن أبي جعفر. آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ . وهنا الطامة الكبرى ، حيث اعتبر السورة الثالثة في ترتيب المصحف هي سورة عمران وباسم أبي طالب وأن المخالفين بأمر اليهود دسوا عبارة ( آل ) لتصبح عنهم وليقووا شوكتهم ويضعفوا شوكة أمير المؤمنين عليه السلام. وهنا ملاحظات: 📌 العجيب أنه مع اعترافه أن آل عمران هم آل موسى فإنه اعتبر في البداية أن ذكرهم هو ذكر لليهود. وهل موسى على نبينا وآله وعليه السلام من اليهود في شيء؟! 📌 إذا كان في تسمية سورة باسم آل عمران تقوية لشوكة اليهود، ففي تسمية سورة باسم بني إسرائيل مزيد تقوية. فقد روى ثقة الإسلام الكليني في الكافي الشريف ج٢ ص٣٠ باسناده عن أبي جعفر الباقر عليه السلام في حديث طويل: وتصديق ذلك أن الله عز وجل أنزل عليه في سورة بني إسرائيل بمكة " وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا - إلى قوله تعالى - إنه كان بعباده خبيرا بصيرا " . وروى الشيخ الصدوق في ثواب الأعمال ص١٠٧ عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما من عبد قرأ سورة بني إسرائيل في كل ليلة جمعة لم يمت حتى يدرك القائم عليه السلام ويكون من أصحابه. إلى غيرها من الروايات. فهل الإمامين الصادقين عليهما السلام في تسميتهما لسورة الإسراء باسم بني إسرائيل كانا يقويان شوكة اليهود 📌 عندما نرجع إلى روايات أهل البيت عليهم السلام نجدها كلها تسمي السورة الثالثة في المصحف بسورة آل عمران، ولا نجد رواية واحدة تشير إلى المعنى الذي اخترعه النجفي. نذكر منها ما رواه الشيخ الحويزي في تفسير نور الثقلين ج١ص٣٠٩ عن إمامنا الصادق عليه السلام : " من قرأ البقرة وآل عمران جاء يوم القيامة يظلانه على رأسه مثل الغمامتين ". فالإمام الصادق عليه السلام بنظر النجفي هو أحد المخالفين الذين يسعون لإضعاف شوكة أمير المؤمنين عليه السلام وتقوية شوكة اليهود، بل هو في نظره من اليهود. وخير شاهد في المقام يجسّد لنا واقع الحال ما رواه الشيخ الصدوق في علل الشرائع عن إمامنا الصادق عليه السلام أنه قال في حديث طويل : غير أنّ جيلاً من هذا الخلق الذي ترون رغبوا عن علم أهل بيوتات أنبيائهم وأخذوا من حيث لم يؤمروا بأخذه فصاروا إلى ما قد ترون من الضلال والجهل بالعلم.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat