اخذت احداث الموصل وما تلاها من سقوط بعض المناطق ومنها مركز تكريت والاقضية والنواحي المحيطة بها مجالاً واسعاً من الاهتمام حيث كانت ولا زالت لها وقع مؤثر على الصعيد المحلي والاقليمي وانشغال الدولة بكل طاقاتها ومكوناتها في اعادة السيطرة على المناطق التي سقطت بيد ما يسمى داعش او بتعبير ادق بيد \"البعث\" والمجاميع الملتفة حوله والطامعين للرجوع للزمن الغابر..
اقل ما يقال على هذه الاحداث بانها \"مؤامرة\" ليس السياسيين القائمين على الموصل ومنها من يمثلها برلمانيا هم وحدهم من يتحمل المسؤولية بل شعب الموصل ايضاً والذي يشكل نسبة 80 % منهم من البعثية وضباط جهاز الامن الخاص والحرس الخاص والحرس الجمهوري والاستخبارات العسكرية، ولا يمكن ان نستثني تكريت التي لا زالت تعقد فيها الاجتماعات البعثية ويردد القسم وكأن التغيير لم يحدث ولم تسقط القيادة البعثية بعد، وهذا ما يفسر انعقاد مؤتمر عمان للبعث وبعض القيادات التي تسمي نفسها بالجهادية التي شاركت في اسقاط الموصل وتكريت لترتيب الاوراق وقضم اكبر عدد من المدن في يد قبضتها.. لا بل لتغيير خارطة العملية السياسية بأكملها، والاعتراف بداعش كقوة مساندة لاهل السنة والجماعة، وهذا ما يفسر ايضاً تمثيل داعش في المؤتمر.
ان هذا السيناريو لم يخفى على احد وخاصة بعد قيام القيادات البعثية وبعض الفصائل السنية المتشددة بأكذوبة ساحات الاعتصام والمطالب المشروعة والمحافظات المنتفضة والاعلان بشكل سري وعلني عن اقامة الاقليم السني وتسمية الجيش العراقي بجيش \"الرافضة\" او \"جيش المالكي\" والاعداد لتخليص العراق من القيادة الصفوية حسب تعبيرهم.
كل ما مر لم يكن من جديد واحداث الموصل وما تلاها ليس سوى تعبير صريح لرفض اي عملية ديمقراطية لا بل اكثر من ذلك لكونهم يرفضون حتى الوجود الشيعي على ارض العراق ودليل ذلك الحقد والغل في قتل ابنائنا من منتسبي الاجهزة الامنية وبأعداد كبيرة وبدم بارد على يد عصابات البعث الكافر.
اما الجديد في هذا السيناريو والذي يحمل حلقة متكاملة من اوجه المؤامرة هو احتلال كركوك والاعداد لاعلان الدولة الكردية او بمصطلح ادق للذهاب الى تأسيس \"الولايات الكردية المتحدة\" بأعتبار ان الكرد ليسو في العراق فقط.
والحال الكردي لا يختلف عن الذي قتل ابناءنا في الموصل وتكريت، فأنهم باتوا قاب قوسين او ادنى من اعلان الدولة الكردية، وسرقة نفط الشمال بأكمله ماهو الا وجه من وجوه المؤامرة وبمباركة اسرائيلية، وهنا يجب التعرج على الموقف الامريكي الحرج من الموقف ككل، فأمريكا عارضت قيام الدولة الكردية بشكل خجول لان المشروع ليس كردياً بحتاً بل هو (كردي - اسرائيلي)، من جانب اخر عارضت داعش وبشكل خجول ايضا في الموصل لانه مشروع (تركي - سعودي) وبنفس الوقت فانه مشروع اسرائيلي كبير لاشغال العرب عن الدولة العبرية الاستفراد بالفلسطينيين.
ما يميز هذه الاحداث في العراق هو فرز من يراهن على التقسيم ويسعى له ومن يريد لم الشمل ويسعى له، ولا يمكن ان ننسى الدور الايراني والروسي والكويتي والمصري المشرف ودول اخرى حيث اعلنت رفض التقسيم وتقديم اقصى درجات المساعدة لمحاربة داعش والبعث. وايصال رسالة ان الشعب العراقي ليس وحده.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat