صفحة الكاتب : إيزابيل بنيامين ماما اشوري

أنا والأب مارد يعقوب متى. حوار حول تسمية مسيحي!
إيزابيل بنيامين ماما اشوري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قال لي لم تفضلين ان يُقال لك (آشورية) ولا يُقال لك (مسيحية).وتُقدمين نفسك على أنك كلدو آشورية.
قلت له : وكيف عرفت ذلك ؟
قال : سمعتهم في الكنيسة يُنادونك : سيّدة آشوري . وتوقيعك : إيزاشوري ، واسمك إيزابيل بنيامين آشوري فهل انت ترفضين يسوع المسيح الذي ضحى من اجل خطايانا؟
قلت له : ان سؤالك من الاساس خطأ ولا معنى له ، لأننا لم نسمع على طول التاريخ احد يُنادي احد يا مسيحي أو يُسمي نفسه مسيح ، وكأن الجميع يعلم ان هذه سُبّة وشتيمة فتواطئوا على عدم النداء بها، ولكن إنما يكتبها الشخص بقصد الفرز عن باقي الامم المحيطة به وعلامة دينية من دون أن يعرف مصدرها او معناها.
انتفض وغضب ، ثم قال : كيف تكون شتيمة ومسبّة ؟
قلت له : لأنك لو ناديت شخصا : يا يهودي ، فهذا يعني يا تائب (1)، ولو ناديت يا مسلم ، فهذا يعني الاستسلام للرب والعبودية له . ولكنك لو ناديت : يا مسيحي ، فإنك بهذا توجه شتيمة قاسية لمن يعتنق ديانة يسوع بن مريم ؟
قال أين ذلك ؟ قلت له : في كل مكان . في الاناجيل الحالية وفي تفاسيرها حيث اجمعت أن هذا الاسم هو مسبة وشتيمة واهانة.
اما في الانجيل فنرى ذلك واضحا في سفر أعمال الرسل 11: 26 حيث يقول بأن هذا الإسم أطلق على اتباع يسوع بعد رحيله بسنوات طويلة : (( ودُعي التلاميذ مسيحيين في أنطاكية أولا)). ثم تعال معي لنذهب لأشهر التفاسير المسحيية لنقرأ ماذا يقولون حول هذه التسمية ؟
هل تقبل برأي قاموس الكتاب المقدس من دائرة المعارف الكتابية المسيحية ؟ قال نعم مصدر موثوق ولكن ماذا يقول فيه ؟
قلت له تحت عنوان : (شرح كلمة مسيحي) تقول دائرة المعارف : دعي المؤمنون مسيحيين أول مرة في أنطاكية سنة 43 ميلادية اي بعد رحيل يسوع تقريبا بخمسين سنة والذي اطلق عليهم هذا الاسم هم الناس. وكان ذلك في الأول شتيمة وقد اكد ذلك المؤرخ تاسيتس المعاصر للمسيحيين الاوائل حيث قال : (أن تابعي المسيح كانوا أناساً سفلة عاميين ، وكان يُعتبر اسم مسيحي عيبا كبيرا).
ثم قلت له : وقد أكد بطرس ذلك حيث اعتبر ان اسم المسيح نوع من الاهانة يُعير به كل من ينتمي ليسوع فقال في رسالة بطرس الرسول الأولى 4: 16 (( إن عُيّرتم بإسم المسيح ، فطوبى لكم .. فلا يتألم أحدكم كقاتل ، أو سارق ، او فاعل شر)).
فهل رأيت يا قداسة الاب ان إسم مسيحي كان مرادفا للسارق والقاتل وفاعل الشر. 
فسكت مليا ثم قال : ولكن يسوع أيضا كان يُطلق عليه إسم المسيح فماذا يعني ذلك ؟ 
فقلت له : نعم وكما نقرأ في الكتاب المقدس فإن يسوع كان يُعرف ابتداءا بإسم (يسوع ابن النجار) كما نرى ذلك واضحا في إنجيل متى 13: 55 (( في ذلك اليوم خرج يسوع من البيت .... أليس هذا ابن النجار ؟ أليست امه تدعى مريم وإخوته يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا؟ )).
هل رأيت يا قداسة الاب كيف ان (نبينا) لم يكن يُعرف إلا بهذا الاسم (يسوع ابن النجار). ولكن عندما ارسله الرب للناس وتضررت مصالحهم بدأوا بالحرب على يسوع فأطلقوا عليه لقب (يسوع المسيح) أي التائه الذي ينتمي إلى سفلة الناس ،الذي لا دار له يأوي إليها ولا مصدر رزق يأكل منه ولا زوجة وهجر أهله وترك عالمه من اجل رسالته ، فكان جزاءه منهم هذا اللقب المهين.
فقال : ولكن عدد من يحملون هذا الاسم اليوم تقريبا (مليار ونصف يُقال لهم مسيحييون) فهل هذا يعني انهم كلهم (........................) . قلت له نعم حسب ما جاء في دائرة معارف الكتاب المقدس فإن هؤلاء المليار والنصف كلهم من ( سفلة الناس) حسب وصف الكتاب المقدس ويوضعون في خانة القتلة والسرّاق وفاعلي الشر ، وهذا الكلام ليس لي بل للكتاب المقدس ومن ثم لدائرة المعارف.
فقال : ولكن ماذا كانت تسميتهم قبل ذلك ؟
فقلت له: خذ هذا المقال اقرأه ، فإني كتبت فيه سر هذه التسمية وماذا كان يُطلق على اتباع يسوع في بداية دعوته وبعد رحيله.
فخطف البحث من يدي وذهب مسرعا وهو يلتفت نحوي غير مصدق لما سمعه. (2)
المصادر والتوضيحات ـــــــــــــــــــــ
1- وقيل ان اليهود أيضا (من العبرية יהודי، اسم نسبة ليهوذا، من أبناء يعقوب) وقيل التهود في اللغة التي كان يتحدثها موسي بمعنى العودة أو التوبة كما جاء في القران أيضا (إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ)[سورة الأعراف:156] أي تبنا إليك وعدنا.مع أني لي رأي آخر حول هذه التسمية ايضا.
2- البحث نشرته على صفحتي وكذلك منشور في منتديات كثيرة. وهذا هو رابط البحث. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


إيزابيل بنيامين ماما اشوري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/09/23



كتابة تعليق لموضوع : أنا والأب مارد يعقوب متى. حوار حول تسمية مسيحي!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 4)


• (1) - كتب : أبو هاشم ، في 2014/10/16 .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، استمتعت بقراءة مقالاتك أختي الفاضله ايزابيلا ، ولكني وجدت الله يطلق كلمة المسيح على عيسى بن مريم عليه الصاة والسلام وعلى محمد وآل محمد والأنبياء والأوصياء من قبله ، "إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ"، وهناك بحوثات عدة في قول الله تعالى في القرآن الكريم ، ورأي أختي الفاضلة هو أننا عندما نقول مثلا يهودي أو نصراني ( مسيحي) فإننا نرمي إلى شريعة الشخص فهم كلهم مسلمون والدليل أن الحواريين أتباع عيسى علية الصلاة والسلام شهدوا على أنفسهم بأنهم مسلمون ﴿وَٕاِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوَاْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ) ، ولكن رسول الله صل الله عليه وآله الطيبين الطاهرين سميت شريعتة الإسلام لعمومها وشمولها ولأنها الخاتمة ، ولكن باستطاعتنا أن نقول محمدي أو شريعة هذا الشخص محمدية ، وهذا يأتي في مقابل يهودي و نصراني ، ولكن الكل يدين بالإسلام ، والدليل الآخر قوله تعالى في محكم كتابه (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) ويقول في آيه آخر ، (إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) ، فهذا ليس تعارض والعياذ بالله ولكنه إثبات لحقيقة أن جميع المذكورين في الآيه هم مسلمون ولكن لقب الله كل منهم بشريعته. وكل الشكر لك على ما تقديمنه في سبيل الله ونصرة الحق في زمن الماديات المظلم.

• (2) - كتب : سليمان علي صميدة ، في 2014/10/01 .

الفاضلة ايزابيل التحيات و التقدير الكامل
لقد وضعت النقاط على الحروف و جاء كلامك بردا و سلاما فلك كل التقدير على الشجاعة و الامانة العلمية و التاريخية .و السلام

• (3) - كتب : إيزابيل بنيامين ماما آشوري ، في 2014/09/28 .

نعم اخي الطيب عامر ناصر حياك الرب .
بالنسبة لما قاله ابو بكر قبل السقيفة كان موجها لبعض الصحابة ممن اخلص الطاعة للنبي محمد عليه المكارم وكانوا يتعبدون بما يقوله محمد بكل دقة واخلاص وامانه ، وهؤلاء الصحابة يشكلون خطر على مجموعة الانقلاب ولذلك جاء التهديد بهذا الطريقة ، وهؤلاء الصحابة هم ابو ذر والمقداد والزبير وسلمان الفارسي وابن مسعود واسامة وآخرون ممن التف حول علي بن ابي طالب وعملوا بوصية النبي حول ولايته وتفسير قول ابو بكر : ( من كان يعبد محمد فإن محمد مات ومن يعبد الله فإن الله حي لا يموت ) هو نفس قول عمر بن الخطاب امام الرسول : ( حسبنا كتاب الله ) فكلا الكلامين يُتمم بعضه البعض واذا اعدنا صياغة الجملتين لكون عمر وابو بكر ينطقون بلسان واحد ، تكون المحصلة هكذا : ( ألا ومن كان يعبد محمد فإن محمد قد مات . ومن يعبد الله فإن الله حي لا يموت . حسبنا كتاب الله ). وهذا رفض من ابي بكر وعمر لكل وصايا الرسول عليه المكارم وهو شكل من ابشع انواع الانقلابات التي تكمن ورائها اهداف واسعة مشتكرة بين مجموعة من المصالح الدينية والاجتماعية والسياسية . .
تحياتي

• (4) - كتب : عامر ناصر ، في 2014/09/23 .

تحية طيبة ، نأنس كثيرا بكتاباتك الجميلة ، واود ان اسجل ملاحظة هنا : اولا انا شيعي وثانيا ان قول ابي بكر من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات لاتعني ما ذهبت اليه من ان هناك من كان يعبد محمدا (ص) بل كان تدبيرا دبره مع عمر حيث كانا قد افتعلا مسرحية قال فيها عمر ان من يقول ان محمدا قد مات، والله ما مات رسول الله وليبعثنه الله فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم ، ثم جاء دور ابي بكر ليقول لهم ما قال ، والتاريخ يحدثنا ان المدينة قد ضجت عن بكرة ابيها بالبكاء والنحيب لفقدان رسول الله (ص) ، ولم يذكر لنا التاريخ لا تلميحا ولا تصريحا انه كان هناك من يعبد محمدا (ص) و انما قالوا ما قالوا ليشتتوا اذهان الناس ، والا ماهي هذه الكلمة السحرية التي قالها ابو بكر ولم تكن الا اية في القران يقراها التاس اناء واطراف النهار ، لقد هدّد عمر بالقتل كلّ من حاول أن يقول بموت النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ليشكّكهم ويتركهم في حيص بيص حتى لا تتمّ بيعة لعلي، وحتى يصل إلى المدينة أبطال المعارضة الذين عاقدوا على الأخذ بزمام الأمور والذين لم يصلُوا بعد ( واولهم ابو بكر الذي كان خارج المدينة ) فوجد نفسه قد سبقهم فلعب دور المصاب بالذّهول وسلّ سيفه فخوف النّاس، ولا شكّ بأنّه منع النّاس من الدخول إلى الحجرة النبوية ليتثبّتوا الأمر ، فالعملية هي فبركة، اما انها قد حصلت فعلا او ان المؤرخين قد وضعوا هذا السيناريو لاسيادهم . مع التقدير .




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net