عندما يصبح (ابن الولاية ) حاكما
عامر هادي العيساوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
من الحقائق المتفق عليها عند جميع الباحثين المعنيين بالمجتمع العراقي ذلك التنوع العجيب في ذلك المجتمع بحيث ينطوي على مئات الأجناس والألوان والأديان والطباع والأمزجة والثقافات إلى حد انك قد تجد منها عددا غبر قليل في مدينة صغيرة وقد فسرا لمؤرخون ذلك بان العراق موجود جغرافيا على طريق الفاتحين والمهاجرين من جميع الأصقاع ..
ولعل من مصاديق ذلك التنوع ما يلاحظ من صراع وتنازع شديد بين سكان المدن القدامى وأبناء الريف العراقي او بين ما يدعى (ابن الولاية )كما يحلو لهم أن يسموا أنفسهم وبين ابن الريف او (ألمعيدي ) او( البراوي )..
إن من أهم سمات (ألمعيدي ) انه يفخر بانتمائه إلى عشيرة يحتمي بها ولا يحسن سوى لغة العنف عندما يزعجه الطرف الآخر الذي لا يشعر إزاءه بأي احترام فهو في نظره بقال( يبيع الخياروالطماطة ) ويمارس المهن( الحقيرة )كالحدادة والنجارة ...الخ (وهي في الواقع كلها مهن شريفة )وكثيرا ما كان أبناء العشائر يهاجمون بقسوة احد سكان المدن لأنه اعتدى على احدهم اوسخر منه وقد كان بعضهم يفعل ذلك فعلا من قبيل أن يضع في نهاية خيط طويل غير مرئي دينارا مثلا فإذا انحنى القروي لالتقاطه سحب الخيط وأطلق اصواتا مستهجنة استخفافا بالرجل ,,
أما سمات ابن الولاية فانك لو سألته عن الوطن لأجابك بلا تردد(الوطن هو هذا )ثم يشير إلى جيبه ,,وإذا سألته عن العشيرة او الصديق او القريب فان إجابته هي نفسها الكلمات الثلاث الانفة التي تعبر عن أن الجيب إذا امتلأ بالمال فانه يغني الإنسان عن كل هذه التي ينظر إليها على أنها (خزعبلات )لا تدفع شرا ولا تغني من جوع ...ولو سألته أن يساعد فقيرا لأدار وجهه باحتقار معلقا (لو كان فيه خير لما أفقره الله )..
إن( ابن الولاية) ينظر إلى نفسه وكأنه خير من الآخرين وأوعى منهم واعلم منهم مع أن الكثير منهم مربوطون للمال كما تربط الحمير إلى معالفها ,,
إن الغالبية العظمى من أبناء المدن ينتشرون في الأسواق كتجار وحرفيين وأرباب دكاكين ولا يهمهم عادة ما يدور حولهم فلو شب حريق في دكان مجاور لدكان احدهم فانه لا يبالي أبدا إذا كانت النار سوف لا تصل إلى دكانه وقد يفرح بداخله بذلك ..إنهم يشكل عام لا يبالون بما يدور حولهم ولا يريدون أن يعرفوا ذلك إذا كان لا يمس مصالحهم من قريب اوبعيد..
ومن اجل أن يحتمي( ابن الولاية )من سطوة( المعدان) فانه يلجا إلى التظاهر بالتدين فيطلق لحيته ويضع المسبحة في يده والخواتم في أصابعه لأنه يعلم أن( العربان) يحترمون المتدين ويخافون منه (ايشور بيهم ) وقد يدخرونه إلى ما بعد الموت ليتوسط لهم أمام رب العالمين !!!!! ان الدين حقيقة واغلب هؤلاء المتدينين كذب وشعوذة ونفاق ...
ورغم أن المدن العراقية قد امتلأت بالوافدين من الأرياف منذ عام 1959 ولكن النظرة نفسها ما زالت قائمة من قبل أبناء المدن القدامى إلى أولئك الوافدين ..
إن الكثير من الحاكمين اليوم في العراق الجديد قد أغلقوا دكاكينهم في الأسواق والتي كانوا يفتتحونها في الصباح الباكر باسم الله وافتتحوا محلها وزارات باسم الله أيضا وقد تشبع جهنم من الكافرين والمزيفين والمنافقين أما هؤلاء فلم ولن يشبعوا من المال الحرام ....
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
عامر هادي العيساوي

من الحقائق المتفق عليها عند جميع الباحثين المعنيين بالمجتمع العراقي ذلك التنوع العجيب في ذلك المجتمع بحيث ينطوي على مئات الأجناس والألوان والأديان والطباع والأمزجة والثقافات إلى حد انك قد تجد منها عددا غبر قليل في مدينة صغيرة وقد فسرا لمؤرخون ذلك بان العراق موجود جغرافيا على طريق الفاتحين والمهاجرين من جميع الأصقاع ..
ولعل من مصاديق ذلك التنوع ما يلاحظ من صراع وتنازع شديد بين سكان المدن القدامى وأبناء الريف العراقي او بين ما يدعى (ابن الولاية )كما يحلو لهم أن يسموا أنفسهم وبين ابن الريف او (ألمعيدي ) او( البراوي )..
إن من أهم سمات (ألمعيدي ) انه يفخر بانتمائه إلى عشيرة يحتمي بها ولا يحسن سوى لغة العنف عندما يزعجه الطرف الآخر الذي لا يشعر إزاءه بأي احترام فهو في نظره بقال( يبيع الخياروالطماطة ) ويمارس المهن( الحقيرة )كالحدادة والنجارة ...الخ (وهي في الواقع كلها مهن شريفة )وكثيرا ما كان أبناء العشائر يهاجمون بقسوة احد سكان المدن لأنه اعتدى على احدهم اوسخر منه وقد كان بعضهم يفعل ذلك فعلا من قبيل أن يضع في نهاية خيط طويل غير مرئي دينارا مثلا فإذا انحنى القروي لالتقاطه سحب الخيط وأطلق اصواتا مستهجنة استخفافا بالرجل ,,
أما سمات ابن الولاية فانك لو سألته عن الوطن لأجابك بلا تردد(الوطن هو هذا )ثم يشير إلى جيبه ,,وإذا سألته عن العشيرة او الصديق او القريب فان إجابته هي نفسها الكلمات الثلاث الانفة التي تعبر عن أن الجيب إذا امتلأ بالمال فانه يغني الإنسان عن كل هذه التي ينظر إليها على أنها (خزعبلات )لا تدفع شرا ولا تغني من جوع ...ولو سألته أن يساعد فقيرا لأدار وجهه باحتقار معلقا (لو كان فيه خير لما أفقره الله )..
إن( ابن الولاية) ينظر إلى نفسه وكأنه خير من الآخرين وأوعى منهم واعلم منهم مع أن الكثير منهم مربوطون للمال كما تربط الحمير إلى معالفها ,,
إن الغالبية العظمى من أبناء المدن ينتشرون في الأسواق كتجار وحرفيين وأرباب دكاكين ولا يهمهم عادة ما يدور حولهم فلو شب حريق في دكان مجاور لدكان احدهم فانه لا يبالي أبدا إذا كانت النار سوف لا تصل إلى دكانه وقد يفرح بداخله بذلك ..إنهم يشكل عام لا يبالون بما يدور حولهم ولا يريدون أن يعرفوا ذلك إذا كان لا يمس مصالحهم من قريب اوبعيد..
ومن اجل أن يحتمي( ابن الولاية )من سطوة( المعدان) فانه يلجا إلى التظاهر بالتدين فيطلق لحيته ويضع المسبحة في يده والخواتم في أصابعه لأنه يعلم أن( العربان) يحترمون المتدين ويخافون منه (ايشور بيهم ) وقد يدخرونه إلى ما بعد الموت ليتوسط لهم أمام رب العالمين !!!!! ان الدين حقيقة واغلب هؤلاء المتدينين كذب وشعوذة ونفاق ...
ورغم أن المدن العراقية قد امتلأت بالوافدين من الأرياف منذ عام 1959 ولكن النظرة نفسها ما زالت قائمة من قبل أبناء المدن القدامى إلى أولئك الوافدين ..
إن الكثير من الحاكمين اليوم في العراق الجديد قد أغلقوا دكاكينهم في الأسواق والتي كانوا يفتتحونها في الصباح الباكر باسم الله وافتتحوا محلها وزارات باسم الله أيضا وقد تشبع جهنم من الكافرين والمزيفين والمنافقين أما هؤلاء فلم ولن يشبعوا من المال الحرام ....
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat