صفحة الكاتب : اسراء البيرماني

قصة قصيرة حبٌّ فوق هضبة ساخنة
اسراء البيرماني
انه يوليو من جديد .. بقيظه غير المعتاد هذا العام ، وقساوة هجيره اللافح .. ككل عام يحل ضيفا ثقيلا على بلد الموت البطيء.. أماسيه اللافحة حطّت كقطع الليل الموحش على قلبها حين استوطنت أسراب خفافيشه عتمة شعرها الحالك تتناهشها فريسة بضّة وسط فلوات غرثى .. اليوم وقد كستها رمال الصحراء فساتين عرسها المنتظر فكانت حمرة الخدين قساوة قيظ قاس يتوعد خديها بالمزيد .. تسافر هاربة من وطنها الى وطنها حين لا ملاذ .. قصص تترى ، تروى على أذناب شعرها الليلي منذ أن تتوجت بالخمار حتى تخمَّرت بشعرها ، ضائعة في بوادٍ مظلمة تهرب لاهثة وسط شعاب انبتت الشوك و الصبار .. تهرب بالعذرية !! عذراء .. لا حياة بلا شرف .. لا حياة بلا كرامة .. لا حياة بدونه .. ترى أين انتهت بها المنون ؟! لم تتذكر أكثر من أنها قطعت له عهدا بأنها ستنتظره يأتي ثم غادرت هاربة وقد اكتظت الأحداث صاخبة بالخطر ، وقتها كانت السماء تمطر وابلا من الرصاص لكنها لم تلتفت لترى هل قُتِل أم لا .. أمل اللقاء كان اكبر .. والحسرات أشدّ . أمضت تلك الليلة تنوح في هدوء .. تمزج النواح بترانيم عشق قديم وقتما همس في أذنها بالأغنيات .. تستقر دموعها عند ثغر يبتسم بشحوب و شفتين مرتجفتين .. تقلّب كفّيها في الظلام فتتحسس خاتماً نُقش عليه اسمه بالذهب .. تحمل بكفّيها التراب لتمرغ خصلاتها الحالكة ، وعيناها ترسم في باحة السماء عرساً منتظراً .. ترى هل سيعود ؟؟ تستفيق من حلمها الباكي على صرخات معذبة .. مات طفلي ... ما ذنب طفلي البوادي مقابر الأطفال و أيادي الثكلى كانت المعاول ... هي بضياعها كانت تنتظر الا أنها قررت أن يكون العرس في عدن  حين نادى المنادي - حيَّ على الصلاة - وكان الفجر. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسراء البيرماني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/09/07



كتابة تعليق لموضوع : قصة قصيرة حبٌّ فوق هضبة ساخنة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : حيدر هادي السلامي ، في 2014/10/02 .

قصه جميله بلغةٍ شعريه رائعه




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net