انه يوليو من جديد .. بقيظه غير المعتاد هذا العام ، وقساوة هجيره اللافح .. ككل عام يحل ضيفا ثقيلا على بلد الموت البطيء.. أماسيه اللافحة حطّت كقطع الليل الموحش على قلبها حين استوطنت أسراب خفافيشه عتمة شعرها الحالك تتناهشها فريسة بضّة وسط فلوات غرثى .. اليوم وقد كستها رمال الصحراء فساتين عرسها المنتظر فكانت حمرة الخدين قساوة قيظ قاس يتوعد خديها بالمزيد .. تسافر هاربة من وطنها الى وطنها حين لا ملاذ .. قصص تترى ، تروى على أذناب شعرها الليلي منذ أن تتوجت بالخمار حتى تخمَّرت بشعرها ، ضائعة في بوادٍ مظلمة تهرب لاهثة وسط شعاب انبتت الشوك و الصبار .. تهرب بالعذرية !! عذراء .. لا حياة بلا شرف .. لا حياة بلا كرامة .. لا حياة بدونه .. ترى أين انتهت بها المنون ؟! لم تتذكر أكثر من أنها قطعت له عهدا بأنها ستنتظره يأتي ثم غادرت هاربة وقد اكتظت الأحداث صاخبة بالخطر ، وقتها كانت السماء تمطر وابلا من الرصاص لكنها لم تلتفت لترى هل قُتِل أم لا .. أمل اللقاء كان اكبر .. والحسرات أشدّ . أمضت تلك الليلة تنوح في هدوء .. تمزج النواح بترانيم عشق قديم وقتما همس في أذنها بالأغنيات .. تستقر دموعها عند ثغر يبتسم بشحوب و شفتين مرتجفتين .. تقلّب كفّيها في الظلام فتتحسس خاتماً نُقش عليه اسمه بالذهب .. تحمل بكفّيها التراب لتمرغ خصلاتها الحالكة ، وعيناها ترسم في باحة السماء عرساً منتظراً .. ترى هل سيعود ؟؟ تستفيق من حلمها الباكي على صرخات معذبة .. مات طفلي ... ما ذنب طفلي البوادي مقابر الأطفال و أيادي الثكلى كانت المعاول ... هي بضياعها كانت تنتظر الا أنها قررت أن يكون العرس في عدن حين نادى المنادي - حيَّ على الصلاة - وكان الفجر.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat