صفحة الكاتب : مصطفى الهادي

الغرب بعين أخرى !
مصطفى الهادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كنا لا نصد ق ما نسمع عن الغرب ، وكنا نتساءل هل صحيح ما يقال عن الغرب بلد التقدم والحضارة والرقي ، وهل صحيح أن الحضارة والتقدم لا تبنيان الإنسان .
كنا نسمع ! 
أما الآن فإننا نرى ونسمع ونعيش ما كنا نسمع ، إن الإنسان الغربي أستطاع أن يبني حضارته ويرتفع بها نحو السماء . 
 
برع في بناء الاسمنت المسلح حتى ناطح به السحاب ولكنه اخلاقيا لازال يسكن في المغاور والكهوف . 
 
وبرع في صنع الأسلحة على اختلافها ولكنه أباد بها الناس ودمّر انجازاته. 
 
برع في صنع وسائل الرذيلة والخمور والفجور وأفقد الناس عقولهم . 
 
وبرع في غزو الفضاء ولكن للتجسس على العالم . 
 
وبرع في صنع وتطوير وسائل الاتصالات والمرئيات والمسموعات، ولكن ليدخل البيوت ويفتت العائلة ويُخرب الاخلاق. 
 
وما أكثر الوسائل التي برع الغرب في تطويرها واختراعها. 
ولكنه ! 
فشل في بناء الأسرة التي هي الخلية المهمة في بناء المجتمع . 
 
فشل في صنع العقول التي تبني وبرع في صنع العقول التي تدمر وتُبيد. 
 
الغرب اصابة الغرور وتغطرس واخذ ينادي ويُبشّر بصدام الحضارات ! 
 
وفشل الغرب في بناء العقل البشري الذي هو أساس الحياة ، ومصدر الحضارة ومادة التاريخ ، وحوّله اداة للتخريب والتآمر على الشعوب المستضعفة. 
 
وفشل في جلب السعادة للناس وأصبح يصدر القلق والأمراض والخوف ، ويسطوا على الناس ويسرق ثرواتهم. 
وفشل في صنع الإنسان الذي بشرت به حضارته الميتة التي وأدها في طفولتها ، وصنع بدلا من ذلك الانسان الروبوت الآلي الذي يُنفذ ولا يُناقش.
 
وحتى حضارته المادية فمقابل كل نجاح يوجد ألف فشل ومقابل كل فشل ينهار الاقتصاد ويموت الملايين . 
وما أكثر الأمور التي فشل في صنعها وتحقيقها فأثبت بذلك عجزه . 
 
ولكن فشله في أمور الاجتماع وصنع عائلة المستقبل كان بمثابة المسمار الذي دقه في نعش حضارته ، حيث زرع الغدة السرطانية في جسم حضارته المريض . 
 
ففي الغرب تفقد الأواصر الاجتماعية تماما كما تفقد أواصر التعاطف والتوادد بين الأسرة الواحدة التي تضم الزوج والزوجة والأطفال وحتى بقية أفراد العائلة من أم وأب أخوان وأخوات . وهذا ناتج عن اهتمامهم بالمادة وجعلها هي الأساس وليس عواطف القرابة الساخنة ورضا الوالدين ووشيجة الرحم. 
 
وفي الغرب كثيرة هي الحالات التي يموت فيها الرجل والمرأة العجوز ، بعد أن تقتلهم الوحدة ، ولا يعلم بموتهما أحد إلا بعد مرور سنة أو سنتين أو أكثر. 
 
في الغرب ينقطع الشيوخ عن العالم ويعيشوا حياة الوحدة القاتلة المملة ، انقطعوا عن الدنيا لقد تركهم أهلهم وبنوهم فيضطر لشراء قطة او كلب ، لكي يشعر انه لا يزال حيا. 
الأب في الغرب لا سلطان له على أولاده فإن القانون يسحب منه كل إلارادة بهذا الخصوص ، بل إن القانون ينبه الأطفال بأن يتصلوا بالشرطة إذا وجدوا عقوقا من الوالدين معهم ( وليس عقوقا من الأولاد ) . 
 
الطفل أمانة من قبل الدولة عند والديه ، فإذا بلغ الأطفال (الحُلم) فلهم أن يختاروا طريقتهم في الحياة ، ولهم كامل الحرية ، فيتركوا أبويهم لينتقلوا إلى أحضان الأصدقاء لممارسة ما يحلوا لهم أن يمارسوه ويبقى الأبوان وحدهما ـ كما تركوا آبائهم من قبل
 
ـ ويندر جدا أن يرجع إليهم الابن ويتفقدهما ، وإذا كان أحد الأبناء بارا وبلغت به الشهامة مبلغا متناهيا ، فإنه يرسل لأبويه بطاقة تهنئة في أحد الأعياد الرسمية او يأتي ليضع زهرة على قبر امه او ابيه . 
 
المسلمون في الغرب انتقلت إليهم العدوى، وكل ذلك بسبب تقصير الآباء الذين يلهثون وراء المادة لشراء العقارات في بلدهم بأمل العودة في يوم ما ( ولكن بدون أبناءهم ) فقد بدأ الأبناء يهجرون الآباء وبدأت الأمهات كسيرات القلب ، وبعض الآباء قتل أبنته أو ابنه ليتخلص من العار أو يقوم بردة فعل عنيفة تؤدي به إلى السجن ، 
 
تعال معي واقرأ ما تكتبه صحفهم وما تنشره مجلاتهم عن أوضاع الطفولة هناك ، فالأب لا سلطة له على أولاده ، أن القانون يسحب منه كل إرادة بهذا الخصوص ، بل إن القانون ينبه الأطفال بأن يتصلوا بالشرطة إذا وجدوا عقوقا من الوالدين وليس عقوقا من الأولاد . 
حتى أصبحت تربية القطط والكلاب أفضل من تربية الأولاد كما تشير بذلك الكثير من المحاورات التي تجري في التلفزيون الغربي حيث يوجه السؤال إلى مختلف طبقات المجتمع : أيهما أفضل تربية الأولاد أم تربية الكلاب ؟ وكل واحد يقدم الجواب والتبرير الذي يرضيه .
أعطى التلفزيون في نيويورك خبرا عن امرأة نهش كلبها طفلها وهو نائم في السرير وقتله. 
عندما ظهرت هذا المرأة المفجوعة على شاشة التلفزيون قالت: (( إن الولد يعوّض والكلب لا يعوض)) . 
الحديث ليس مع الذين يرون الغرب جنة الله في الأرض.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مصطفى الهادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/09/02



كتابة تعليق لموضوع : الغرب بعين أخرى !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net