صفحة الكاتب : قحطان السعيدي

وهن السلطويون .. ولقمة الفقراء الضائعة
قحطان السعيدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
       "لو تمثل لي الفقر رجلا لقتلته" ..هكذا كانت الصرخة المدوية لقائد الإنسانية علي بن ابي طالب امام المتقين.
    منذ عقد من الزمن .. يتطلع العراقيين بعيون دامعة وقلوب منكسرة لطبقة سياسية واهنة ارتدت العباءة الدينية مع غياب مطلق لصوت الضمير.. قرأوا جميع الفتن في كتب التاريخ واستنهضوها لتأجيج الصراع في العراق .. سيطروا على محاور المال العام حتى أذلوا الناس بلقمة العيش وتم ربطها بدماء أولادهم شرطيا وجنديا او ميلاشيويا ضمن رقعة الأحزاب السنية والشيعية.
      انهكوا القطاع الخاص بالبيروقراطية الوظيفية والانتقائية في توظيف مصالح الدولة لتكون بقرة حلوب لهذا الحزب او ذاك .. طيلة العقد المنصرم يعرفون جيدا ان هذه الوزارة كم تدر من الأموال لصالح الجهة السياسية التي تؤول اليها فهم يقسموا المال العام وكأنهم الوريث الشرعي تحت عباءة المقدس السني والشيعي ولا اريد ان أعفي الكرد من المشاركة في مشروع الفساد ولكن ما يشفع لهم صنعوا بيئة للاستثمار وتدفقت عليهم الشركات الاستثمارية مما خلق قاعدة تشغيلية للأيدي العاملة في تلك المشاريع جعلت من المواطن الكردي ان يجد لقمة عيشه بفرصة العمل التي توفرها تلك المشاريع.
      منذ عقد من الزمن والعراق يعيش بلا موازنة تكشف اين تصرف الأموال التي قاربت من (800 مليار دولار أمريكي) حتى تأتي نهاية السنة المالية ليقوم مجموعتان من الأُجراء في مجلس النواب مجموعة تتهم الاخرى ..التحالف الشيعي يتهم التحالف السني وبالعكس بتعطيل الميزانية ويهجم الكل على الكل حتى يجد المشاهد ان ساحة البرلمان ومجلس الحكومة هي ساحة صراع الجزارين الكل يحمل السكاكين ويعلو الصراخ ولكن لا احدا يستخدم السكين في طعن الاخر للكشف عن ما هو مغطى .. حتى بعدها يجلسون تحت جنح الظلام ليتقاسموا أبواب الصرف وكم يرصد للعقود الوهمية .. بعدها يغض النظر على الميزانية الختامية وكيف أنفقت ويصار لتشريع الميزانية الجديدة لكل عام بسيناريو المسلسل ذاته... اما السنة الاخيرة فقد رموا الميزانية خارج ظهورهم لان الغالبية يتوقعوا مغادرة الكرسي والبلد فلا مصلحة شخصية لإقرارها ...
ويقال في وصف المشهد باللهجة العراقية "عركة كصاصيب"
        الجميع ألقوا اللوم على الحقبة المالكية وقائدها الهمام المبدع في صناعة الأزمات ورعايتها وتطويرها وخلق قاعدة عريضة لرعاية سراق المال العام وتقاسم السلطة مع الميليشيات والجنوح تحت المظلة الايرانية وكل ما ال له البلد من نتائج، ولكن الأهم ان المالكي أوصل القطاع الخاص العراقي الى مهاوي الردى زراعيا وصناعيا وتجاريا حتى باتت السلطة المالية بيد سراق المال العام من أقطاب الأحزاب الاسلاموية الشيعية والسنية.
     الجميع ألقى اللوم على المالكي كبش الفداء .. الأمريكان والإيرانيين والأتراك ومجلس الأمن والأمم المتحدة وحتى المرجعيات الدينية... وأعلن الجميع دعمهم لرئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي وقد مر ثلثا المدة الدستورية ولا نسمع الا اتفق الجميع وبعد يوم تقاطع الجميع ويوم ثالث تقارب بين الجميع .. 
ولم يعلن الرئيس المكلف الخطوط العريضة لما له علاقة مباشرة بلقمة العيش اليومية للمواطن .. لم يفصح عن رؤاه الاقتصادية في توفير فرص العمل ورعاية القطاع الخاص ودعم المزارعين لتوفير سلة الأمن الغذائي ورؤيته في نقل تجارب العالم في تطوير التعليم وتلاقح الثقافات والاقتداء في التجربة العالمية في مشاركة القطاع الخاص بنظام (B.O.T) ، والوقوف بحزم بوجه الفاسدين سراق المال العام .. لم يتطرق لكل ذلك في اي برنامج واضح المعالم وكل الطروحات تحت مظلة الأمن والصراعات الطائفية وتقاسم بوابات السلطة بغية سرقة المال العام تحت مسمى حكومة الشراكة الوطنية...
دولة الرئيس ...عليك ان تتحدث ببرنامج اقتصادي واضح المعالم من اجل الفقراء .. وتأكد انك اذ قدمت مشروعهم اولا .. فهم الوحيدين سيناصروا مشروع بناء الدولة ومقاتلة الدواعش واستتباب الأمن  .. وكفى سفسطة في الروزخونيات.
 Kahtan.alsaeedi@gmail.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قحطان السعيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/08/31



كتابة تعليق لموضوع : وهن السلطويون .. ولقمة الفقراء الضائعة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net