صفحة الكاتب : سيد صباح بهباني

دور المرأة والعمل السياسي
سيد صباح بهباني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بسم الله الرحمن الرحيم
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) الممتحنة /12 .
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ) النساء /59 .
(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ) النور/55 .
من المسائل الأساسية التي وضعت للنقاش والحوار الفكري والحضاري منذ سنة 1908 م في الغرب و هي مسألة حقوق المرأة ومنها المشاركة في الحياة السياسية و العمل والعمل السياسي . ومن الاستغراب أن أولئك المنادين بحقوق المرأة السياسية يوجهون التهمة إلى الفكر الإسلامي ، والمعتقدات الإسلامية و العربية ، ونعتها بأنها أفكار ومعتقدات تحرم المرأة من المشاركة في الحياة السياسية ، وتمنع عليها العمل السياسي . ولكن الآيات أعلاه من سورة الممتحنة /12 .والنساء /59 ..النور/55 .ـ .. توضح وتبين لنا عكس المزاعم التي يتهمون الفكر الإسلامي والعرب ،وأن كل الآيات أعلاه والخطاب فيها موجه للعموم رجالاً ونساءً فإقامة الدين بعقيدته وبكامل أنظمته السياسية والاجتماعية والتعبدية ...الخ هي مسؤولية الجمع ، وخطاب الطاعة لأولي الأمر الواردة في الآية من59/من سورة النساء تحدثت عن الطاعة هو متوجّه إلى جميع المكلفين ، والوعد بالاستخلاف متوجه إلى كل الذين آمنوا وعملوا الصالحات رجالاً ونساً .لذا نفذ الرسول محمد صلى الله عليه وآله في حيات التبليغية والسياسية ، على قبول بيعة المرأة لوليّ الأمر بل ووجوبها ، فانّ البيعة في هذه الآية من سورة الممتحنة /12 .هي بيعة طاعة لوليّ الأمر ، على الالتزام بأحكام الشريعة وقوانينها ، والإقرار بولايته ، وتمثل البيعة أبرز مصاديق الحقوق السياسي في المجتمع الإنساني .ولعل من أوضح الأدلة على دور المرأة السياسي وحقوقها السياسية في الإسلام ، ما جاء في آيات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وآيات الولاية والولاء العامة الدلالة والشاملة للرجال والنساء ، وقد استدل الفقيه والمفكر الإسلامي الكبير الشهيد السيد محمد باقر الصدر (قدس الله سره ) بهذه الآية الكريمة من سورة الممتحنة /12 أن كل مؤمن ومؤمنة مؤهل للولاية السياسية وأن الرجال والنساء سواء فيها ، جاء في نص قوله (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ ) الشورى /38 . ومرة أمر الإلهي بوجوب المشاورة لقوله تعالى : ( وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ ) آل عمران /159 . وقوله تعالى : (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ) التوبة /71 . فانّ النصين الأولين يعطي صلاحية ممارسة أمورها عن طريق الشورى وفي الثانية أمر من النصيين، ما لم يرد نص خاص على خلاف ذلك النصيين، والنص الثاني يتحدث عن الولاية ، وأن كل مؤمن ولي الآخرين ..( الفت نظرك يا عزيزي وعزيزتي القارئين أن الآية الكريمة لم تعني البعث وأعوان الضاري وعدنان الدليمي ومقتدى وغيره من المخربين *) لأنها تنص المؤمنين الذين يريد لهم بالولاية تولي أموره بقرينة تفريع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عليه ، والنص ظاهر في سريان الولاية بين كل المؤمنين والمؤمنات بصورة متساوية ..( إليكم أنتم المذكورين لا بالقوة والقتل والإرهاب وتدمير ممتلكات الدولة والجامعة وقتل النساء والأطفال والشيوخ الذين بنوا لنا في زمن وينتظروا اليوم الرعاية لا القتل والدمار اصحوا من غفلتكم وارجعوا لوعيكم قبل فوات الأوان ) ..ونرجع للموضوع بصورة متساوية وعندها يتم الأخذ بمبدأ الشورى ، وبرأي الأكثرية عند الاختلاف .. لا عند الإتلاف والأسماء التي استحدثتموها....! .ونرجع لدور المرأة وقد دخلت المرأة المسلمة ميدان العمل السياسي علة عهد الرسول محمد صلى الله عليه وآله ، كما سجلت آية البيعة من سورة الممتحنة أعلاه . والأحاديث كثيرة بهذا الصدد ... في باب الأمر بالمعروف عن رسول الله صلى الله عليه وآله : ((قال لا تزال أمتي بخير ما أمروا بالمعروف، ونهوا عن المنكر، وتعاونوا على البر والتقوى، فإن لم يفعلوا ذلك نزع منهم البركات، وسلط بعضهم على بعض، ولم يكن لم ناصر في الأرض ولا في السماء))
وقال الإمام الرضا (ع): (لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر، أو يستعملن عليكم شراركم، فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم)). والفت أنظاركم لن يتحقق الولاء في الجماعة المؤمنة إلا أن يتحقق في الأسرة المسلمة ، فلا تمزيق ولا خصومات ولا قطيعة رحم ،بل تعاون فيما بين الأفراد في سد حاجة الفقير ونصرة الضعيف وإصلاح ذات البين ، ولن يتحقق الولاء إلا أن تحقق بين الجار وجاره ، يقول رسول الله صلى الله عليه وآله : (( كم من جار متعلق بجاره يقول : يا رب سل هذا لم أغلق عني بابه ، ومنعني فضله ؟ )) : (( ليس بمؤمن من لا يأمن جاره غوائله)) ويقول : (( خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه ، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره )) هكذا أمرنا الحبيب يا "بعث صدام" لا بعثرة الثروات وقتل الأبرياء وهدم المدن ودول دمار وحرب دول الجوار واحتلال دول أمنه ..! أين أنتم من قوله تعالى : (أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ ) الزخرف / 18 .و
عن نهج رسول الله يا " بعث صدام" ويا بقيت الشجرة الملعونة ..! نرجع للموضوع لن يتحقق الولاء إلا إن يتم الإخاء التحابب التعاون حب بعضهم بعضا ونصرة بعضهم بعضا يسأل الأخ عن أخيه ، ويتفقد الغني أخاه الفقير ، فرحمة الله في صلاح الجماعة وتعاونهم وتضامنهم ، فالجماعة رحمة والفرقة عذاب ، كما قال خير الثقلين صلى الله عليه وآله : (( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد ، إذا اشتكى منه عضو ا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ))
هكذا أمرنا ..! ويتوهم البعض من الناس بأقوال " البعث الصدامي و ادعاء قول عفلقهم المنبوذ حول القومية ..والاشتراكية .. ضاربا به الصف الإسلامي والمسلمين وفقراء الناس ومخلف العرب في رأي الغرب والشرق لفكرتهم الشيطانية الهدامة) ونسوا قوله تعالى : ( أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ ) الزخرف /18 . .ومخلف حق المرأة في مجال الحياة المرسومة من أصل القرآن والسنة..!
من أنه ختم ملكية المرأة للرجل ، فإن المرأة والرجل من الناحية الإنسانية سواء لم يخلق أحدهما ليملك الآخر بل خلق أحدهما ليتمم الآخر ويكمله ، ولكل منهما جانبان مزدوجان : ـ فالرجل إنسان وذكر والمرأة إنسان وأنثى ، وكل منهما بوصفه إنسان يسمح له بالمشاركة في خدمة المجتمع على أن يظهر في مجال الخدمة كإنسان لا أكثر ولا أقل ، وهذا يعني وجوب مشاركة المرأة بقدر الكفاية في الجماعات والنشاطات السياسية وفي الهيئات والتنظيمات والمؤسّسات الفكرية والإصلاحية المختلفة . ومن هذه الأسس القرآنية نفهم أن الحياة السياسية مفتوحة أمام المرأة في الإسلام ، كما هي مفتوحة أمام الرّجل ، وعلى المستويين ــ الواجب العيني والكفائي ــ أو إباحة المشاركة في الحياة السياسية بكل مجالاتها . ونستطيع أن نورد مثلاً علميا لحقوق المرأة السياسية في الإسلام و الدول العربية مثلا المشاركة الفعلية كثير ة في الدول الإسلامية وفي الدول العربية نأخذ الكويت أقر الشيخ المؤمن أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عندما أقر معلن مع المجلس الحقوق السياسية للمرأة الكويتية في 16مايوه 2005 الموافق الاثنين 8 ربيع الآخر 1426هجري وفي إيران والعراق قي ظل الجمهورية العراقية بعد سقوط الصنم ومملكة البحرين المقبور .وأحي مبادئ الحرية في هذه البلدان والفت نظرك يا عزيزي ليس للمرأة من حقوق وكرامة ،إلا في الإسلام ، الذي ثبت مبدأ الحقوق والكرامة لأفراد النوع البشري كافة بقوله : (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) الإسراء /70 و قوله : (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) البقرة / 228 . وبقوله صلى الله عليه وآله : (( من خلق الأنبياء حب النساء )) وروى الصدوق عن أبي مالك الحضرمي عن أبي العباس عن رسول الله صلى الله عليه وآله وأصحابه قال سمعة رسول الله صلى الله عليه وآله وأصحابه يقول العبد كلما ازداد للنساء حبا ازداد في الأيمان فضلا. وقال الصادق (رضوان الله عليه وسلامه ) أكثر الخير في النساء. القرآن يؤكد حقوق المرأة والأحاديث كثير بهذا الصدد فليس أمام المرأة إلا أن تطالب بحقها كما حمله القرآن الكريم أليها ، وتلتزم بواجبها كما حدّده القرآن لها .كأم وبنت وزوجة ، وفرد له حق الولاء والحب في المجتمع ، يوظف طاقته الفكرية والنفسية والجسدية في مواطن الخير والطهر والصّلاح . ويداً بيد لتعاون والتآخي لبناء الوطن والسعي لحماية حقوقنا وللسعي لحياة أفضل والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين.
المحب المربي


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سيد صباح بهباني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/04/17



كتابة تعليق لموضوع : دور المرأة والعمل السياسي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net