زيارتي إلى السيد السيستاني حلم كنت انتظره
مهدي الحسناوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مهدي الحسناوي

توجهت يوم أمس إلى النجف الاشرف لزيارة قبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، زيارة لم استعد لها ، لكنها كانت آنية بعدما ضاقت الصدور وكثرة الآلام والمآسي.
فبالرغم من شدة الحر، إلا إنني كنت ارغب بتفريغ همي وغمي بين حضرة رمز العدالة الإنسانية وأتممت الزيارة وفي الساعة العاشرة من ليلة أمس التقيت في حضرة أمير المؤمنين بشخص من أهالي ناحية كرمة بني سعيد ويسكن حاليا النجف الاشرف ويعمل في مكتب السيد السيستاني وطلبت منه إن يهيئ لي لقاء مع المرجع السيستاني ، وكم كنت أتمنى هذا ا للقاء ، فوافق الرجل ان يهيئ لي هذا اللقاء واتى بي إلى منزل السيد ، فحينما دخلت عليه ورأيت هذه الشخصية العظيمة الذي ملأت العالم الإسلامي وغير الإسلامي بالمواقف وبالأخص تجاه شعبنا العراقي الأبي انتابني وقتها الخشوع وكأنني التقي بالشخصيات التاريخية الإسلامية فرأيت بساطة العيش وجلوسه على فراش بسيط ، وحياة ملؤها الزهد ومواساة الفقراء والأيتام من أبناء هذه الأمة .
دخلت على السيد السيستاني فاستذكرت وقتها حياة الأولياء والعظماء ، فلم أتمالك نفسي حينما رأيت تلك المهابة ، حينها قلت مع نفسي هل أنا في حلم أم حقيقة ، هكذا يجب إن يكون الإنسان المسلم حينما يرحل يترك أثرا في نفوس الأمة ، جلست بالقرب منه وقلت له بأنني اهتم بالثقافة والأدب فرحب بي وباهتماماتي الثقافية ، والأدبية ، حينها اتضح لي وتيقنت بأن اغلب مراجع الدين الشيعة هم محبين للثقافة والأدب ويكيلون للمثقف والأديب الاهتمام والرعاية .
أود أشير بان الصور المتدوالة في المواقع الالكترونية ووسائل الإعلام لاتشبه تماما الصورة الواقعية لسماحة السيد السيستاني ، فالذي رأيته أي السيد السيستاني يختلف تماما عن صوره المنشورة في وسائل الإعلام ، وهو من يمتلك من المهابة لاتستطيع أن تتمالك نفسك وأنت تراه ، وهو بكامل قواه العقلية والبدنية ، شخص عايش المحن وظلم وقساوة طغاة البعث ومازال يواصل بعطائه وبمواقفه الوطنية والإنسانية مع الشعب العراقي وكل شعوب العالم .
ينقل لي الإخوة في مكتبه بأنه يولي ألان اهتماما كبيرا بالإخوة النازحين والمهجرين من أبناء مدينة الموصل ويتحسس معاناتهم ، هكذا هم مراجع الدين الشيعة أبوة وعطف ومواقف إنسانية مع شعوبهم .
وبعد انتهاء اللقاء مع سماحة المرجع الديني السيستاني عدت إلى مدينتي الناصرية وأنا محمل بشحنة إيمانية وبلحظة لم أنساها أبدا ، وربما لحد هذه اللحظة لم اصدق هل هي حقيقة أم حلم لكنها حقيقة جمعتني مع رجل عظيم كالسيد السيستاني ، وقتها لعنت طغاة البعث في العراق الذين حاربوا مراجع الدين الشيعة أثناء حكمهم الجائر من الإمام محسن الحكيم رحمه الله والسيد الشهيد محمد باقر الصدر وكذلك السيد السيستاني ولكن علماء الشيعة خالدون بسيرهم الناصعة التي تطرز تأريخنا المعاصر وذهب طغاة البعث ملعونون بإجرامهم
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat