صفحة الكاتب : فوزي صادق

الأستعـوار والأستـثوار!
فوزي صادق

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في اللغة يقال مثقف أو كاتب ثور، ولانحداره بالمصطلح بأقل منزلة نقول أثور أو أستـثور، وهي منزلة أقل من سابقتها في الثوارة، فالثور ذكر البقر، وصغيره العجل ، وعلمياً هو ليس بدرجة الغباء التي نصورها نحن بعقولنا، أو ببلاهته ملاحقة اللون الأحمر الذي يلوح به الفارس الإسباني وهو بالأساس يراه " لا لون " ، وكلمة أثور تنم عن الانحدار في التغابي الثوري لا الغباء بحد ذاته بعكس الذكاء والنباهة ، وللمعلومية ثبت لعلماء الحيوان إن الثور أذكى من أنثاه البقرة .
 
عادة، وبالعرف الصحفي الإعلامي العالمي ، كاتب المقالات السياسية ملم بما يقع قبل حرف الألف حتى ما يقف بعد حرف الياء ، اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا وديموغرافياً بمجتمع البشر الذين يكتب عنهم ، ويعرف جدول الضرب السياسي لكل الرجال منهم ، ويعرف أيضاً كل أشجار الأرض التي تأويهم ، وكل الوان قزح في السماء تلتحفهم . ومن هو ومن هي ومن هم ؟ الممثلين الأحياء والدمى الأموات على خشبة المسرح السياسي ، ومن يحركون خيوط الأراجوز خلف الكواليس ، وخاصة إن كان كاتباً  بعامود لأرقى وأعرق وأشهر صحيفة عربية دولية تدعي القيل والقال ! والمصيبة إنه كبيرهم وقدوتهم الذي علمهم السحر !
 
فلربما كان الكاتب أعـور ذهنياً ، فهذا معاق برؤيته ، ولا نحتسبه ونحاسبه ! وأحياناً يكون الكاتب ثوراً وتزداد ثوارته بزيادة رصيد البرسيم بحضيرته ، وهذا نلومه ونواجهه! والمصيبة إنه وبتلك الصفات الثورية من الأٍستعوار والأستثوار، يصرّ ويلح على إقناع الناس إن الأرنب قـتل الذئب ، وبكل البراهين والحجج ، وإن كل القراء لا يفهمون ، وهو أبو العريف ونبي الله في الأرض ، ويجب تصديق قلمه ونظريته ، لأن قلمه وقف لهذه الصحيفة ويجتر من برسيمها لعشرات السنين .. وبحسبة أخرى ، ربما الكاتب بريء براءة الذئب من دم يوسف مما يكتب ، ويكون القلم نفسه هو الأعور المتهم ، وكلما أراد أن يكتب يمينا ذهب مداد القلم يسارا ، وهو أمام الناس " أي الكاتب " صاحب شهادات دكتوراه وربما بروفيسور ، وله خدمة عريقة بعالم الإعلام ، وعرف بين الناس بأبي العريّف ، لكن اللوم على استعوار القلم ، وثوارة الكاتب كمن يحمل أسفاراً ، والطريف في ثقافة القلم الأعور والكاتب الثور، أن بعضهم يضع صورته مع ابتسامة برتقالية خداعة ، توحي للقارئ إن مقاله يحوي كل آيات التصديق والعدالة الإنسانية ، وعليك أيها القارئ صب فحواها صباً بعقلك مع وضع بطيخة صيفي ببطنك كما يقال .
 
ليكن معلوماً لكل كاتب ثور من تلك الفصيلة بعالم الصحافة والإعلام، أننا الأن بزمن الأيباد والأيبود والأيبي، والكل لديه حساب واتساب وفيس بوك وتويتر وأنستقرام، وإن زمان الأنتينا والمجلات المفبركة للمعركة قد ولت وغربت مع الشمس! وأصبح الكل صحفيا وإعلامياً وقارئاً وناشراً ومحللاً، فبالسابق فقط المثقف يشتري الصحف ويقرأها مع كوب القهوة، أما الأن فلا حاجة لرميها أو تعليقها مجاناً، فكل الأخبار موجودة بجهاز الهاتف وبلمسة أصبع حيثما كنت ، لكن ! هذا لا ينفي وجود ثيران بمجتمعنا همها علفها الذي تـتـلقاه من مقالة الكاتب السامري ، الذي يدعوا الله كل صباح أن يكثر من أمثالهم .
 
أقدم اعتذاري لكل قلم وقع بين أنامل ثور لا يرى إلا برسيماً يزداد برصيده ووجاهته، وينسى إنسانيته وعـقله.
 
 
 تويتر  :     @Fawzisadeq   البريد الإلكتروني :      fs.holool@gmail.com 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فوزي صادق
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/08/08



كتابة تعليق لموضوع : الأستعـوار والأستـثوار!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net