صفحة الكاتب : سعود الساعدي

مسرحية كردية داعشية برعاية صهيونية
سعود الساعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يبدو أن مسرحية الموسم التي يجري تمثيلها في العراق بسيناريو صهيوني واخراج امريكي وبطولة رموز كردية وتركية وداعشية وبعثية وتمويل خليجي وتسويق اعلامي سعودي قطري، يبدو أن هذه المسرحية لم تنته فصولها ولم يتم اسدال الستار عليها فما زال في جَعبة كاتب السيناريو الصهيوني الكثير من المفاجآت والمشاهد الخادعة التي تشد المشاهدين والمتابعين وتلهيهم عن حقيقة ما يجري وابعاده واغراضه التي لم تعد خافية وصولاً الى تحقيق الهدف النهائي وهو تدمير العراق وتفكيكه كأولوية في الإستراتيجية الصهيونية عبر انشاء الدولة الكردية في سياق مشروع الشرق الاوسط الكبير الملتهب بالصراعات بين مكوناته الطائفية والمذهبية والعرقية والحزبية وحتى العشائرية المختلفة ليتوسع الكيان الصهيوني ويتمدد ويحقق حلم "اسرائيل الكبرى" التي ستواصل وظيفة ادارة الصراعات و خلق مبررات ادامتها وادارة الفوضى الخلاقة للواقع الجديد في المنطقة.

ما يجري اليوم من مواجهات بين الفيلقين العسكريين - الأداتين بيد الصهاينة - البيشمركة الكردية من جهة وداعش التكفيرية من جهة ثانية (على حدود الأقليم الكردي وبعض قرى الموصل) بتخطيط صهيو-اميركي، له اكثر من دلالة وبعد، غايته الرئيسية تضخيم حجم الاكراد وامكاناتهم وقدراتهم والنفخ في بالونهم واظهار الضعف الحكومي لتهيئة مبررات اعلان الدولة الكردية عن طريق ما يلي:

أولاً: ابتزاز بغداد سياسياً وعسكرياً عبر الانسحاب من بعض قرى الموصل وترك الباب مفتوحاً لسيطرة داعش عليها وعلى سدة الموصل الاستراتيجية التي من شأن فتح بواباتها او تفجيرها اغراق بغداد التي ستصل اليها المياه المتدفقة خلال ثلاثة ايام ما دفع الحكومة لتقديم الاسناد الجوي للبيشمركة. 

ثانياً: تقديم الإثباتات للرأي العام الذي يسيطر عليه ويوجهه الاميركان والصهاينة في أن بغداد في غاية الضعف كما أكد البارزاني سابقا وفي اسوأ حالاتها وهي غير قادرة على حماية شعبها ولا المحافظة على وحدة بلادها ما يبرر الانفصال عنها.

ثالثاً: اقناع سكان المناطق المُهدَّدة من داعش بأن اقليم كردستان فقط هو القادر على حمايتهم في محاولة للتمسك بالاراضي التي استولى عليها الاكراد بعد أحداث الموصل و توسيع نطاقها.

رابعاً: تقديم المبررات لواشنطن الباحثة عن حجج لتقديم الدعم العسكري الامريكي وتوفير الغطاء من خلفه للدعم الصهيوني المتواصل للأكراد بحجة مواجهة العدو الداعشي المتوحش كمقدمة لإنشاء جسر جوي بين واشنطن واربيل يُمِدها بإكسير الحياة بعد اعلان الدولة الكردية المحاصرة اقليمياً من العراق وايران وسوريا ولاحقاً ستنضم اليهم تركيا بعد ان تكتشف خطأها الإستراتيجي بالسماح لانشاء دولة كردية داخل الحدود العراقية فقط مقابل الشراكة النفطية التي تقضي بتحويل تركيا الى محطة لتصدير النفط لا دولة تقاطع لخطوط النفط والغاز فضلاً عن الهيمنة الاقتصادية على اقليم كردستان.

خامساً: كما لا نستبعد أن يكون الفصل الجديد استكمالاً للمسرحية التي مثلها الاكراد والبعثيون في الموصل والتي عطلتها وأوقفت عرضها واربكت اطرافها والمشتركين فيها من لاعبين كبار وصغار مفاجأة المرجعية الدينية في النجف الأشرف عبر اعلان فتوى الجهاد الكفائي، إذ يتمثل هذا الفصل الجديد بالانقلاب على الدواعش بعد استخدامهم في الاستيلاء على الموصل وفي الحرب النفسية كأداة ارعاب وارهاب ثم التخلص منهم لتهيئة الوضع للبعثيين والمتمردين السنة ليهيمنوا على الاوضاع في الموصل خاصة مع ظهور تسريبات تتحدث عن امكانية تسوية سياسية مع الاكراد حول كركوك وحقولها النفطية واحتمالية تشكيل ادارة مشتركة مع الحكومة المركزية من جانب وتسوية الاوضاع مع الجماعات البعثية والسنية المتمردة مع جانب آخر.

الصهاينة نجحوا في "أسرلة" القيادة الكردية التي تشتغل بعقلية صهيونية بحتة على الصعد السياسية والاقتصادية والعسكرية ما يعني انهم أداة اساسية في الاستراتيجية الصهيونية لتحقيق حلم "اسرائيل الكبرى" الذي لن يتجسد واقعاً دون انجاز مشروع الشرق الاوسط الكبير، الذي يبدأ بتقسيم العراق أما الدواعش فهم اداة ثانوية تكتيكية تُستخدم لارهاب وارعاب الخصوم واستنزافهم ومشاغلتهم وإشعال ساحاتهم لتمضي هي في تحقيق مشاريعها.    


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سعود الساعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/08/07



كتابة تعليق لموضوع : مسرحية كردية داعشية برعاية صهيونية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net